إيمان حمود الشمري
بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل انطلق رالي حائل للعام 2024، في تجربة استثنائية لعشاق المغامرة والرياضة، وسط أجواء حماسية مثيرة، وحضور أكثر من 30 ألف زائر من دول الخليج والعالم لمشاهدة الحدث الأضخم في عروس الشمال حائل، ذلك الحدث الذي سلط الأضواء عليها وحقق لها أحد مستهدفاتها بأن تكون الوجهة السياحية القادمة بقوة لغمار المنافسة.
تعد رياضة الرالي من الرياضات المحفوفة بالمخاطر، حيث يتنافس السائقون في تجاوز العقبات الصعبة والطرق الوعرة، بصحراء النفود، ويتحدّون التضاريس الطبيعية بأقصى سرعة ممكنة.. منافسة شرسة تتطلب الشجاعة والتفاني والتركيز العالي، والاستعداد الكامل للتعامل مع أي مشكلة قد تنشأ خلال السباق وتحتم اتخاذ قرار سريع.
من بين الراليات الشهيرة في العالم، يبرز رالي حائل كأحد أهم الأحداث الرياضية في المملكة العربية السعودية، منذ انطلاقته عام2006م وتطوره حتى وصوله للعالمية كبطولة عالمية مستقلة بدعم سخي من القيادة، ومتابعة سمو وزير الرياضة وسمو رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات، وإشراف واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد، أمير حائل بجميع التفاصيل، والذي أكد أن تلك الفعالية انعكست على حائل سياحياً واقتصادياً بشكل كبير، مما جعل قطاع الإيواء ينهض فيها، من 3 وحدات سكنية إلى 300 وحدة، وتطور القطاع ليبرم عقود 7 فنادق من فئة 5 نجوم لتستوعب الزوار.
وتستحق حائل التي تتمتع بكل مقومات السياحة أن تُسلط عليها الأضواء بمثل تلك الفعالية الكبيرة التي ستعود عليها بمكاسب اقتصادية، ورياضية وسياحية، واجتماعية ، حيث صاحبت البطولة فعاليات أخرى للحرف اليدوية للأسر المنتجة، والاستعراضات بالخيل، وتقديم رقصة العرضة والسامري، والتعرف عن قرب على رياضة الدراجات النارية في منتزه (المغواه الوطني) ، كما شاركت جهات حكومية وخاصة وجمعيات خيرية وجمعيات غير ربحية بأجنحة توعوية لتثري تجربة الزائر.
بين جبال أجا في تلك الفعالية الضخمة، كنت أتجول وأنا أستمع لصوت الأرض، الفنان الراحل طلال مداح، وهو يصدح بأغنية : حايل بعد حيي... دار الهوى المنشود.. لازلت أدندن بها حتى هذا اليوم!!
لم تكن حائل هي تلك المدينة التي زرتها قبل أكثر من 10 سنوات، كانت هذه الزيارة تحمل نكهة الزيارة الأولى، لمدينة متفردة بجملها، وكرم رجالها... مدينة تنمو وتتطور دون أن تتخلى عن طيبتها وبساطتها وسماحة أهلها... وترفض أن تترك جذورها... لذا بقيت حائل كشجرة... {أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء}.