د.منال بنت عبدالعزيز العيسى
تأسست هيئة الأدب والنشر والترجمة في العاشر من جمادى الثانية للعام 1441هـ الموافق الرابع من فبراير للعام 2020م للقيام بمهام إدارة قطاعات الأدب والنشر والترجمة وتنظيمها بوصفها المرجع الرسمي لها في المملكة، والمساهمة في تحقيق تطلعات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والاستراتيجية الوطنية للثقافة التي تسعى لجعل الثقافة نمطاً لحياة الفرد، وتفعيل دورها في النمو الاقتصادي، وتمكينها من تعزيز مكانة المملكة الدولية. ويكمن دور هيئة الأدب والنشر والترجمة في تنظيم القطاعات الثلاثة وتطوير الإمكانات وتحفيز الممارسين وخدمة المستفيدين منها، للارتقاء بالنتاج الأدبي وصناعة النشر والنشاط الترجمي السعودي، وتحسين البيئة التشريعية والمُمكّنات الأساسية التي تنهض بمقومات الأدب والنشر والترجمة في المملكة العربية السعودية، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الثلاثة وتفعيل دور القطاع غير الربحي أعلنت رؤيتها الخاصة بكل قطاع بشكل مستقل في موقعها الرسمي.
وأنجزت المبادرات الآتية بفعالياتها المتعددة:
الكتاب للجميع، مسرعة أعمال النشر،برنامج النشر الرقمي، قافلة الفل، الشريك الأدبي، الأدب في كل مكان، بابا طاهر، مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة، مسرعة أدب الأطفال واليافعين، ملتقى الترجمة، معرض الرياض الدولي للكتاب.
حين نستعرض الرؤية المقترنة بالمنجز الواقعي خلال ثلاث سنوات فقط، نجد أنفسنا قد سابقنا الزمن واقعيا واستطاعت الهيئة إعادة رسم ملامح الثقافة السعودية بتاريخها العريق من خلال مبادرات وفعاليات حولت مناطق المملكة العربية السعودية لواحة فكر وثقافة وأدب وترجمة ونشر ضمن فكر ريادي مناطقي جغرافي يعيد لكل منطقة من مناطق المملكة الحبيبة هويتها وخصوصيتها ويساهم في التعريف بها للسعوديين أنفسهم التي طالما غابت عنهم تلك الجغرافيات الثرية بفكرها وثقافتها وحضارتها البشرية الضاربة في القدم ضمن رسالة واضحة تقوم على « إيجاد البيئة الممكنة لريادة الأدب السعودي بما يثري إبداع الأديب وجودة المنتج وتجربة المتلقي، ودعم صناعة النشر في السعودية بما يحقق لها الجاذبية الاستثمارية والتنافسية العالمية، وتطوير نشاط الترجمة كماً وكيفاً وفق أعلى المعايير التي تعزّز التبادل الثقافي الدولي، وتثري المحتوى المعرفي العربي، والاعتماد على الشراكات الفعالة والكفاءات المؤهلة والتقنيات المبتكرة لترسيخ العمل المؤسسيِّ المستدام» ورؤية تهدف لتحقيق: «ثروة أدبية متجددة،صناعة نشر متطورة، نشاط ترجمي احترافي وأهداف تركز على:
تنمية قطاعات الأدب والنشر والترجمة من خلال : «إثراء المحتوى والوصول للمتلقي محلياً وعالمياً، نشر ثقافة القراءة في حياة الفرد، تطوير منظومة تنافسية مستدامة، تعزيز التواصل الفعال مع أصحاب العلاقة»،تطوير الكفاءة المالية والتشغيلية من خلال:
« تحقيق أعلى مستوى ممكن من الاستدامة المالية، تقديم خدمات متميزة وفق أعلى معايير الكفاءة والجودة، توظيف التقنية والابتكار ودعم التحول الرقمي، بناء وتفعيل الشراكات مع القطاع الحكومي والربحي وغير الربحي محلياً ودولياً»،تطوير كفاءة رأس المال البشري من خلال: «تطوير منظومة فاعلة ترتكز على استقطاب الكفاءات وتطويرها وتحفيزها، توفير بيئة عمل إبداعية تشجع الكفاءات البشرية وتدعم الإنتاجية»
بذلك نكون أمام مؤسسة ذات مهنية عالية في خططها الاستراتيجية ومبادراتها النوعية ومخرجاتها الواقعية خلال ثلاث سنوات فقط ولابد من الإشارة للجهود الحثيثة والجادة التي يقوم بها رئيس هيئة الأدب والترجمة والنشر الدكتور محمد حسن علوان الأديب الخلوق الذي يعمل بإتقان من خلال فريق عمل احترافي ويشرك ويشارك أهل الثقافة والأدب في مستجدات الهيئة سواء أكان ذلك في مبادراتها أم فعالياتها التي أصبحت على مدار العام في احتفالية كرنفالية تساند وزارة السياحة والإعلام والترفيه ؛ لإبراز الوجه الحضاري للمملكة العربية السعودية.
وفيما أعتقد أن الهيئة خلال السنوات الثلاث قد أنجزت مرحلة التأسيس بجدارة واقتدار وسابقت الزمن في رسم ملامح الثقافة السعودية ولعلها الآن تتجه لمرحلة التطوير من خلال:
- إعادة فرز المبادرات وتجميع المتشابه منها وإفراد المختلف.
- إعادة تدوير الفعاليات في مناطق المملكة التي لم تشارك في تلك الفعاليات.
- الانطلاق نحو المحيط العربي والعالمي بفعاليات مركزة ومتنقلة سنويا ضمن شراكة ثقافية دولية وعربية وخليجية.
- تفعيل الشراكة بين الهيئة والجامعات السعودية.
- رسم خطة استراتيجية للخمس سنوات القادمة قائمة على التطوير بعد التأسيس ثم الريادة الخليجية والعربية والعالمية.
وبالفعل أنا فخورة بمنجزات هيئة الأدب والترجمة والنشر كمواطنة سعودية؛ باعتبارها واجهة الأدب والثقافة وكل إنجاز تحققه أشعر بأن الوقت معها وبها ولها قد أثمر بقيادات ورؤى شابة سعودية.