سارا القرني
تعتبر التغيّرات المناخية من أبرز التحديات التي تواجه العالم حاليًا، وتؤثِّر بشكل كبير على جميع البلدان بما في ذلك المملكة العربية السعودية، الأسباب الرئيسية للتغيّرات المناخية تشمل ارتفاع درجات الحرارة نتيجة انبعاث الغازات الدفيئة، تلوث البيئة، وتغيّرات في البيئة الطبيعية مثل التصحر والفيضانات.
وعلى الرغم من أن العالم انتبه لمشكلة الاحتباس الحراري بشكل أكبر في القرن العشرين، حيث بدأت الدراسات والأبحاث تشير إلى تأثير الأنشطة البشرية على التغيّرات المناخية والارتفاع المستمر في درجات الحرارة، إلا أن المشكلة ما زالت تتفاقم وتشكل تحدياً حقيقياً لمستقبل الكرة الأرضية.
وتعدّ الدول النامية والجزر الصغيرة هي الأكثر تضررًا من الاحتباس الحراري، حيث تعاني من زيادة في منسوب البحار والأنهار نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مما يعني الكثير من الخسائر البشرية أو الاقتصادية التي لن يتوقف نزيفها!
وعلى الرغم من الآثار السلبية للاحتباس الحراري، إلا أن هناك بعض الفوائد الإيجابية له، مثل زيادة الإنتاج الزراعي في بعض المناطق.. نتيجة لزيادة درجات الحرارة، كما يمكن استخدام طاقة الشمس -في تلك الدول التي ارتفعت حرارتها بشكل أكبر- كمصدر للطاقة المتجددة، مما يقلِّل من انبعاثات الغازات الدفيئة ويحافظ على البيئة.
الاحتباس الحراري هو ظاهرة تتمثَّل في تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يعمل على زيادة احتباس الحرارة في الأرض وارتفاع درجات الحرارة السطحية، ويعمل هذا الاحتباس على تسخين الكوكب بشكل تدريجي، ويؤدي إلى تغيّرات مناخية جذرية وملحوظة تشمل زيادة في حدة الأحداث الجوية المتطرفة وارتفاع منسوب سطح البحر، ويؤثِّر الاحتباس الحراري على أنماط هطول الأمطار في العديد من المناطق، ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تبخر المياه بشكل أسرع، مما يزيد من تباين كميات الأمطار بين المناطق الرطبة والجافة، وهذا التأثير يمكن أن يتسبب في تغيّرات مقلقة في نمط الهطول والجفاف في العديد من المناطق.
بعيداً عن الحلول الكثيرة المطروحة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.. جاءت فكرة سحب الغازات المتراكمة من الغلاف الجوي، مثل الغازات الدفيئة، والتي تم طرحها كحلٍ محتمل لمكافحة تغيّر المناخ، وتُعرف هذه العملية باسم «التخزين الجغرافي للاحتباس الحراري»، وتتضمن سحب ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الدفيئة من الغلاف الجوي للتخزين أو الاستفادة منها بطرق مختلفة.
ومن خلال بحث ممتع أجريته في الشبكة العنكبوتية.. وجدت أن هناك تقنيات مبتكرة قيد التطوير تستهدف سحب الغازات الدفيئة للحد من تأثيراتها على تغير المناخ، مثل تقنيات التصوير الكربوني والتخزين الجغرافي، ومن الجدير بالذكر أن هذه العمليات تتطلب تكنولوجيا مكلفة ومعقدة، وقد تواجه تحديات كبيرة من الناحية الاقتصادية والتقنية، حيث يشير بعض الباحثين إلى أنه يمكن استخدام تلك الغازات المستخرجة لأغراض مثل توليد الطاقة أو تصنيع المواد، لكنها تتطلب مزيداً من البحث والتطوير للتأكد من فعاليتها وسلامتها.