د.عبدالعزيز الجار الله
أعادتنا ندوة: المعايير المهنية لممارسي الإعلام (ميثاق من هو الإعلامي). التي نظمتها جمعية «إعلاميون» مساء الاثنين 5 فبراير 2024 وألقاها د. حمزة بيت المال، ود. محمد الحيزان، ود. فوزية الحربي، أعادتنا إلى ذاكرة وبدايات هيئة الصحفيين 2004، والجمعية السعودية لكتّاب الرأي 2013، من هو الصحفي، ومن هو الكاتب، فالواقع الحالي تجاوز: من الصحفي، ومن الكاتب وحتى من الإعلامي. لأننا نعيش في أفق متسع بدون محددات ضيقة أو إقصاء فالإعلام يتمحور حول الرأي العام، والرأي العام يتشكل من كل شرائح المجتمع وتنوع المهن: من أطباء ومهندسين وقانونيين واقتصاديين وعلماء في كل التخصصات، وأيضاً من معظم فئات المجتمع. وليس مقصوراً على العاملين في مجال الإعلام.
كما أن رؤية السعودية 2030 أحدثت متغيرات، وقدمت مفاهيم جديدة، كذلك أضافت التقنية ثقافة مهنية مختلفة عن المرحلة السابقة، وغيّرت من أسلوب العمل الإعلامي، بل نقلته من أنماطه التقليدية إلى متغير آخر أثرت على سرعة النشر وتعدد المصادر وكثافتها.
بلا شك أن ميثاق من هو الإعلامي مهمٌّ جداً لحماية العمل الإعلامي، لكن الإعلام بحاجة إلى عناصر ومجموعات من تخصصات أخرى، مثل معظم التخصصات العلمية التي تكاملت بعد تعاونها مع باقي العلوم، وهذا يقود إلى توسيع المجال والسماح بدخول تخصصات ضرورية للتطوير، وهي بحدِّ ذات أساسية في العمل منها: الحاسب الآلي والتسويق والإدارة واللغات. وثقافية مثل: السياسة والاقتصاد والاستثمار والسياحة والتراث والبيئة.
رؤية السعودية 2030 هي في الواقع تغيّر كامل وشامل في الحياة والعمل في السعودية، ويمكن اعتبارها فاصلاً بين مرحلتين أو زمنين هما:
- السعودية ماقبل رؤية 2030.
- السعودية مابعد رؤية 2030.
هذا ليس افتراضاً بل واقعٌ في جميع مجالات حياتنا، وبالتالي هي فرز للجيل، والثقافة وأنماط التفكير وأسلوب الحياة الذي تشير له الرؤية بمصطلح: مجتمع متمكّن، وجودة الحياة. لذا فالإعلام من ركائز الرؤية، وأحد أساسياتها فإذا لم يسابق في خطواته ويبادر وينسجم مع ثقافة وفلسفة الرؤية سيبقى يراوح في إطاره الضيق حتى يذوب في تخصص آخر ويصبح من الذاكرة، مثل العديد من التخصصات الأكاديمية والمهنية تضاءلت ودخلت في علوم أخرى، المطلوب الآن وسريعاً التفكير كيفية النزول الآمن من الشجرة (شجرة الخيال السابق) والاصطفاف في محطات القطارات السريعة للمواكبة والوصول إلى آفاق الرؤية الساطعة التي ستنقل بلادنا ودول الشرق الأوسط إلى واقع جديد تنافسي وإنجازات تنموية غير مسبوقة.