حدث ماهو متوقع وخرج منتخبنا مبكراً من بطولة آسيا بسيناريو لم يكُن مفاجئاً نظراً لأننا لم نعطِ هذه البطولة حقها من الاستعداد والذي من المفترض أن يبدأ منذ نهاية كأس العالم وامتداداً لما حصل بعد أن تخلى رينارد عن المنتخب والانتظار 150 يوماً للتعاقد مع مدرب جديد للمنتخب قبل انطلاق بطولة أمم آسيا بـ120 يوماً فقط، تحدثنا في مقالات سابقة عن أثر هذا التأخير ومالنتائج المتوقعة لهذه المشاركة ولن أعيد عليكم ماكتبناه سابقاً ولكن إن أردنا تقييم هذه المشاركة فبالتأكيد أنها مشاركة غير ناجحة كحال المشاركات السابقة وإن أردنا البحث عن الأسباب فقطعاً من وجهة نظري أن مانشيني آخر من يتحملها وإن كانت أخطاؤه في مباراة كوريا قاتلة ولكن جزءاً منها يعود لحداثة تجربته مع اللاعب السعودي وكرتنا المحلية، ومع ذلك كشكل فني وهوية فريق فقد برزت بوضوح في هذه البطولة وأصبح لدى المنتخب أساس من الممكن البناء عليه لصنع هوية للمنتخب مع مانشيني من خلال الصلابة الدفاعية كأساس للانتصار، وفي ظل التجربة القصيرة للمدرب مع المنتخب أرى بأنها على الصعيد الفني بداية مبشرة لمانشيني مع المنتخب من خلال اعتماده هذا الأسلوب وهذه الأسماء في المنتخب، أما على الصعيد الشخصي لمانشيني وهي النقطة الأهم في مقالتي فالحديث ذو شجون عن تصرفات وطيش مانشيني، حتى الآن لم أستطع تجاوز لقطة تخلّيه عن المنتخب أثناء ركلات الترجيح بل إن حديثي بعد المباراة للقريبين انصب حول هذا التصرف أكثر من المباراة نفسها والسيناريو المؤلم فيها، كيف لقائد ينبغي بأن يتحلى بصفات القيادة أن يتخلى عن أدواته التي يبارز بها؟ ماهو موقفك إن تصدى نجم المباراة أحمد الكسار للركلة الترجيحية وأعاد لنا الأمل ماذا ستفعل يامانشيني هل ستعود؟ فلتفرض بأن الكسار عند استعداده لركلة كوريا شاهدك وأنت تغادر الملعب ماذا تتوقع بأن يكون شعوره؟ والأسئلة كثيرة جداً ولكن هل تعلم بأنك قتلت أي أمل ممكن أن يتبقى للكسار للمحاولة وأنت بهذا التصرف وكأنما أوصلت له رسالة مفادها أنني لا أثق بأنك ستعيدنا إلى المباراة حتى وإن كنت نجمها، ولا أثق بعد تصديك باللاعب الذي سيسدد ولاعلاقة لي أيضاً باختيار اللاعبين المنفذين في حال استمر الوضع، وأقبح من التصرف هو العذر بأنه يظن أن المباراة قد انتهت ولا أعلم إن كان سوء تركيز منه أو توهان في لحظة لايجوز فيها التوهان أم عذر أطلقه ليخرج من هذا المأزق ولكن الأيد أنه بهذا العذر قد استخف بنا وهنا ينبغي أن يجد إدارة حازمة من الاتحاد السعودي وأن يتخلوا قليلاً عن الدبلوماسية المبالغ بها في حل كثير من مشاكلنا التي تستدعي الحزم، لست مجبراً أن تقنع أي أحد منا بقراراتك الفنية ولكنك مجبر على احترامنا، ولنفرض بأنك كنت صادقاً في هذا العذر فمن الأولى أنك أول من يكون مع اللاعبين عند خسارتهم قبل الفوز، وأول من يذهب للجمهور الذي تعنّى وحضر من أجل المنتخب ودعمك كثيراً، لتستمر مدرباً للمرحلة عليك أن تُشعر اللاعبين بأنك السند لهم ليحترموك ويثقوا بك للمستقبل بدلاً من أن تهرب وتتخلى عنهم وتجعلهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، إن كنت قد فرضت العقوبات على بعض اللاعبين بحجة أنك المدرب والقائد في المعسكر فأهم سمات القائد أن يكون داعماً قبل كل شيء وسنداً في الانكسار قبل الانتصار، ومع كل هذا إن سألتموني عن مانشيني سأقول بأنه على الصعيد الفني مدرب أوجد هوية للمنتخب في فترة قصيرة وهناك تصاعد ملحوظ في مستوى المنتخب وفنياً أرى بأنه مدرب المرحلة بشرط .. اسألوا عن مانشيني في غرفة الملابس وعن علاقته باللاعبين فإن كان صالحاً خارج الملعب سينعكس ذلك على أرض الملعب، أما إن كان مانشيني سبباً في أي خلافات أو توتر داخل غرف الملابس فهذه ستكون قنبلة موقوتة ستنفجر في أقرب وقت، فعلاقة المدرب باللاعبين وسيطرته على غرفة الملابس بالشكل الإيجابي تأتي أولاً وثانياً وثالثاً وقبل أي عمل داخل أرض الملعب.
رسالتي: القائد الذي يتخلى عن جنوده أثناء المعركة وهي لم تُحسم لايثق بهم ..
** **
- محمد العويفير
@owiffeer