عبدالمطلوب مبارك البدراني
تحتفل بلادنا العزيزة الغالية والعالية بإذن الله تعالى المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين بذكرى عزيزة على نفوسنا وقلوبنا جميعًا في جميع أنحاء هذه البلاد كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً وهي ذكرى تأسيس الدولة السعودية الخالدة التي نعيشها اليوم يوم التأسيس يوم بدينا. تأسيس هذه البلاد من بلدة صغيرة تسمى الدرعية إلى أن أصبحت المملكة العربية السعودية وهي مملكتنا اليوم بلاد المجد والعز والرفعة والشموخ والتي نعيش فيها بكل فخر واعتزاز أجمل أيامنا وليالينا ونتطلع لمستقبل أفضل عاماً بعد عام ويوم التأسيس يوافق اليوم الذي تولى فيه الإمام محمد بن سعود -رحمه الله تعالى - إمارة «الدرعية» وكبر طموحه السياسي لإنشاء دولة آمنة تتوسع خارج الدرعية، فبدأ بمراسلة الأقربين لنفسه من الأمراء والشيوخ لينضموا تحت إمارته ولمروءة الإمام وسيرته الحسنة وشخصيته المتدينة، وسمعته الطيبة، استجاب له عدد رجالات ومشيخات نجد، فتأسست الدولة الفتية وتوسعت، وازداد المنضوون تحت إمارته وهذا ما يصبو إليه ويتمناه ذلك القائد الشجاع والرجل النبيل لتحقيق حلمه بالتوسع الجغرافي، لأنه يعلم أن ثبات حكمه منوط بتأسيس جيش للدفاع، وحراسة للأمن، وضمانة لحفظ النفس والمال والعرض وهي من مقاصد الشريعة التي جاء الإسلام بها. وأن يعم العدل، لأنه أساس الحكم. نقطتان أساسيتان كانت تعاني منهما منطقة نجد وكافة بلاد الجزيرة العربية الافتقار للأمن، والمظالم.
يوافق هذا العام الخميس 22 فبراير 2024 م الموافق 12 شعبان 1445 هجري.. لن أستطيع في مقال كهذا سرد التاريخ ولكنني سوف اختصر فيما يلي:
في منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير (شباط) من عام 1727م تأسست الدولة السعودية الأولى إلى عام 1157- 1233هجري 1818- 1744م وترتب عليه وحدة سياسية كبيرة على أرض الجزيرة العربية التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكَّن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيَّض الله لهذه البلاد الملك الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة نحمد الله سبحانه وتعالى على الأمن والأمان، ونحمده الذي هيأ لهذا البلد بقدرته سبحانه وتعالى حُكّامًا يخافون الله، ويحكمون بما أنزل الله، ويحكمون بمشورة المسلمين، ومجلس الشورى خير شاهد لقوله سبحانه وتعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، من عهد المؤسس إلى عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله تعالى - والبلاد في رفاهية وتقدم وازدهار.
والآن نعيش في عهد هذا القائد الفذ سلمان الحزم والعزم الذي قاد سفينة البلاد إلى بر الأمان رغم تلاطم الأمواج العاتية بحكمة ورؤية صائبة.. رجل عمل على نصرة المظلومين ووحدة الصف العربي والإسلامي عامة، قاد هذه البلاد إلى الرقي والتقدم والازدهار.
في هذا العهد الزاهر قد شهدت بلادنا الغالية منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - تتوالى المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتك بلادنا الشاسعة التي تعتبر شبه قارة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، وتشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته؛ مما يضعها في رقم جديد بين دول العالم المتقدمة وسياسات تصب في الصالح العام لبلادنا وأهلها وزائريها بصفة خاصة والأمتين العربية والإسلامية بصفة عامة، وعلى رأسها قضايا الأمة المصيرية قضية فلسطين المحتلة، وإرجاع الحق المغتصب لأهله وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، والوقوف مع جيراننا في العراق ومع اليمن ضد ميليشيات الحوثي الغاشمة وغيرها.
ويشد عضده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الشخصية الفريدة، التي نالت الاحترام والتقدير عند الشعب السعودي كافة كباراً وصغاراً ورجالاً ونساءً، ونالت الاحترام عند العالمين العربي والإسلامي، وجميع قيادات العالم بصفة عامة، وتعد شخصيته من أهم الشخصيات المؤثرة عالمياً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. صاحب الرؤية 2030 ، وهي التي رسمت خارطة التحول الاقتصادي في البلاد إلى مسيرة تنمية وتطور وازدهار.
والأمر الملكي من والدنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، ويصبح إجازة رسمية، قرار في مكانه وهو اعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، إلى يومنا هذا، وهو تأصيل للانتماء لهذه البلاد الغالية ولقادتها الأوفياء الأنقياء، حفظ الله بلادنا وقادتنا بحفظه، والله من وراء القصد.