عبد الله سليمان الطليان
تعرفت على تلك العبارة من خلال حملات الانتخابات الأمريكية، التي يكون فيها دعمٌ ماليٌّ للمرشح من قبل المنظمات والشركات المختلفة التي تستميل المرشح لتحقيق أهدافها عبر هذا الدعم، الذي لا يقتصر على الترويج لحملته إعلامياً بل يتعداه إلى تقديم هدايا وهبات ونثريات وتسهيلات شخصية للمرشح، وهذا ما يطلق عليه (الأموال الرخوة) وهي وسيلة تكون في بعض الأحيان سرية وغير علنية، تزيد من قبل المنظمات والشركات في إغراء المرشح لتحقيق مصالح، ومن هنا تظهر حقيقة المرشح ومصداقيته نحو الناخبين الذين سمعوا خطبه الرنانة التي فيها الكثير من الوعود والالتزامات والتي تذهب مع الرياح في حالة فوزه في أغلب الأحوال بذرائع غير حقيقية من قبله، وعندها يخسر الناخبون ويكسب المرشح هذا المال الرخو.
سوف أعطي تشبيهاً في واقعنا لهذا المال (الرخو) والذي يتصدر واجهته بعض المشاهير في مجالات مختلفة، الذين هم اسم بلا عقل، يتغلفون بالثقافة في الظهور الإعلامي التي تكون أحياناً مدعاة للسخرية والاستهزاء من قبل متلقين على درجة عالية من الوعي الفكري، هؤلاء المشاهير يقومون بحملات إعلانية ترويجية للكثير من الشركات والمحلات في مقابل مالي وبناءً على اتفاق أو عقد، هذا الترويج يكون لمنتج أو محل جديد، الذي يجد تفاعلا ًكبيراً لدى شريحة واسعة في مجتمعنا، فنرى ذلك الزحام الهائل للحصول على المنتج أو المحل الذي راح (المشهور ذو الثقافة المتدنية) يشرح عن المميزات ومواصفات المنتج أو المحل بشكل مثير لذوي استهلاك عشوائي، تنجلي الحقيقة في هذا المنتج أو المحل هو شيء عادي لا يوجد فيه اختلاف عن منتجات أخرى أو محل آخر، ويذهب هذا الترويج والتضخيم الإعلامي أدراج الرياح وفي النهاية يربح المشهور المال والهدايا وينتظر الحلقة القادمة على حساب مستهلكين يسرعون إلى متابعته وتقليده الأجوف، الذي يصنف بعض منهم أحيانا ًأنهم يعيشون فراغاً ويبحثون عن التجربة التي لا تضر بوضعهم المالي.