عبدالرحمن التويجري - بريدة:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، أن إجمالي السعوديين والسعوديات العاملين في وظائف القطاع الخاص بالمنطقة بلغ تقريباً 65 ألف موظف وموظفة، منها 38 ألفاً من الرجال، و26 ألفاً من النساء، وهو ما يعكس على حجم الزيادة في شغل الوظائف وتمكين أبناء الوطن من العمل في القطاع الخاص في العديد من المجالات الوظيفية.
جاء ذلك، خلال حديث سموه في الجلسة الرئيسية التي أقيمت خلال انطلاق ملتقى القصيم لتمكين الشباب الثالث « فرصتي 3»، مساء امس الأول، بمشاركة عدد من أصحاب المعالي، وذلك بمركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة. ونوّه سمو أمير منطقة القصيم بما توليه القيادة الرشيدة - أعزها الله - من دعم كبير لتوفير فرص العمل لأبناء الوطن، وتعزيز الفرص الاقتصادية لتكون المملكة من أقوى دول العشرين نموا في الناتج المحلي الذي بلغ 7.8 % رغم التحديات والظروف التي تحيط بالعالم.
واستعرض سموه خلال حديثه بالجلسة الرئيسية العديد من الممكنات والمحفزات التي شهدها سوق العمل بمنطقة القصيم خلال السنوات الماضية التي أسهمت في زيادة معدلات التوطين بالمنطق وفقاً لمؤشرات وإحصاءات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، مشيراً سموه إلى أن التشجيع على التوسع بالاستثمار بالمنطقة وتذليل التحديات التي تواجهه وتعزيز الفرص الاقتصادية ساهم في خلق فرص العمل لأبناء وبنات المنطقة، وكون فرصاً لمشاريع استثمارية تعتبر جسراً قوياً وأساسياً في خلق فرص العمل، حيث أن القطاع العام أصبحاً مشبعاً من الوظائف التي تحتاج، مبيناً سموه إلى أن القطاع الخاص هو الذي يخلق فرص العمل و يستوعب أعداد الخريجين من كافة التخصصات.
وتطرّق سموه إلى مسيرة برامج التوطين بالمنطقة وتمكين الشباب والفتيات من الوظائف بالقطاع الخاص، التي كانت بدايتها إطلاق لجنة التنسيق الوظيفي عام 1433هـ، التي أسهمت في توظيف 20 ألف شاب وشابة، وإطلاق برنامج التوطين كأول برنامج على مستوى المملكة عام 2017م، بالإضافة إلى إيجاد المبادرات التي تحفز الشباب على العصامية ونسف ثقافة العيب، حيث تم إطلاق جائزة الشاب العصامي، وتم تكريم 120 شاباً وشابة خلال السنوات الماضية، ولم تقتصر برامج التمكين والتوطين على التحفيز فقط بل تجاوز ذلك إلى فتح المجالات للشباب لتمكينهم في مشاريعهم الخاصة وتم دعم 3399 مشروعاً بمبلغ يقترب من المليار ريال، بدعم من بنك التنمية الاجتماعية، مبيناً سموه بأن إقامة المهرجانات في مختلف مدن ومحافظات المنطقة ساهم في خلق مئات من فرص العمل عبر 72 مهرجاناً.
وكشف سموه بأن هناك عمل مستمر مع جميع الوزارات والجهات لتمكين الشباب والشابات وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة بشكل عام، داعياً الجهات المشاركة في ملتقى فرصتي إلى إبراز مخرجات الملتقى وما تحقق من نتائج إيجابية وتوصيات تسهم في تمكين ودعم أبناء الوطن، تأكيداً على أهميتها الفاعلة في إيجاد الفرص الوظيفية أو من خلال توفير برامج الدعم للمشاريع الريادية.
وكانت الجلسة التي أدارتاها الإعلامية ازدهار علاّف قد شهدت مشاركة عدد من أصحاب المعالي، حيث ذكر معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة المهندس خليل بن سلمه، أن سرّ النجاح الكبير وأهم عنصر في نجاح أي صناعة هي الكوادر البشرية، لأن وجود العنصر البشري مهم، لافتاً أن منطقة القصيم تتميز بوجود الطاقات البشرية، التي تتميز بالفكر الرائع والتركيز الصحيح على نجاح القطاع الصناعي، وقال: أن القطاع الصناعي يوجد فيه 11 ألف مصنع ونستهدف 36 ألف مصنع في 2030، واستعرض بن سلمه، نجاح تجربة معهد الصناعات الغذائية الذي بدأ بتدريب 350 متدرباً سنوياً ووظف أكثر 3 آلاف وظيفة ويخدم جميع المصانع، مبدياً رغبة الوزارة في تطبيق التجربة بمنطقة القصيم لوجود المقومات والشغف والإصرار التي تساهم في نجاحها، وبيّن بن سلمه أبرز الخدمات والمبادرات التي تقدمها وزارة الصناعة، حيث سيتم قريباً تدشين برنامج المصانع الجاهزة في واحة مدن لدفع الصناعة بشكل أكبر، مع وجود الكوادر البشرية بالشراكة بين الغرفة التجارية بمنطقة القصيم وهيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية.
وأوضح معالي مساعد وزير النقل والخدمات اللوجستية أحمد الحسن، أن قطاع النقل يلقى الدعم من القيادة الرشيدة - أعزها الله -، حيث يوجد مجموعة من المبادرات والمشاريع لتنمية القدرات البشرية لشباب وشابات الوطن، ومن بينها الأكاديمية السعودية اللوجستية، التي تعنى بتنمية القدرات البشرية في قطاع حديث وناشئ وهو القطاع اللوجستي وله مستهدفات طموحة من خلال مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لتنمية القطاع اللوجستي لتكون المملكة مركزاً لوجستياً عالمياً، مشيراً إلى حرص الوزارة على توطين 10 آلاف وظيفة في 28 مهنة مختلفة، وتوطين الوظائف المتعلقة بالنقل عبر التطبيقات وتمكين 8 آلاف مستفيد من منظومة النقل والخدمات اللوجستية .
من جانبه، ذكر معالي مساعد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إسماعيل الغامدي، أن سمو أمير منطقة القصيم حريص على دعم برامج التوطين وإيجاد الفرص الوظيفية لأبناء الوطن، مشيراً إلى أن إستراتيجية سوق العمل يعمل على تنفيذها 7 جهات، وتركز على رفع الإنتاجية وكفاءة سوق العمل، في حين تم إطلاق شركة العمل للمستقبل، وأتمتة جميع خدمات الوزارة وإطلاق منصة قوى لدعم القطاع الخاص .
وتحدث محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة سامي الحسيني خلال الجلسة عن اهتمام « منشآت» برواد الأعمال والأفكار الخلاقة التي ترسم الطموح لأبناء الوطن، حيث بيّن أنها حققت عدد من المبادرات وكان من أبرزها توفير برامج للتمويل، مع وصول عدد المنشآت إلى مليون و 300 ألف منشأة، والعمل على تحسين ثقافة ريادة الأعمال وإقامة ملتقيات لريادة الأعمال وكان عدد الحضور 350 متحدثاً ودعم من 120 جهة حكومية ممكنة ودعم 20 ألف فرصة.