مشاركة سمو أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف كمتحدث في #المنتدى_العالمي_للمدن_الذكية بعنوان #حياة_أجود والذي تنظمه SDAIA سدايا يعكس بكل وضوح الدور التكاملي بين الجانب المادي الصلب للمدينة الذكية والجانب الناعم الذي يمثل إدارة المدينة الذكية وقيادتها من خلال التفكير الاستراتيجي والخطط الحضرية التنفيذية لتحقيق مستهدفات #رؤية_السعودية_2030 لتعزيز «التنمية العمرانية» الشاملة وتحفيز التحول الاجتماعي والاقتصادي والرفاه الإنساني وجودة الحياة.
أمانة منطقة الرياض بقيادة سموه اعتمدت نموذج المدن الذكية واستحدثت لهذا الغرض إدارة خاصة في هيكلها التنظيمي الجديد لمواجهة التحديات العمرانية والتشغيلية كما تعمل على تقديم الخدمات البلدية لسكان المدينة وتنسيق جهود القطاعات التنموية المختلفة لتوفير البنى التحتية. ومما يعزز تحول #الرياض لمدينة ذكية هي الرؤية المستقبلية الرائدة والعالمية ومستهدفات التنمية التي من شأنها أن تؤدي لمضاعفة عدد سكانها ليقارب 15 مليون ساكن مما يعني تدفق المزيد من السكان وبالتالي الحاجة الملحة لتوفير الخدمات والبنى التحتية للمدينة بشكل مستدام مع تحقيق جودة الحياة والرفاه الإنساني وهي مرتكزات أساسية للجانب الناعم للمدينة الذكية.
وهناك شبه إجماع بين الباحثين على ستة أبعاد للمدينة الذكية هي (اقتصاد ذكي، بيئة ذكية، نقل ذكي، معيشة ذكية، سكان أذكياء، حوكمة ذكية) وقد أضيف إليها مؤخراً بعد (البيانات والأمن السيبراني) باعتباره صمام أمان لحماية مكتسبات المدينة الذكية من مخاطر الاختراقات والعبث بأنظمة شبكات المدينة الذكية. هذه الأبعاد لها مؤشرات لقياس كفاءة أداء المدينة لوظائفها.
وهنا لا بد من توضيح نقطة جوهرية في الموضوع وهي ضرورة التفريق بين المدينة الذكية كحالة ناجزة وواقع قائم وبين حالة المدينة كمنخرطة في مسار يؤدي في نهاية المطاف لتشكيلها وصياغتها كمدينة ذكية The process to become a smart city. ومدينة الرياض أخذت على نفسها أن تسلك هذا المسار لتتشكل كمدينة ذكية بتنافسية عالية على المستوى العالمي تؤطرها رؤية 2030. ويتفق المختصون أنه لا توجد مدينة ذكية مكتملة بل كلها تعمل وتسعى جاهدة لتحسن من أدائها كمدينة ذكية.
وإيماناً منا بأهمية البحث العلمي في موضوع المدن الذكية، أنجزت مع زميلي أ.د. طاهر الدرع في قسم التخطيط العمراني بجامعة الملك سعود بحوثاً لقياس مدى كفاءة أداء مدينة الرياض في مسعاها لتصبح مدينة ذكية مستدامة في ضوء ما أتينا على ذكره من أبعاد ومؤشراتها.
وقد أظهرت النتائج أن مدينة الرياض قد خطت خطوات عملاقة لتصبح مدينة ذكية رائدة. فقد أكد تقرير معهد الإدارة والتنمية لمؤشرات المدن الذكية IMD Smart City Index 2023 أن الرياض كان أداؤها متميزاً على مختلف المؤشرات لدرجة أنها تفوقت على مدن عالمية مثل باريس وبرلين ومدريد لتحتل المرتبة الـ 11 بين مدن دول مجموعة العشرين الأغنى والأكثر تقدماً في العالم. هذه البحوث المشار إليها ستُنشر قريباً بإذن الله تعالى في مجلات عالمية محكَّمة.
ومتشوق كبقية المشاركين في المنتدى SmartCforum لسماع حديث سمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف عن جهود أمانة منطقة الرياض في تحقيق الريادة العالمية للمدينة وتعزيز تنافسيتها وتميزها كمدينة ذكية مستدامة، حيث يؤمن سموه بأن ما لا يمكن قياسه لا يمكن تطويره وتحسينه، ويعتمد سموه -حفظه الله- في قيادته لأمانة منطقة الرياض على مؤشرات أداء وأرقام واضحة ودقيقة يسعى لتطبيقها ومتابعتها لتحسين العمل ورفع جودة الأداء.