نجلاء العتيبي
تقول ويكيبيديا:
«الطفولة في الحرب هو مصطلح يشير إلى الأطفال الذين تأثروا أو حتى أصيبوا أثناء وبعد النزاعات المسلحة، وتؤثر الحروب على جميع مجالات الحياة كافة منها: السلامة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية مع الأسرة والمجتمع، فضلًا عن السكن. في أكثر الأحيان، تؤثر هذه التجارب على الأطفال.
الأطفال عمومًا ليسوا أول من يتبادر إلى الذهن عند النظر في ضحايا الحرب، وآثار الحرب. وفقًا لأحد البرامج الوثائقية لـ Spiegel TV في أوائل عام 2016، يعيش ما يقدر بنحو 230 مليون طفل في مناطق الحروب والأزمات، ويعانون من الإرهاب اليومي، وما زالوا مختبئين وراء التركيز على النتائج السياسية والمادية للحرب، حتى عندما تكون الإصابات أو الإعاقات الناجمة عن الحرب ظاهرة، يأخذ مصطلح «طفل الحرب» أهمية لا تقارن عندما يتم استخدامه بشكل دائم في جميع أنحاء العالم لجميع أطفال الحرب عبر الزمن».
لا تغادر ذهني أبدًا تلك اللقطة التي مرت أمامي من خلال نشرة أخبار هذا المساء، رأيت الذعر والحزن والمعاناة على وجوه الأطفال الضحايا الأوائل الأبرياء اللطفاء، الحلقة الأضعف لنكبات الحرب والدمار.
«الحرب تدمر الأرواح أكثر مما تدمر الجسور والمدن.» - فرانكلين ديلانو روزفلت.
ما بين اليتم والفقد والتشرد تضيع طفولتهم، تذبل أرواحهم معلنةً موت الحياة في قلوبهم وأيامهم.
بات معظمهم يحمل ذاكرة أكبر بكثير من عمره، بملامح رجل مسنٍ يفتقد الأمان والأمل في وطنه وسكنه، يتوسد وسادة الرعب، يحلم بكوابيس حقيقة النهار البشعة المليئة بالدماء، وبقايا الأجساد المرمية على طريق الموت، وتحت ركام أرصفة البقاء الموجعة..
أحداث تفوق درجة الاستيعاب، وقدرة التحمل؛ لطفًا بهم ياالله - ليس بوسع هؤلاء الأطفال أن يكونوا أطفالًا بعد هذا الواقع المأساوي الأليم.
صدمات بشعة تخلف وراءها العذاب والشتات.
ضرر يبلغ عمق نفس الصغير، يجعل العالم قذرًا مشوهًا، يقتل فرح الطفولة، ويخمد بهجتها في عينيه إذا لم يكن على جسده ندبة شاهدة تذكره ليل نهار مدى حياته بهول ما مر به وعايشه، يوقظه صوت الأثر المختبئ بداخله كل يوم الذي لا يستطيع أن يسكته ويؤثر على نموه الطبيعي ومستقبله النفسي، إن الحروب لا تقتل الأجساد بقدر ما تقتل مشاعر الإنسانية، ورغبة عيش الحياة.. إنها توقف كل شيء عند بداية صافرة النهاية.
آه من الحرب ووليتها التي تحول الإنسان إلى شخص آخر ممتلئاً بالعجز بالخوف والحطام والإحباط، هاربًا من حاضر الأسى، وجحيم الحرب وتداعياتها إلى مصير ممزق مجهول؛ باحثًا عن النجاة في زوايا ضيقة رغم اتساع العالم عله يجد السلام، ولا ينتج عن الحروب إلا مزيد من الأحقاد والدمار.
ضوء
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً
وتضر إذا ضريتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرحى بثفالها
وتلقح كشافًا ثم تحمل فتتئم
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم
كأحمر عادٍ ثم ترضع فتفطم
- زهير بن أبي سلمى