عثمان بن حمد أباالخيل
الإنسان يعيش بين بكاءين بكاء عند الولادة والبكاء عليه عند الوفاة، الفترة الزمنية بين بين البكاءين لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. بين البُكاءين يمر الإنسان بعالم مختلف من المنعطفات والمطبات والفرح والحزن والمواقف السلبية والمواقف الإيجابية والعلاقات مع الآخرين على اختلاف مسمياتها وطعمها، بين الفقر والغنى بين السعادة والشقاء بين الصلاح والدمار بين الأفكار على اختلاف مسمياتها بين المرض والصحة. لا أستطيع أن أحصي ما يحدث بين البكاءين لكنها أقدارنا مكتوبة. مؤلم أن نرى نهايات أو نسمع عن نهايات. نفكر بالنهايات ونحدد شكلها ولونها هذا يحدث في عالم كتابة الروايات والقصص، في الواقع الإنسان القادر هو من يحددها. الكاتب والسيناريست هما من يحددان ذلك.
من المؤسف إن بعض النهايات غير واقعية إنما هي خيالية ولا تمت لحياة الإنسان بصلة وبعيدة كل البعد عن ما يحدث بين البكاءين.
من بعض كتاباتي لبعض الروايات تألمت كثيراً لبعض النهايات لكنها واقعية وليست من عالم الخيال وفي بعض المواقف احترت وتوقفت كثيراً عند أحداث وشخوص بعد المواقف التي لا بد أن تأخذ قرار النهاية مهما كانت النهاية.
في مجريات الحياة الحقيقية هناك انفعالات لها أثر كبير في حياتنا فهي التي تحدد نوع الحياة ولونها عن مواجهة ما يعتري الموقف الراهن من تغير فجائي أو من صعوبة غير متوقعة فكم من مرة نحب أشخاصاً ليس لنا مكانٌ في قلوبهم أو حياتهم، ومع ذلك نظل على أمل أن نجتمع سوياً ونخاف من النهاية. النهايات لا تأتي فراغ بل بعد مواقف كثيرة، مواقف حقيقية ومواقف مصطنعة ودائماً البداية لا تعكس النهاية. تتفاجأ مِنْ مَنْ ينهي علاقته دون مقدمات ويختفي من حياتك فتبحث عنه ولا تجده إنهم أناس لا يدركون ما يفعلون، أناس يختفون وراء ظلام الليل.
يُصاب الإنسان بخيبة ويشعر إنه في الحضيض في أسفل الجبل بعد أن كان في القمة من الطرف الآخر مهما يكن الطرف الآخر حين يصدمك في نهاية غير متوقعة من حياتك بعد أن كان جزءاً من حياتك اليومية في كل تفاصيلها.
(حفظ المسافة في العلاقات الإنسانية مثل حفظ المسافة بين العربات أثناء السير فهي الوقاية الضرورية من المصادمات المُهلكة) مصطفى محمود.
ليس من الأدب ولا من القيم الإنسانية أن تجرح مشاعر الطرف الآخر بإخباره عن رغبتك في الانفصال أو إنهاء العلاقة دون تحديد أسباب، حياة الإنسان لن تتوقف لكن الجرح يبقى محفوراً في الذاكرة.
عدم إيذاء الطرف الآخر وعدم إيذائه قمة مراعاة المشاعر لكنها نهاية غير متوقعة، في حياة كل إنسان تجارب ليس لها مبرر لكنه يتحملها ويمضي في طريق حياته.
همسة:
(حين تريد أن تنهي العلاقة وتمضي بعيدًا تأكد إنك لنْ تجرح الطرف الآخر مرتين).