د.نايف الحمد
* بعد خروج منتخبنا الوطني من الأدوار الإقصائية في البطولة الآسيوية تعالت الأصوات مطالبة برأس المدرب الإيطالي مانشيني وموجهه الكثير من الانتقادات لكل ما في المنتخب من أجهزة فنية وإدارية ولاعبين بطريقة بعيدة جداً عن الموضوعية أو التقييم لما اعترى تجربة الأخضر من قصور.
* الغريب أن ينتشر في الأوساط الإعلامية لغة فيها الكثير من التشفي وتصفية الحسابات مع مدرب المنتخب ولاعبيه على طريقة مشجعي الأندية دون مسؤولية أو استشعار للقيمة الوطنية التي يمثّلها هذا الفريق بالنسبة للوطن وجماهيره!
* كما أننا نسمع الكثير من النقد حول مستويات المنتخب السعودي في مسيرته خلال السنوات الماضية التي تصف المنتخب السعودي بالضعف والتراجع المخيف، وأن على المنتخب تحقيق البطولة الآسيوية دون النظر للكثير من العوامل ووضعها في الاعتبار قبل إطلاق هذه الأحكام.. وهذا الرأي لا يجب أن يُؤخذ على عواهنه، بل الواجب أن يتم تقييم نتائج المنتخب ووضعها في ميزان النقد والخروج بنتائج موضوعية تدعم هذا الرأي أو تنفيه.
* نعم كان بالإمكان أفضل مما كان؛ وبالتأكيد أن ثمة أخطاء صاحبت مشاركة المنتخب وسبقت تلك المشاركة قد أضرّت بحظوظ الفريق وعجّلت بخروجه، وأولها التأخر في التعاقد مع الجهاز الفني للفريق. ولكن دعونا نقيم مسيرة المنتخب في السنوات الأخيرة ليكون الحكم واقعياً وبعيداً عمن تسيرهم العواطف وانتماءات الأندية ونرى هل حقق منتخبنا طموحات محبيه.
* المنتخب الأخضر يشارك في استحقاقين مهمين هما تصفيات كأس العالم والبطولة القارية.. في الأولى نجح بامتياز في النسختين الأخيرتين وشارك في مونديال روسيا 2018 ومونديال قطر 2022، بل إنه كان حديث العالم في النسخة الأخيرة، حيث كانت الهزيمة الوحيدة للبطل المتوج الأرجنتين على يد سالم ورفاقه، ولولا الإصابات وسوء الطالع لتقدم المنتخب خطوات في المنافسة العالمية.
* أما في الثانية وأعني البطولة الآسيوية.. نعم لم يحقق المنتخب السعودي بطولتها خلال النسخ الأخيرة، علماً بأن الإنجاز في هذه البطولة يتمثّل في تحقيق الكأس وما عداه لن يكون إنجازاً لفريق يعد الثاني في ترتيب فرق القارة بواقع ثلاث بطولات خلف المنتخب الياباني.. في المقابل سنرى أن الغياب السعودي لم يصل لمدة غياب المنتخب الإيراني أحد أهم وأكبر المنتخبات الآسيوية، إذ لم يحقق اللقب منذ سبعينيات القرن الماضي، وكذلك المنتخب الكوري العريق الحاضر بصورة دائمة في تصنيف «فيفا» للمنتخبات كواحد من أفضل المنتخبات العالمية ومع هذا يغيب عن لقب البطولة التي حققها مرتين فقط كان آخرها عام 1960 .
* نعلم أن منتخبنا لديه القدرة على تقديم الأفضل، لكن ذلك لن يجعلنا نغفل عن أمر مهم يتمثّل في وجود منافسين أقوياء يعملون كما نعمل ولديهم لاعبون على درجة عالية من الموهبة والتجربة، وإذا ما أردنا أن نتفوق عليهم علينا أن نسعى بكل ما أوتينا مجتمعين ونقدم لفريقنا كامل الدعم.
* لقد قدم الصقور الخضر في لقاء الكوري الجنوبي ملحمة كروية وكانوا قاب قوسين أو أدنى من التأهل لدور الـ 8 ، وفي النهاية خسروا بشرف وبركلات الحظ الترجيحية.
* لصقورنا الخضر نقول (ارفعوا رؤوسكم) فقد كنتم أبطالاً وقدمتم كل ما في وسعكم، ولا يُلام المرء بعد اجتهاده.. أما مدرب المنتخب مانشيني فرغم التحفظ على بعض تصريحاته أو خروجه من ملعب المباراة قبل مواساة اللاعبين وتشجيعهم بعد الهزيمة، إلا أن بصمته الفنية بدت واضحة وأرى أن الفريق سيمضي بعيداً معه إذا ما وجد التعاون من الجميع وأعطي الثقة كاملة لإعداد فريق يستطيع مقارعة الكبار والتفوق عليهم.
نقطة آخر السطر
* عندما سأل الصحفي المبدع حمد الصويلحي مدافع الهلال العملاق الكوري (جانغ) عن سر اختياره للمملكة للعلاج من مرض السرطان قال: (لأنه وطني والرياض مدينتي).
وأنا أقول: (شكراً للهلال) فكم نحن فخورون بهذا النادي العظيم؛ فكيف للاعب يأتي من أقصى الكرة الأرضية وبثقافة مختلفة تماماً ويعتبر المملكة وطنه..! الهلال واجهة مشرِّفة وقوة ناعمة تقدّم للوطن خدمة عظيمة وتبعث برسائل تكرِّس وجه السعودية المشرق للعالم.