فهد عبدالعزيز الكليب
اليوم ونحن نتذكر بجلاء يوم التأسيس الخالد لهذه الدولة السعودية العظمى، ونحن في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز الخليفة الخامس لملوك المملكة العربية السعودية، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الملهم محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- وإننا لنفخر ونعتز بقيادتنا منذ عهد الإمام المؤسس محمد بن سعود إلى هذا العهد الزاهر عهد الملك سلمان وبينهما ثلاثة قرون كانت ولا تزال آمنة، مستقرة، مزدهرة، زاهية، مشرقة، راشدة، ممتدة، موحدة، على الرغم ما شهدته أطوارها من تقلبات، وضعف وقوة إلا أنها لا زالت بحمد الله قوية تنهض شامخة بكبريائها، وأنفتها، وألقها، عزيزة الجناب، موحدة الأركان، مهابة الجانب.
ولا بد أن نحمل للأجيال من الأبناء والأحفاد وعبر مؤسساتنا التعليمية بمختلف مراحلها العمق والتجذر التاريخي لدولتهم منذ التأسيس الأول إلى اكتمالية مسيرة هذه الدولة المباركة في عهد الملك سلمان والذي تشرَّب تاريخ دولته منذ التأسيس إلى يومنا هذا، وهو المؤرخ الحصيف، والعارف، والخبير بكل تفاصيل سيرة الدولة السعودية، وبمخزون ثري وفكر نير، وهو من أحب التاريخ ووعاه، وقرأه بتمعن ونهم، وإدرك، وعاصر، وحقق.
لماذا يوم التأسيس؟
صدر الأمر الملكي ذو الرقم (أ-371) وتاريخ 24-6-1443هـ بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس) ويصبح إجازة رسمية وذلك اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون وما أرسته من الأمن والاستقرار الذي لم يرى له مثيل في التاريخ الحديث والمعاصر، فمنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1139هـ (1727م) والتي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م) وعاصمتها الدرعية وحكامها (آل سعود) التي تنتمي إلى بني حنيفة من قبائل بكر بن وائل من ربيعة التي استوطنت قلب شبه الجزيرة العربية وأسَّست فيها دولة قوية قبل الإسلام والحديث عن السرد التاريخي لتلك المرحلة لجذور تأسيس الدولة السعودية يطول ولا يتسع إليه المقال ولكن السلسلة ممتدة حتى تولى الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية ليحقق المزيد من النفوذ والقوة والاتساع لها فواصل البناء الذي بدأه أسلافه منذ مانع المريدي، مؤسس الدرعية ومن هنا كان البُعد التاريخي أن تكون الدرعية منطلقاً لبناء الدولة السعودية الأكبر والأوسع والتي تحقق الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة العربية والتي اتخذت دستورها القرآن الكريم وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية بعد قرون طويلة من التشتت والفرقة والانقسام والخوف وعدم الاستقرار وصمودها أمام محاولات القضاء عليها.
مناسبة وطنية
هي مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة والقوية للدولة السعودية، واستذكار تأسيسها وتاريخها على يد الإمام محمد بن سعود والمراحل التي مرت بها في كل عام أطوارها وأحداثها المختلفة.
وأن نتمعن جلياً في قراءة وتدبر وضع وسط شبه الجزيرة العربية من الناحية السياسية والدينية قبل تأسيس الدولة السعودية الأولى، حيث تعددت الإمارات الصغيرة والمتناحرة وفقدان الأمن والاستقرار بها، حيث وصف المؤرِّخ عثمان بن بشر هذه البلدان في نجد بأنها دويلات صغيرة وكل بلدة أو عشيرة كانت تُعد نفسها دولة مستقلة وهذا ما أدى إلى النزاع والقتال وعدم الاستقرار، وانتشار البدع والخرافات والبعد عن الدين والتوسل بغير الله وضعف التوحيد، لذا كانت المنطقة بحاجة ماسة وملحة إلى دولة مركزية قوية ومهابة وموحدة لتأمين الاستقرار ونشر الأمن والعقيدة الصافية النقية، وتحقيق النماء والتطور لكل ما فيه بناء الدولة في مختلف الجوانب العلمية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية، فكانت الدرعية قاعدة الارتكاز لقيام الدولة المركزية والتي بدأها الإمام محمد بن سعود، حيث أمضى عشرين عاماً في عملية تدعيم التأسيس والبناء وإظهار قوة الدولة الناشئة وخاصة بعد أن وضع يده بيد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقدم له التأييد الكامل لدعوته.
إذ لا يتسع المجال في مثل هذا التقرير في سرد تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية وما شهدته من أحداث ووقائع ونفوذ وامتداد وأئمة تعاقبت على حكمها منذ بداية التأسيس الأول عام 1139هـ (1727م) وحتى عام 1319هـ (1902م) عندما أسترد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه - حكم آبائه وأجداده الأوائل لتبدأ مرحلة جديدة ومغايرة لدولة العز والأمن والرخاء والاستقرار بعد أن وحَّد كيان هذه الدولة المترامية الأطراف حيث جمع بين عبقرية صنعت (المعجزة).
