الرؤية الطموحة للمملكة 2030، تحتاج من دون أدنى مجال للشك إلى اهتمام إعلامي أوسع وأشمل مع وصول وزير الإعلام النشط الجديد، وكفى بهذه الرؤية التي دشنها صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أن نجنى ثمارها في ظل ما يعصف بالعالم من أحداث جيوسياسية واقتصادية ومتغيرات مناخية.
فلقد توقعت وتنبأت الرؤية بأهمية إيجاد مصادر للدخل غير النفطية وتنمية وتنشيط قطاعات عديدة أثرت إيجابياً بطبيعة الحال على اقتصاد المملكة وعلى ميزانيتها خاصة بعد اعتماد سياسة التنوع والتركيز على اقتصاد المعرفة.
ومر إعلامنا على هذه المخرجات والإنجازات على عجل قبل سنوات وكان الأولى التركيز على هذه المعطيات في كافة وسائل الإعلام لكبح جماح الأصوات المغرضة التي تتنفس من تحت الطين، وفي ظل عالم السوشيال ميديا أعتقد أننا نحتاج إلى مواكبة أكثر من التطوير ووضع إستراتيجية شاملة ومتكاملة معروفة المعالم والأطر تكون أكثر جذباً وتأثيراً على المشاهد والبعد عن التقارير المرسلة ذات الحشو في البرامج (إن وجدت) واستضافة خبراء ومختصين على قدر كبير من العلم والخبرة والباع الطويل في العديد من المجالات. وإحقاقاً للحق لقد أمسكت قناة «الإخبارية» الوطنية زمام مبادرة التطوير وإعادة النظر فيما تبثه من برامج، لتخرج على المشاهد العربي والخليجي بثوب جديد أكثر جذباً وتوعية أكثر من ذي قبل.
ومن المعروف أن مؤسسة الإعلام في أي دولة بمثابة الدبلوماسية الشعبية، وأرى أن شعبة الدبلوماسية الاجتماعية يجب أن يكون موقعها بوزارة الإعلام وليس وزارة الخارجية وهذا يتطلب إعادة بناء إستراتيجية الإعلام من جديد، كونها أحد أهم عناصر القوة الناعمة في العالم.
فالإعلام الحكومي تحكمه أدبيات الدعم والانتماء وغيرها، في المقابل كان لازماً على الإعلام الموازي أن يكون مكملاً ومتضافراً مع الإعلام الحكومي في التركيز على الإنجازات التي تقوم بها الدولة في شتى المجالات وخاصة الصحة والتعليم والاقتصاد.
فبيت القصيد هو أننا بحاجة إلى وضع إستراتيجية إعلامية جديدة تتضمن الاستفادة من خبرات الكفاءات السعودية، بعد نقل مقرات للقنوات السعودية التي كانت تبث من خارج المملكة، متمنياً تقييمها وتوجيهها لكي تواكب رؤية المملكة 2030 وكلي ثقة في معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري بالنهوض بكل ما يخدم منجزات الوطن.
كما لا بد من التقييم المستمر لمن يعملون بالإعلام المحلي وهل هم مؤهلون حقاً للعمل في هذا المجال الحيوي، مع تدشين مبادرة من أجل اكتشاف المواهب الإعلامية لتكون رافداً متيناً لجيل المخضرمين والعمالقة في مجال الإعلام، مع العلم بأني لست مستاءً من وجود الأجانب لكن من الضروري أن يكونوا ضمن فريق عمل مدمج مع فريق العمل ذي الكفاءات المحلية، وأن لا تكون مثل بعض القنوات التي سوادها من غير السعوديين.