محمد الخيبري
على أرض ملعب التعليم ( جوهرة الصحراء ) في دوحة قطر انتهت القمة الآسيوية بين عمالقة القارة الصفراء المنتخب السعودي وغريمه التقليدي القاري المنتخب الكوري الجنوبي بفوز كوري هام بضربات الترجيح بعد التعادل الإيجابي في الوقت الأصلي والإضافي بهدف لكل منهما ليتأهل للدور المقبل.
في القمة الآسيوية والتي تعتبر نهائياً قارياً مبكراً تجسدت بها القوة السعودية وفدائية نجوم الأخضر الذين سال العرق من جباههم على وجناتهم ونزفوا دماءهم من وجوههم وتحملت أجسامهم « التطام « الكرات الكورية المسددة بكل قوة نحو المرمى الأخضر الذي وقف جميع نجومنا للدفاع عنه بكل بسالة.
واستمرت الجماهير السعودية بهز مدرجات ( جوهرة الصحراء القطرية ) طوال فترات المباراة دون توقف مما انعكس ذلك على نجومنا البواسل.
لم تكن المباراة في متناول المنتخبين ولم تكن سهلة لأحدهما فالمنتخبان يعتبران «الأنجع» والأفضل في القارة الآسيوية والمواجهات بينهما تعتبر الأكثر إثارة وندية تاريخياً.
وكلا مدربى المنتخبين لعب حسب الإمكانيات الفنية المتاحة له مع استمرار الضغط العالي من كلا الفريقين إلا أن نجوم الأخضر الذين تعاملوا مع هذا الضغط بأكثر ثقة نظراً لوجود الداعم الأكبر في مدرجات الملعب.
هذا الزحف السعودي نحو تحقيق اللقب يحسب لإدارة المنتخب وللاتحاد السعودي لكرة القدم اللذين نجحا في عزل البعثة الخضراء عن الضغوطات الإعلامية والجماهيرية عقب الأحداث الماضية التي صاحبت المنافسات في المعترك الآسيوي.
كانت مباراة دراماتيكية تفنن فيها السيدان «روبيرتو مانشيني» المدير الفني للمنتخب السعودي و»يورجان كلينزمان « المدير الفني للمنتخب الكوري الجنوبي في إدارة الدفة الفنية مما نتج عنها مباراة ذات قيمة فنية عالية جداً وتعدت حدود المتعة الكروية.
خروج منتخبنا الوطني من المعترك الآسيوي كان بمثابة «الخروج المشرف .. من الباب الكبير» بعد المستويات العالية طوال البطولة وبعد مباراة امتدت لـ ( 120 ) دقيقة من الضغط العالي والمناورات بين الفريقين في وسط الملعب حتى الوصول لضربات «الحظ» الترجيحية.
نجومنا يستحقون الدعم والتشجيع حتى وإن تبدد حلمنا الكبير في تحقيق البطولة الآسيوية لأن مازال لديهم الكثير في قادم المواسم علماً بأن المعترك الآسيوي القادم ( 2027 ) سيكون داخل الأراضي السعودية ومن المفترض أن يتم شحن همم نجومنا من انتهاء وقت المباراة الأخيرة في البطولة الآسيوية.
ردة الفعل بالوسط السعودي يجب أن تكون نموذجية وفي مستوى حدث الخروج من المعترك الآسيوي والذي كان وفق ظروف فنية لم تغب عن المنطق والمعقول لأن ضربات الحظ الترجيحية تحتاج لهدوء وحضور ذهني لكلا الفريقين خصوصاً «حراس المرمى» وجميع هذه المعطيات وأعتقد من وجهة نظري كانت حاضرة إلا أن عامل التوفيق خالف نجوم منتخبنا ووقف مع الحارس الكوري ..
قشعريرة
كانت وجهة نظري سابقاً ضد زيادة عدد المحترفين الأجانب للأندية المحترفة في الدرجة الممتازة والتي لم تكن زيادة تدريجية بل كانت بشكل مفاجئ على الرغم من أن الزيادة كانت على مبدأ «تقوية» وتدعيم الدوري المحترف والأندية المحترفة.
هذه الزيادة بالحقيقة لم تخدم المنتخب الوطني نظراً لاختفاء المهاجم الصريح ومحدوديته بلاعبين محليين لا يأخذون الفرصة الكاملة مع أنديتهم نظراً لوجود المحترف الأجنبي.
أيضاً هناك «خانات» فنية ضعيفة في خارطة المنتخب الوطني تفتقد لجودة اللاعب لنفس السبب في خانة المهاجم منها خانة حراسة المرمى ولاعبي الوسط «صناع اللعب» والظهير الأيسر.
لم تكن هناك حلول جذرية لصقل نجوم المنتخب الحاليين المتواجدين بصفوف الأندية المحترفة المدججين بالمحترفين الأجانب سواء بإقامة دوري رديف للدوري المحترف يتم التدوير بين النجوم فيهما أو السماح لهم بالاحتراف الخارجي حتى يأخذوا الفرصة كاملة ويقضون على فترات الانقطاع في دكة البدلاء.