عاصمة التأسيس
الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى والتي تقع على ضفاف وادي حنيفة والذي كان قديماً يُعرف باسم (وادي العرض) وسط بلاد الجزيرة العربية، والدرعية التاريخية لها من الدلالة والإيحاء والرمزية والعمق التاريخي ما يتوجب إبرازها والاهتمام بموروثها الخالد والإبقاء على معالمها لتكون وجهة حاضرة في نفوس الأجيال من أبناء هذه الدولة للتعرّف على تاريخ وأمجاد آبائهم وأجدادهم لذا كان اهتمام القيادة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بالدرعية التاريخية ووضعها في صدارة مواقع الجذب السياحي والتراثي بالدعم الكبير الذي يوليانه إليها، ومنها وضع حجر الأساس لمشروع بوابة الدرعية والهادف إلى ترميم المنطقة التاريخية وإعادتها إلى ماضيها التليد في القرن الثامن عشر ولتصبح وجهه سياحية محلية وعالمية.
الأهداف المستوحاة من يوم التأسيس
أولاً: اعتزاز المواطن بالجذور الراسخة للدولة السعودية، واستذكار تأسيسها، واستلهام البطولات والتضحيات التي قام بها أئمتها وملوكها على مدى ثلاثة قرون.
ثانياً: تعميق مفهوم العمق الإسلامي والعربي والحضاري والتراثي للمملكة العربية السعودية بما حباها الله من سمات ومزايا اختصها الله بها.
ثالثاً: الاعتزاز بالارتباط الوثيق ذي العمق الغائر في القلوب والنفوس بين المواطنين وقادتهم منذ التأسيس إلى يومنا الحاضر والتي تشكل في مضامينها فخراً واعتزازاً لمحبة وولاء أبناء الوطن لأمتهم وملوكهم منذ التأسيس حتى العصر الحديث والمعاصر، والمواطن السعودي يُعد ركيزة أساسية في حبه الصادق وإخلاصه الحقيقي في التضحية والدفاع عن الدين ثم المليك والوطن وعرف ذلك عنه تاريخياً وإقليمياً وعالمياً بجمال تلك العلاقة بين القيادة والقاعدة ومثاليتها الظاهرة.
رابعاً: غرس مفاهيم الوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية والاعتزاز بها منذ التأسيس الأول وحتى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والذي بدأ من الإمام محمد بن سعود ثم رسخه وأقام عقده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في انسجام وتلاحم الجسد الواحد والتي كتب لها الدّوام لأن بقاءها مرتبط بدوام الشرع الحنيف.
خامساً: استجلاء نعم الله على هذه الدولة السعودية يعد نعمة الإسلام ألا وهي نعمة الأمن والاستقرار والرخاء الذي عم جميع أرجاء وربوع المملكة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وتلك النعمة الكبيرة لا يشعر بها إلا من فقدها.
سادساً: تعميم ثقافة التأسيس في المؤسسات التعليمية، والدينية، والإعلامية، والاجتماعية وإثراء البرامج والفعاليات والندوات المعززة لذلك.
قوة جذور التأسيس
وتستمد الدول قوتها وعظمتها من تاريخها المجيد، وتاريخ الدولة السعودية تاريخ مشرّف ومشرق ومؤطر بالأمجاد الخالدة ومسيرة رائدة على مدى تاريخها الطويل منذ تأسيسها الأول على يد الإمام محمد بن سعود آل مقرن وعلى مدى مراحلها الثلاث ولعل من أبرز ملامحها ذلك التلاحم الكبير بين القيادة والقاعدة، والاستقلال في القرار عن الدول العظمى التي هيمنة على العالم وهي الدولة الوحيدة التي لم تطأ أرضها يد المستعمر البغيض فأصبحت أرضها بكرًا طاهرة على الرغم من اتساع مساحتها المترامية الأطراف، كما أن لها من الخصوصية والسمات التي حباها الله إياها لتكون على أرضها دون غيرها من الممالك والدول، ومنها أنها مهبط الوحي الإلهي، ومنطلق ومبعث الرسالة المحمدية وتوجد على أرضها الأماكن المقدسة في مكة المكرمة حيث المسجد الحرام والمدينة المنورة، حيث المسجد النبوي وبها مثوى سيد البرية وخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام كما أن ملوكها من آل سعود هم القيمون على خدمة الحرمين الشريفين وبها يلقبون ويتشرفون بهذا اللقب، ومنذ أكثر من ثلاثة قرون من عمر الزمن تأسست الدولة السعودية الفتية على يد الإمام محمد بن سعود في منتصف عام 1139هـ - 1727م ليكون إعلان ميلاد دولة سعودية راسخة الجذور، قوية الارتباط مع مواطنيها منذ التأسيس الأول حتى يومنا الحاضر وهذا ما أكدته الوقائع والأحداث والأزمات وهي الدولة الوحيدة التي لا أقول تسقط إنما تغيب لظروف قاهرة مؤقتة لتعود من جديد أقوى مما كانت عليه وهذا ما أكدته الكثير من المصادر والمراجع التاريخية فعند محاولة القضاء على الدولة السعودية الأولى لم يمض سوى سبع سنوات على انتهائها حتى نهضت الدولة من جديد وعاد وهجها أكثر قوة وصلابة ونفوذًا على يد الإمام تركي بن عبدالله عام 1240هـ- 1824م، وزاد من نفوذها ابنه الأمام فيصل بن تركي والذي يعد مؤسس الدولة السعودية الثانية التي استمرت حتى عام 1309هـ -1891م وبعد انتهائها بعشر سنوات قيَّض الله لهذه الدولة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ليؤسس المملكة العربية السعودية الثالثة المعاصرة والحديثة ليوحد هذا الكيان العظيم ويلملم أجزائها المبعثرة ويترك لنا إرثًا خالدًا ليأتي من بعده ستة من أبنائه الملوك الأشاوس ليحافظوا على قاعدة هذا الملك التليد والإرث الخالد إن شاء الله تعالى إلى قيام الساعة.
