عبدالكريم بن دهام الدهام
مستقبل الوطن في هذا التأسيس الذي عاش وسيعيش؛ ليصبح رمزاً وطنياً يدافع عنا ويمنحنا مستقبلاً مضيئاً رائداً نبني عليه الأمنيات والتطلعات والأحلام ليكون واقعاً على هذه الأرض المباركة.
عاش التأسيس نعطيه الانتماء والولاء والمودة الخالصة، من خلال تقديم الواجبات التي علينا اتجاهه، إنه يوم التأسيس الذي أقرته القيادة السعودية ليمثل مناسبة وطنية يتم الاحتفاء بها في كل عام، وفيه توثيق دقيق لعمر الدولة السعودية التي بدأها الإمام محمد بن سعود قبل نحو 300 عام، تليها الدولة السعودية الثانية التي أسّسها الأمام تركي بن عبدالله بن سعود عام 1824م، ثم الدولة السعودية الثالثة (المملكة العربية السعودية) التي قامت على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- ورجاله الأشاوس بتاريخ 1902م، والتي نرفل اليوم - كسعوديين - في حِمى أرضها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله -، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -.
عاش التأسيس، الذي أخذ على كاهله بناء الإنسان الذي يشكل الركيزة الأساسية في بناء الدولة والمشارك الأساسي في مسيرة البناء والتنمية ومستمدة من قول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: «إننا على ثقة بقدرات المواطن السعودي، ونعقد عليه، بعد الله، آمالاً كبيرةً في بناء وطنه، والشعور بالمسؤولية تجاهه، إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، ونتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن»، حيث لازال الإنسان الركيزة الأساسية لقيام الحضارات التي تتصف بالقيم الثقافية والاجتماعية الإيجابية والأخلاق الحسنة التي تعكس نجاح ترسيخ مصطلح بناء الإنسان.
عاش التأسيس، إنه المستقبل الذي يشكِّل صورة المملكة العربية السعودية بشكلها المتطور الذي أصبح مثالاً عالمياً تتسارع عليها الحكومات لتشكّل معه شراكات إستراتيجية فاعلة ومثمرة، بسبب نموها المتميز في المسيرة الاقتصادية والتجارية والعلمية والصحية والثقافية، التي أصبحت متنامية ومستقرة مما أكسبها التنمية والازدهار والرخاء والثبات الأمني الذي نعيش تحت كنفه بفضل الرؤية الناجعة والسياسة الحكيمة لقيادة المملكة، التي منحتنا الصيت الدولي وتغير نظرة المجتمعات الخارجية نحونا، لأننا بدأنا نتسارع مع الزمن في ظل التطور والمتغيرات، حتى أصبح اقتصادنا السعودي من أكبر عشرين اقتصاداً عالمياً، وتأهلنا لعضوية فعالة في مجموعة العشرين التي هي بمثابة مجلس إدارة الاقتصاد العالمي وأصبح صندوق الاستثمارات العامة من ضمن أكبر الصناديق السيادية عالمياً، وأصبح شريكاً في مختلف المشروعات والشركات القائمة محلياً ودولياً، ومهتماً بعلوم الفضاء والذكاء الاصطناعي، وما يتعلق بالأمن الغذاء وأزمة تغيُّر المناخ، ملفات إستراتيجية يهتم العالم بالتقدم بمنجزات كبيرة بها من أجل وضع بصمة واضحة عربية سعودية على خريطة التطور العالمي.
عاش التأسيس، وسيعيش بمشيئة الله تعالى في ذواتنا وقلوبنا وعقولنا ودمائنا تحت راية عظيمة خفاقة ترفرف بكل فخر واعتزاز، ويعيش تحت ظلها الجميع باستقرار وتناغم يجمعهم التآخي والحب والوئام.. ووطن ملهم لمحبي الحياة التي يسودها الأمن والطمأنينة والأمان، أنشودة أمل لكل من يبحث عن المستقبل الناجح، والوطن الذي شعاره السلام والمحبة، عاش التأسيس عنوان المستقبل.