خالد بن حمد المالك
أهمية معرض الدفاع العالمي أنه منصة عالمية للخبراء والمُصنّعين وصُنّاع القرار في قطاع صناعة الدفاع والأمن، وكما قال محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد بن عبدالعزيز العوهلي، فإن المعرض يُمثّل أداةً إستراتيجيةً تدعم مساعي الوطن نحو تحقيق مستهدفات التوطين، كما يقدم بيئةً مثاليةً للتواصل والتفاعل، وصولاً إلى تعزيز الشراكات الدولية في قطاع صناعات الدفاع والأمن، بما يحقق رؤية المملكة من خلال دعم نقل التقنية وتطوير الكفاءات.
* *
وعلى هامش فعاليات اليوم الأول كان قد تم التوقيع على 11 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم مشتركة مع عدد من الشركات العالمية المختصة في الصناعات العسكرية والدفاعية، شملت عدداً من المجالات الهامة التي تعزز من بناء القدرات النوعية في المجالات المستهدفة، مثل: نقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء خُطوط إنتاج محلية، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، وهذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم سوف تسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للصناعات العسكرية، كون المملكة تسعى إلى توطين منظومة التصنيع الدفاعي، ورفع الجاهزية العسكرية، وتعزيز المشاركة الصناعية، وإيجاد مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية الواعدة.
* *
هذه الاتفاقيات تأتي في إطار التوجّه الإستراتيجي للهيئة العامة للصناعات العسكرية نحو تنمية الاستثمار في القطاع، وذلك من خلال دعم الاستثمار في المحتوى المحلي، وتوسيع الفرص أمام الكوادر الوطنية المؤهلة، سعياً من الهيئة إلى تحقيق هدفها الرئيس، وهو الوصول إلى تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة، وتحويل بلادنا إلى مركز لوجستي إقليمي وعالمي فيما يتعلق بالصناعات الدفاعية.
* *
محافظ الهيئة المهندس العوهلي أشار في تعليق له بأن توقيع هذه الاتفاقيات يأتي وسط مساعٍ حثيثة من «الهيئة» لتطوير وتمكين وتوطين قطاع الصناعات العسكرية، وتعزيز تنافسية قدراته، والثقة العالمية في منتجاته، وأن الهيئة عزّزت هذا المسعى، بتطوير برنامج المشاركة الصناعية، بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، والمُصنّعين المحليين والدوليين، بهدف توطين هذا القطاع.
* *
وقد لاحظ من زار المعرض -كما لاحظت- أن أكثر من 75 دولة شاركت بالمعرض بتقنياتها الحديثة، ونوعية الابتكار لديها، وما توصلت إليه في مجال صناعة وتطوير المركبات البرية، والمدرعة، والطائرات المقاتلة، والأنظمة الجوية والأرضية، والطائرات بدون طيار، ضمن مساعي المعرض المتمثلة في تطوير الرؤى الإستراتيجية، وتعزيز التعاون الدولي في قطاع صناعة الدفاع.
* *
ومن جانبها, فقد كانت إقامة المعرض فرصة لوزارة الدفاع بعد افتتاح وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان للمعرض لتوقع 17 عقداً ومذكرة تفاهم مع شركات محلية وعالمية، وتستهدف العقود التي أبرمتها الوزارة رفع مستوى الجاهزية العسكرية لأفرع القوات المسلحة، وتعزيز قدراتها، ورفع كفاءتها القتالية، إلى جانب المساهمة في دعم وتوطين التصنيع المحلي بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 المتمثلة في توطين ما يزيد على 50 % من الإنفاق على المعدات والخدمات العسكرية.
* *
هذا الحدث العالمي، بكل هذا التنظيم الجميل، والحضور الكبير، ظهر هكذا بفضل التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة ولي العهد، وجدية العمل لدى الجهة المنظمة وهي الهيئة العامة للصناعات العسكرية.