سهم بن ضاوي الدعجاني
«نعتز بذكرى تأسيس هذه الدولة المباركة في العام 1139هـ (1727م)، ومنذ ذلك التأريخ وحتى اليوم؛ أرست ركائز السلم والاستقرار وتحقيق العدل. وإن احتفاءنا بهذه الذكرى؛ هو احتفاء بتأريخ دولة، وتلاحم شعب، والصمود أمام كل التحديات، والتطلع للمستقبل. والحمد لله على كل النعم «، هذه من كلمات خادم الحرمين الشريفين الخالدة سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - في يوم التأسيس الذي نحتفل به هذه الأيام والذي يوافق يوم (22 فبراير) من كل عام والذي تولى فيه الحكم الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية في النصف الثاني من عام 1139هـ، فأصبح هذا اليوم المجيد تأريخا خالدا لتأسيس الدولة السعودية الأولى في ذاكرة الزمان.
«يوم التأسيس» أصبح مناسبة وطنية للاحتفاء بذكرى تأريخ تأسيس هذا الكيان العظيم الذي أسسه الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، حيث أسس كيانا سياسيا يحقق الوحدة والاستقرار والازدهار على مستوى المنطقة، وفي هذا اليوم أصبحت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، والآن هي جوهرة المملكة في عهد الملك سلمان -أيده الله -، وقد كانت فعالية «جوهرة المملكة» أول لبنة توضع في مشروع تطوير منطقة الدرعية التي تمثل مهد الدولة السعودية ونواة تأسيسها قبل نحو 300 عام وتضم حي الطريف التاريخي المدرج في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وهي الآن وجهة سياحية ثقافية عالمية المستوى.
السؤال الحلم
متى يتحول «يوم التأسيس» الى علامة فارقة في عقول شبابنا وفتياتنا، إذا اشتملت هذه المناسبة الوطنية في مدارسنا على مناشط وفعاليات ثقافية وتربوية وعلمية نوعية ومبتكرة تقدم للطلاب والطالبات تعريفا بيوم التأسيس وأهميته وإيضاح المضامين الكبيرة والعميقة، بل وتعزز في عقولهم على مختلف المراحل الدراسية:
- الاعتزاز بامتداد جذور نشأة هذا الوطن الشامخ والعريق قبل ثلاثة قرون.
- إبراز دور مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن- رحمه الله-.
- الافتخار بمنجزات الوطن الشامخ ورجاله المخلصين مما يسهم في صياغة للعقل السعودي الذي سيجعل من يوم التأسيس انطلاقة نوعية تجاه المستقبل من خلال تحقيق مستهدفات رؤية 2030، وهنا تذكرت ما قاله د. بدران الحنيحن، مدير عام إدارة الاعتماد الثقافي والتاريخي في بوابة الدرعية: «في هذه المناسبة يعود بنا التاريخ إلى جذور التأسيس ووضع اللبنة الأولى لهذا الوطن الذي انطلق من عاصمته الأولى الدرعية، وإلى مؤسس الدولة الإمام محمد بن سعود، الجد الخامس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى أئمة الدولة السعودية الأولى، ومن واجبنا الوطني إبراز دور الدولة السعودية وأثرها الكبير فيما بلغه وطننا اليوم في جميع الجوانب، وإبراز تاريخنا السعودي العظيم الذي يمتدّ إلى قرابة 3 قرون في الدرعية، ولا أجمل من هذا اليوم للتذكير بالكتابة في تاريخ الدولة السعودية الأولى، بالكتابة عن الدرعية عاصمتنا التاريخية الأولى، عاصمة التأسيس، فالجميع محظوظون بهذا اليوم، ولاسيّما المؤرخين الذين ينبغي عليهم الاستثمار فيه معرفيًا بالكتابة التاريخية والبحث والتنقيب في أسرار هذه الدولة العظيمة التي انطلقت من الدرعية».
أخيراً
سيبقى «يوم التأسيس» حالة متقدمة من الوعي السياسي والتنموي بظروف المرحلة التاريخية التي تمر بها المملكة العربية السعودية في عالم مضطرب، لتجدد علاقة بالجذور الراسخة من خلال ما قدمه رجالات الوطن من تضحيات لإرساء الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، خاصة ونحن نعيش في عهد سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- وهو القارئ الواعي لتأريخنا السعودي بفكر قيادي متجدد جعل من التأريخ بوابة استشراف لمستقبل الوطن الحلم ومملكة الإنسانية.