أ.د.عثمان بن صالح العامر
القارئ في القواميس السياسية، والمتابع للتحركات الدولية، والعارف بالأجندات العالمية يدرك يقيناً أن هناك صراعات ساخنة، ومجاذبات واسعة، بين الدول والتكتلات تستخدم فيها ما يعرف (بالقوى الناعمة)، والتي من بينها الرياضة في جميع صورها وأشكالها، التي تجعل الدولة ذات أثر اقتصادي وسياسي وثقافي في المعترك الدولي، ويعزز هذا الأثر الناعم قوتها العسكرية (الخشنة) في نظر القوى الخارجية.
والمملكة العربية السعودية بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين تولي القوة الناعمة ممثلة بالرياضة محل الحديث، جلّ اهتمامها وعظيم رعايتها وعنايتها وتدعمها مادياً ومعنوياً، ورالي حائل يعد بحق من أولى المنافسات الرياضية ذات الصبغة العالمية التي جعلتنا على الخارطة الدولية بكل جدارة واقتدار. ولا غرو ففي الوقت الذي تشارك فيه في الرالي فرق عالمية، يحضر فعالياته إعلاميون ورياضيون واقتصاديون وهواة ومحترفون لرياضة السيارة فضلاً عن الجماهير والرعاة، وتنقلها قنوات إعلامية وطنية ودولية، رسمية وخاصة.
لقد كان اتخاذ قرار إدخال هذه الرياضة على أرض هذا الجزء من الوطن الغالي قراءة واعية ودراسة تأملية عميقة لتضاريس المنطقة وإنسانها، وسبر دقيق للسبل الملائمة والمناسبة لتوظيف صحراء النفود الرائعة وجبال أجا الشاهقة في جذب الانتباه والتسريع في النمو الاقتصادي والسياحي.
كما أن هذا القرار فتح آفاقاً واسعة (لمن أراد أن يكون)، سواء أكانت تلك الكينونة في باب الاقتصاد أو الإعلام أو الرياضة أو السياحة والترفيه أو الإدارة والتنظيم أو المثاقفة والتفكير.
لقد صار الرالي في رزنامة محبي الصحراء وعشاق البر وأهل السياحة والترحال موعداً دائماً كل عام.. لا يصدق هذا القول من لم يره بعينه إذ «ليس من رأى كمن سمع»، و»الحكم على الشيء فرع من تصوره»، ولا يسعني ونحن نستقبل فعاليات عام جديد لرالي حائل إلا أن أزجي كلمات الثناء والتقدير لكل من كان خلف هذه النجاحات المتتابعة لمواسم الرالي الحائلي إبان السنوات الماضية وحتى نسخته التاسعة عشرة.
* فشكراً لله عز وجل أن منّ علينا بنعم لا تعد ولا تحصى في هذا البلد المعطاء المملكة العربية السعودية.
* وجزماً كلمة الشكر تتقازم أمام قامة ولاة أمورنا، وقادة بلادنا، الدوحة المباركة، والشجرة الطيبة، الذين يفتحون باب كل خير، ويوصدون أبواب الشر، حماية لنا، وحفظاً لوجودنا ،ورعاية لطموحنا، واستشرافاً لمستقبلنا الواعد .
* شكراً سمو أمير منطقة حائل وسمو نائبه وسمو وزير الرياضة وسمو رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية.
* شكراً للجهات الأمنية والخدمية واللجان التنظيمية والقطاع الخاص وكافة وسائل الإعلام المشاركة في نقل هذا السباق وفعالياته المصاحبة.
* شكراً لكل قيادي عرف كيف يصنع النجاح ويضمن بعد توفيق الله وعونه البقاء ولسنوات طويلة متربعاً على عرش القمة.
* شكراً من الأعماق لكل وطني مخلص صادق، بذل ماله أو وقته أو نفسه أو جاهه من أجل نجاح أي مشروع وطني واعد، فيه الخير والمنفعة للوطن والمواطن. ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.