صيغة الشمري
شهد التاريخ القريب ميلاد المتحدث الإعلامي في المؤسسات الحكومية، ليكون حلقة وصل بينها والجمهور للتعبير الدقيق عن المؤسسة وأهدافها وخططها ومستجداتها، متسلحاً بأدواته ومهاراته التي تمكنه من إيصال الأفكار بطريقة سلسة بما يمتلكه من تأثير وإقناع ومهارات في التعامل مع مختلف وسائل الإعلام، لعكس الصورة الإيجابية للمؤسسة.
ومنذ قرار مجلس الوزراء الصادر برقم 209 وتاريخ 29/ 9/ 1434هـ، على كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية، أن يكون لها متحدثٌ رسميٌّ مهمته الرئيسة إحاطة وسائل الإعلام بما لدى جهته والجهات المرتبطة بها من أخبار وبيانات وإيضاحات، حيث قُصد بهذا القرار إطلاع الرأي العام على المعلومات التي تهدف إلى بناء الشفافية والثقة بين الجهة الحكومية والمواطن، ما دفع الجهات الحكومية للبدء فوراً في تأهيل المتحدثين الإعلاميين وتدريبهم على مستوى عالٍ ليعبروا بقوة عن مؤسساتهم.
ولأن المتحدث الإعلامي للمؤسسة بمثابة همزة الوصل بين المؤسسة والإعلام، فإن قوة أدائه وتمكنه من عرض أفكاره من الأهمية بمكان، إذ بحثت وزارة الإعلام من قبل وضع طرق حديثة في أساليب تواصل المتحدثين الرسميين بالإعلاميين، ليكون هناك مردودٌ إيجابيٌّ لتوفير المعلومة الدقيقة بمهنية عالية، تسهم في إزالة الظلامية وتنهي المغالطات في الكثير من الأخبار للجهات الرسمية، أسوة بدول العالم الأول التي فطنت إلى حتمية وجود متحدث رسمي للمؤسسات بسبب التطورات الهائلة في مجال تدفق المعلومات. وهناك العديد من الخطوات المهمة لتجهيز متحدث إعلامي احترافي، من بينها القيام بمهام ومسؤوليات المتحدث الرسمي بكفاءة واقتدار، وفعالية وحنكة، للتعبير القوي عن المؤسسة، فضلاً عن التعامل باحترافية مع وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة، وامتلاك مهارات التعامل مع الجمهور وبناء صورة ذهنية إيجابية عن المؤسسة، وإدارة المؤتمرات الصحفية والسياسية والاجتماعية والأزمات الإعلامية، بينما ينبغي أن يكون المتحدث الإعلامي بارعاً في التعبير عن المؤسسة بما يحقق أهدافها الاستراتيجية ويحافظ على سمعتها وتوظيف المنابر الإعلامية لخدمة أهدافها، مع السعي الدائم لتطوير الملكات الشخصية والمعرفية، والتحضير المثالي للمقابلات والرسائل الاستباقية، والتقنيات العالية للتعامل مع الأسئلة الصعبة، إضافة للتعامل مع التقنيات الحديثة، مواكبة للنهضة التقنية.