سهم بن ضاوي الدعجاني
عندما تطلق الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالشراكة مع وزارة التعليم، برنامجا لتطوير التعليم العام في «محافظة العلا»، والذي يستهدف بالدرجة الأولى تطوير منظومة التعليم والكوادر البشرية وتطوير مهارات الطلاب والطالبات في مدارس المحافظة، لاشك أن هذا البرنامج النوعي يأتي في إطار سعي «رؤية العلا» إلى إحداث تحولات مسؤولة ومؤثرة في المحافظة، مما يجعلها تعانق طموحات الدولة في أن تصبح «محافظة العلا» وجهة عالمية منافسة وجاذبة، خاصة، وأن هذا البرنامج سيعمل على تطوير التعليم من خلال: أنشطة ما بعد المدرسة وقيادات المدارس وتطوير وتحسين البنية التحتية، والإشراف التربوي والمعلمين والمعلمات وتطوير خدمات النقل المدرسي ليشمل تطوير منظومة التعليم من كافة الزوايا، لتأسيس بيئة مدرسية جاذبة وصانعة للإبداع المتمثل في «نواتج التعلم» التي تؤمن بأن «محافظة العلا» وجهة تاريخية حضارية وحاضنة للإبداع الحضاري في مختلف المجالات عبر العصور وستستمر حسب مستهدفات الهيئة لتصبح «العلا» علامة فارقة في مسيرتنا نحو الوطن الحلم، يدعم ذلك تعليم مطور ومميز ومعاصر في نواتجه ولاشك أن عمليات تطوير التعليم التي تقودها الهيئة الملكية لمحافظة العلا وفق الخطط الزمنية المرسومة، ستحقق «نواتج تعلم» منافسة محليا وعالميا بل ستعتمد عليها محافظة العلا في المساهمة الفاعلة في مشاريعها الحضارية بل في قيادة تلك المشاريع الحالمة، وستكون تلك النواتج مبهرة للعالم حيث ستتنافس في: احترام البيئة والمساهمة في حمايتها وتنوعها البيولوجي وحماية التراث الطبيعي والثقافي في العلا وتيماء وخيبر، لأن تلك «النواتج» هي حجر الزاوية في رحلة التنمية الشاملة التي تعيشها المحافظة خلال ركضها نحو المستقبل بخطى ثابتة لتصبح رقما صعبا في مستقبل الوطن.
السؤال الحلم
متى ستحقق «العلا» المحافظة على التراث الثقافي والإرث الحضاري العريق؟ بل متى تنجح في إدارة مشاريعها التنموية القادمة بشكل مستدام؟ متى؟ في نظري ستنجح «العلا» في ذلك كله، إذا نجحت الهيئة الملكية لمحافظة العلا في برنامجها النوعي لتطوير التعليم العام بالشراكة مع وزارة التعليم من خلال تحويل مستهدفات هذا البرنامج الوطني الى ثقافة سلوكية داخل حجرة الصف وإلى ممارسات حضارية راقية خارج أسوار المدرسة ليكتب طلاب المحافظة وطالباتها فصلا جديدا من إرث مدينة العلا، بهذا فقط تنجح معجزة «العلا» في صناعة «نواتج تعلم» منافسة عالميا، تمارس صناعة المستقبل وتعتني بالإرث التأريخي وتحتفي بالمنجزات من خلال دورها المنتظر في إدارة مشاريع المحافظة والتسويق لإرث العلا الثقافي والتأريخي محليا وعالميا، لتبقى «العلا» وجهة عالمية للمسابقات الدولية والمنافسات الحضارية، وأكبر متحف حي في العالم.
وأخيراً
يأتي هذا البرنامج ضمن سعي الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتطوير الكفاءات وبناء القدرات والكوادر الوطنية المؤهلة من أبناء وبنات المحافظة لقيادة حركة التطوير المستقبلية وتحقيق التحول الاقتصادي المستدام الذي تنشده المملكة، لهذا ستصبح «نواتج التعلم» في محافظة العلا بعد هذا البرنامج التطويري قائدة لرحلة التحول التي تشهدها المحافظة بعد تطوير قدراتهم ومهاراتهم وأفكارهم ومشاريعهم لتبقى «العلا» على «صهوة» العالم الجديد.