عبده الأسمري
في عمق كل «نفس» قوى خفية تنتظر «اليقين» الصادر من «العقل» حتى تخرج إلى «فضاءات» التمكن» لتقوم بدورها «المفترض» وتنال نصيبها «المفروض» في الخروج من «دوائر» الحيرة إلى «بصائر» الخيرة» في سلوك قويم ومسلك مستديم تؤدي به واجب «التمكين» لإدارة الذات وفق «المدارك» الواجبة و«المسالك» الصائبة.
يأتي «الوعي» ليشكل نتاج «التفكير» الذي يسهم في إنتاج «التدبير» لإصدار «استجابات» النفس نحو «مثيرات» المحيط فتتجلى صور «الفروق الفردية» بين البشر ما بين الاستفادة من التجارب والإفادة من المشارب وصولاً إلى حماية النفس من «المؤثرات» ووقاية الذات من «التأثيرات» وتقويم التصرف وتقييم الفعل حتى تأتي «المحاسبة» واضحة «المفهوم» وجلية «المعنى» لاعتمادها على «الوضوح» واستنادها إلى «الصدق».
عندما يتوارى «الحياء» خلف ستار «الشهرة» البغيضة التي يلهث أصحابها خلف المال على حساب «القيم» و«الذوق» و«الأدب» نتفاجأ بحجم «التشوهات البصرية» المخالفة للفطرة السوية والتربية الدينية ونتألم من سوء «الترهات السلوكية» المعاكسة للآداب العامة والمسلمات البشرية في صور تعكس «غياب» الوعي بسبب هيمنة الأخطاء وسيطرة السفه وسلطة الغفلة على كل إنسان تورط في هذه «السلوكيات» المسيئة للإنسان والمشوهة للسلوك.
يمثل الوعي المستوى الأعلى الذي يعلو به «الحصيف» ويرتقي به «العاقل» ويسمو به «الحكيم» وفق إدارة تجيد العزف على «أوتار» الصواب وتبدع في نيل «أرزاق» المقام» من فضاءات «الحكمة» الأمر الذي يرفع قيمة «الإنسان» ويدفع مهمة «السلوك» لصناعة حياة زاخرة بالاعتزاز وفاخرة بالإنجاز وسط محطات عمر تتشكل فيها «مقومات» التفكير وتعلو وسطها «مقامات» التدبير.
ما بين الوعي والسعي «خطوط» من الارتباط العقلي والترابط الذهني ضمن «طرائق» من التفكر و«حقائق» من التبصر لذا على الإنسان أن ينهل من «معين» التجارب التي تصنع له «حظوظ» التكيف مع المواقف والتأقلم مع الأقدار والتي تأتي في اتجاهين من «التوقع» و«الفجأة» في «دوائر» الحياة و«مدارات» العيش.
تتشكل أدوات «الوعي» من اتجاهات «الدراسة» وأبعاد «التربية» وسبل «التوجيه» وإطارات «التجربة» وآفاق «الوظيفة» ونتائج «الخبرة» ضمن محطات حياتية يسير فيها الإنسان بين قطبين بين الإقدام نحو الخير والإحجام عن الشر. يعيش الإنسان بين استدعاء إجباري أو ادعاء اختياري وسط «ذاكرة» مكتظة بالعناوين التي تتوارد في مواسم «الأنين» والتفاصيل التي تتعامد على مراسم «الحنين» في خضم «حياة» ممتلئة بالعقبات ومليئة بالعواقب تتباين في استذكار تفرضه «المواجع» واقتدار توجبه «المنافع» فيأتي الواقع ليشكل «مشاهد» الصبر ويتأصل الحاضر ليرسم «شواهد» الجبر.
تسير عجلة الحياة ودائرة الزمن رغماً عن مستوى «الوعي» الإنساني الذي يمضي في «محطات» العمر ما بين اكتساب «الخبرات» من التجارب أو احتساب «الصدمات» من المظالم حتى ترتقي مقامات «البشر» نحو العبر وتزهو مقومات «العيش» إلى الاعتبار.
ما بين إدارة الوعي وإرادة السعي يتعالى صوت «الصواب» ويعلو صدى «الإيجاب» وتكتمل «خطط» الفلاح وتتكامل «معاني» النجاح من أعماق «السريرة» إلى آفاق «البصيرة».