أحمد المغلوث
كثيرون في وطننا الحبيب وفي كل منطقة ومحافظة تجد من يهتم ويعشق عمل الخير والسعي في أعمال البر والإحسان بهدف إنساني بعيداً عن المكاسب المادية وربما لا أحد لا يعرف كم أسرة كريمة في الأحساء ساهمت في إنشاء العديد من المشاريع الخيرية والإنسانية أو الصحية والتعليمية المختلفة والتي مازالت ومنذ سنوات وهي تساهم في خدمة المجتمع ولقد سبق وكتبت عن ذلك هنا في «الجزيرة» المشرقة بالعطاء الإعلامي المتميز. والأسبوع الماضي والحق يقال دعيت لزيارة «مؤسسة عبد المنعم الراشد الإنسانية» في مدينة المبرز وكم كانت دهشتي وإعجابي الكبيرين وأنا اشاهد الفصول الدراسية المجانية لتعليم الناشئة على مختلف التقنيات في مختلف جوانب تقنيات وبرامج الكمبيوتر المختلفة والتي تخدم هذه البرامج التي تساهم في تمكين الناشئة وحتى المجتمع من خلال المساهمة الجادة في تطوير العمل الخيري والاجتماعي تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة مواكبة لرؤية الوطن الوثابة والمشرقة لجميع أبناء الوطنز لقد شاعدت العديد من الأجهزة الحديثة والمتطورة والتي لم يبخل عليها الأخ والأستاذ عبد المنعم بالمال. فهناك عدد من الطابعات الثمينة جداً الـ3D والتي تطبع المجسمات والتصاميم تتدرب عليها الفتيات الصغيرات جنباً إلى جنب مع دراسة تقنية كيفية عمل الأجهزة الدقيقة. التدريب على أعمال النجارة الدقيقة وغيرها من الأعمال الابتكارية التي تساهم في اكتساب المواهب وتطوير قدراتهم ومواهبهم المختلفة خاصة في مجال العملية الإبداعية. كم هو جميل ورائع ما شاهدته داخل أقسام المبنى الشامخ لهذه المؤسسة الإنسانية والتي لم يبخل أبو راشد عليها بالمال من أجل تقديم الأفضل لأبناء مجتمعه. فكم هو رائع أن تشاهد العشرات من الشباب والفتيات وهم يتدربون على فنون المهارات والابتكارات التي تساهم في اكتشاف قدراتهم وتنميتها وتطويرها من أجل مستقبل مشرق لهم ولمجتمعهم بل ووطنهم الكبير الذي مع إشراقة كل يوم يقدم لأبناء الوطن كل جديد ومفيد فلا عجب أن نجد هذ «الصرح» الكبير في هذا المجمع التنموي الذي يرعى ويحتضن أبناء مجتمع الأحساء تحت ظلال الرعاية التعليمية والإنسانية وبأهداف خيرية سامية. بات علامة متميزة يشار لها بالبنان في كل مكان خاصة وأنها صبغة إنسانية بعيدة عن المكاسب المادية, ولم يكتفِ أبو راشد بهذا فهناك مكينات متعددة تتبع مؤسسته ولكن استطاعت «دار نورة الموسى للثقافة والفنون» تنظيم معرضعالمي للفنون رعته صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت فيصل آل سعود حرم محافظ الأحساء وشارك فيه 60 فناناً وفنانة من داخل المملكة وخارجها. والجميل أن اللوحات التي شارك بها هؤلاء تم إنجازها تحت ظلال النخيل في «بستان الصباخ» خلال يومين واصل المشاركون عملهم وإنتاجهم، ومثل هذا المعرض الذي شكل ملتقى «فسيفسائياً» إبداعياً كان يرسم السعودي جنباً إلى جنب مع شقيقه العراقي أو الكويتي أو البحريني أو المغربي. وعلى بعد خطوات هناك فنانة روسية ترسم لوحة من وحي الأحساء. أو فنانة أوكرانية تستوحي من الجبال لوحة ولا أجمل. وماذا بعد وطننا بخير مادام فيه مواطنون يسعون كل صباح في خدمة وطنهم ومواطنيهم بل عطاءاتهم تجاوزت مدنهم وباتت تشاهد في مدن أخرى قمة العطاء والإنسانية. وما قدمه حبيبنا الأستاذ عبد المنعم الراشد من أفعال وخدمات اجتماعية وإنسانية وثقافية وفنية تشكل لوحة كبيرة وواسعة اسمها «إنسان» فهنيئاً لنا بهذا المواطن الإنسان الذي بات اسمه على كل لسان. شكراً له.