محمد الخيبري
من أقسى المشاعر التي يمكن أن يشعر بها الانسان هو الإحساس «بالتجريد» ونزع الانتماء والطعن في ولائه ووفائه من أشياء اجتماعية أودينية أو وطنية قد تهدم الجانب النفسي له وتجعله يعيش في اكتئاب مؤقت أو طويل المدة أشبه ما يكون مزمناً يحتاج لتدخل طبي..
في الجانب الرياضي لا أعلم ماهو حجم «الضغط» الذي يعاني منه المنتسبون للأندية والأندية الجماهيرية على وجه الخصوص ولكن من واقع تجربة واحتكاك لدي الإحساس بتلك المعاناة التي يعانون منها من ذلك الضغط خصوصاً «عنصر اللاعب» وبالذات لاعبي «كرة القدم»..
وإن أخذنا الأحداث الأخيرة والتي جرت على مجموعة من اللاعبين الدوليين في معسكر منتخبنا الوطني لكرة القدم إبّان مشاركته في البطولة الآسيوية وكيفية التعاطي الإعلامي الجماهيري مع تلك الأحداث ومدى التوتر الذي عاشه الشارع الرياضي السعودي..
سنجد أن البعض ذهب لمنحنى خطير جداً واعتمد على مبدأ «التشكيك» كعنصر أساسي لإعداد وجبة «كاملة الدسم» لطرحها كمحور أو موضوع نقاش جدلي واسع في البرامج الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي..
رأينا وسمعنا نبرات التشكيك في وطنية اللاعبين المستبعدين بأمر المدير الفني لمنتخبنا الوطني السيد «روبيرتو مانشيني» ورأينا التشكيك في عمل اتحاد القدم وإدارة المنتخب ورأينا رمي التهم بالتقصير على لجان اتحاد القدم ورأينا التهور والإسراف في الاتهامات حتى وصلت إلى القيادات الرياضية في وزارة الرياضة..
اختلفت الآراء في هذا الجانب نظراً لاختلاف المصالح بين مؤيد ومعارض وهذا الاختلاف يعتبر ظاهرة صحية إن لم يخرج عن النطاق الطبيعي..
الجماهير بطبيعتها عاطفية جداً ولكن رغم ذلك تولد من بينها عينات واقعية وتتعامل مع الأحداث بنظرية «إمساك العصا من المنتصف» وتجاوزت مرحلة «أدلجة العقول» وتتعامل بمنتهى الوطنية مع تلك القضية في تغليب مصلحة «المنتخب» كمنجز وطني على مصلحة الأندية أياً كانت..
فلـ «الجماهير الرياضية.. مع التحية» أقول : إن الانتماء للأندية وتشجيعها هو جزء صغير من الانتماء للوطن..
والنادي مهما عظُم وكبر واشتهر سيبقى جزءاً صغيرا من المنظومة الاجتماعية في وطننا المعطاء والذي نفديه بأرواحنا ودمائنا وأولادنا وكل مانملك..
تأكد «عزيزي المشجع» أنه لا مصلحة لمسؤول برياضتنا وإن كان ميوله «معلوم» الإضرار بمصالح ومكتسبات أي نادٍ على حساب نادٍ آخر..
بدليل إن ساحة المنافسة تتسع للجميع والقمة تتسع لكيان واحد والنادي أو الفريق الأكثر نجاعة وتوفيقاً وأوفر حظاً هو من يتربع على القمة ويحقق البطولة..
ومنذ أن نشأت رياضتنا فمعظم أنديتنا لديها إنجازات مسجلة تاريخياً ومؤرشفة بكل عناية بشكل يليق بتلك الإنجازات ولكي تصل لك أيها «العزيز» بالشكل الذي يليق بك..
لايوجد انحياز كامل لأي نادٍ أو فريق معين فالجميع يعمل ليحقق الإنجاز وأي فريق يعمل بجهد وإخلاص سيحقق ماتصبو إليه جماهيره..
نظرية «المؤامرة» نظرية ولدت من رحم المعاناة وليس من رحم المنافسة لأن المنافسة ذات مبادئ شريفة ونزيهة تحققت لنا في أرض الواقع في الدوري الأقوى على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط والدوري الذي يقارع أعتى «دوريات العالم»..
حكومتنا الرشيدة تعمل من أجل الوطن والمواطن وتعمل من أجل رفعة رياضتنا فللجميع الحق في الانتقاد والنقاش وتبادل الآراء وفق حدود المعقول وبما يتوافق مع تطلعات رؤيتة مملكتنا الحبيبة.
قشعريرة
نبارك للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة حكومة وشعباً وإدارة منتخب وجهازاً فنياً ولاعبين تأهل منتخب «النشامى» لنهائي كأس آسيا لأول مرة في تاريخه ونتمنى التوفيق للمنتخب الأردني بأن يحقق هذه البطولة..
المنتخب الأردني بعد فوزه المستحق على المنتخب الكوري الجنوبي «المغرور» أكد أن كرة القدم منافسة تعتمد على احترام المنافس وإعطاء المباراة كامل الأهمية لكسبها وهذا ماعمله المدير الفني للمنتخب الأردني وجسده على أرض الملعب اللاعبون «النشامى».
أمنية شخصية أن يتقابل منتخبا الأردن وقطر الشقيقان على نهائي بطولة كاس آسياوسنبارك لمن يظفر بلقب البطولة..