تغريد إبراهيم الطاسان
لازالت الرياض تحت ظل قيادتنا العظيمة تدهش العالم في جميع المجالات فنحن كسعوديين بين أيدينا حلم لن ينتهي, أطلقه صاحب السمو ولي العهد في فضاء رؤية أصبحت واقعاً نعيشه اليوم يستثمركافة إمكانات هذا الوطن وقدراته وطاقاته في رسم لوحة وطنية لسلسلة من الإنجازات من الابتكار والتطوير تواكب تطورات العصر وتواجه تحدياته وتحقق التحول بسلاسة من أجل حياة أجود.
من هذا المنطلق وبمشاركة خبراء عالميين في بناء المدن الذكية وحضور دولي زخم ومن أجل حياة أجود مدعمة بأفضل الحلول متسلحة بالبيانات والتكنولوجيا وتماشياً مع أهداف التنمية العالمية المستدامة وتحقيقاً لمستهدفات الرؤية التي تسعى لتقديم المملكة كأنموذج متقدم في بناء المدن تم تدشين أول منصة عالمية للمدن الذكية في المملكة بتنظيم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» لبحث سبل تبني سياسات وخطط تدعم الاستدامة وتقدم حلولاً مبتكرة لرفع جودة الحياة كانت رحلة سريعة من الإلهام على متن الشغف تسير على وتيرة التقنية لتواكب خطى المدن المتسارعة النمو وتهدف لتوظيف الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول وبناء الفرص للقدرات الوطنية الرائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
فعمليات تعمير المدن عمليات مخطط لها إنما يصحبها عمليات أخرى عفوية وغير مقصودة فما تشهده المدن من ظاهرة النمو السريع لابد أن يترتب عليها ظهور الكثير من المشكلات جعل من الضرورة التفكير في وجود منصة عالمية للمدن لمواجهة التحديات المعاصرة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتسخير تقنياته لاحتياجات المجتمعات المستقبلية بذكاء من أجل تلبية تطلعات ساكنيها وتحقيق رفاه شمول الجميع وتحقيق الكفاءة في استخدام الموارد وتهدف لإيجاد أساليب مبتكرة لتقديم الخطط الملائمة للتحكم في نموها وضبطها بأسلوب ذكي من أجل جعل المدن آمنة ومستدامة..
إنما لماذا مدن ذكية...؟ وما الذي تقدمه؟
فالمدن الذكية هي مناطق حضرية تعتمد على التقنيات المتقدمة بهدف خلق بيئة حضرية مستدامة مرنة تضمن حياة عالية الجودة ظهر معها مفهوم الحكومة الرقمية الذي أسهم في دمج جميع البيانات.. تطبيقات أثبتت فعاليتها عند مواجهة جائحة كورونا وسرعة فاعليتها في الاستجابة لمواجهة الأزمة. إذ أدت تداعيات الجائحة للفت الانتباه نحو المدن الذكية والتفكير باعتماد نموذج المدينة الذكية المستدامة كوسيلة لتحقيق التحول الرقمي للمدن وتقديم حلول اجتماعية واقتصادية وصحية مبتكرة تعزز التفاعل الاجتماعي والمشاركة وتخلق فرص عمل وتوفر الوقت والجهد في عالم متغير يكون السعي لتحقيق الاستدامة رحلة مستمرة تتوقف على الجهود الفردية والجماعية لتصبح المدن مجتمعاً نقياً أخضر صحياً قابلاً للمشي والتنفس.
من المفارقات الزمانية والمكانية الجميلة التي تضمنت الحدث «المنتدى العالمي الأول للمدن الذكية» والتي تبعث على الفخر أن يؤرخ في مستهل عام الإبل 2024 الاحتفاء بانطلاق أول فعاليات المنتدى العالمي للمدن الذكية ومن قلب الصحراء وبالقرب من أجواء الاحتفاء بمناسبة وطنية نعتز بها جميعاً وهي ذكرى التأسيس التي تلامس فيها قلوبنا عمق جذورنا وعراقة إرثنا..
فتأتي استضافة العالم في قلب مدينة تتربع الصحراء لتكون منصة للمدن الذكية تتناول قضاياها وتبحث تحدياتها.. هذا التناقض المدهش سمة هويتي هذا الامتزاج بين الحضارة والبداوة بين العراقة والحداثة هو الأصالة التي تتباهى بها بلدي..
من وجهة نظر علماء الاجتماع المدينة هي تطور مبتكر وخلق مستمر وإذا أردنا أن نتعامل بذكاء مع هذا التغيير ونتساير بشكل أمثل مع هذا التسارع في النمو أن نبدأ لا من الأرض أو الظروف السياسية أو الاقتصادية ولا الاجتماعية التي تكتنف المدن، بل علينا أن ننطلق من الإنسان أولاً لذا اهتم بمدينتك وتصرف بناءً على تلك الرؤية ودافع عن نوع المدينة التي تحب أن تعيش فيها لكي تتربع الرياض على قائمة المدن الذكية وتصبح أجمل مدينة للأجيال..