وبما أن تأسيس هذه الدولة له من الأهمية البالغة لأنه يمثِّل إعلان قيام هذه الدولة لذا جاء الأمر الملكي الكريم ذو الرقم أ-371 ليكون يوم 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم يوم التأسيس ويصبح إجازة رسمية.
ولقد جاء إقرار الإرادة الملكية لهذا المرسوم للتذكير والتأكيد على هذه المناسبة الوطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية العظيمة الشأن، حيث إن رؤية القيادة العميقة ارتأت تعميق وترسيخ مضامين التأسيس الأول للدولة السعودية وربطها مع ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في نفوس أبناء المملكة لتستذكرها الأجيال تلو الأجيال ليتربوا على أثر هذه النعم الكبيرة والآلاء الجسيمة التي أنعم الله بها وأصبغها على هذه الأرض المقدسة بعد نعمة الإسلام والذي هو دستورها الأول وليس بأقلها نعمة الأمن والأمان والاستقرار ونعمة الوحدة واللحمة الوطنية على مدى أكثر من ثلاثة قرون.
الملك سلمان واستلهام فكر التأسيس
وكذلك أن قيَّض الله لهذه الدولة المباركة قيادة راشدة حكيمة من الأئمة والملوك ممن كان لهم دور وأثر كبير على المحافظة على كيان هذه الدولة وتوسعها وإنمائها وبنائها، منذ التأسيس الأول على يد الإمام محمد بن سعود وحتى تأسيس المملكة العربية السعودية الحديث في عهد الملك عبدالعزيز، وحتى هذا اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والذي كان معه الارتباط الوثيق مع المواطنين ارتباطًا أسريًا حميمًا وثيق العرى وهذا من أهم المكتسبات التي بدأها أئمة الدولة السعودية وملوكها والذي وضع وأكد قاعدتها الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه- واستمر على ذات النهج أبنائه الملوك البررة من بعده سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله -رحمهم الله جميعًا- وكان ولا زال للملك سلمان الأثر الأكبر والعمق الأعظم في ترسيخ هذا المفهوم منذ اليوم الأول الذي باشر فيه العمل أميرًا لمنطقة الرياض ليعمّق في كل بيت سعودي ولكل أسرة سعودية مفهوم مضامين التأسيس لهذه الدولة وهو من فتح أبوابه وأشرعها للمواطنين في جلستين منتظمتين في ديوان الإمارة وقصر الحكم في كل يوم عمل على مدار الأسبوع، كما خصص لأبنائه المواطنين في كل يوم اثنين من كل أسبوع بعد صلاة العشاء جلسة استقبال للمواطنين في قصره بالمعذر ومن ثم في قصره في عرقه، وهو الأكثر ارتباطاً بالتاريخ والإلمام بتفاصيله الدقيقة ليعمق في نفوسنا مضامين التأسيس الأول والوحدة الوطنية التي بدأها وأسسها الملك عبدالعزيز، وقد كنت شاهد عيان عليها وكم تشرفت وشرفت بحضور الكثير من مجالسه العامرة منذ كان أميرًا لمنطقة الرياض ومن ثم وليًا للعهد ثم ملكًا وتشنفت أذناي طربًا بسماع الكثير من أحاديثه ورواياته الدقيقة التي تعمق مفاهيم أساسيه لمرحلة تأسيس الدولة السعودية ومدى الأعمال البطولية التي قام بها أئمة وحكام هذه الدولة التي قام بها المؤسس الملك عبدالعزيز لهذا الكيان الشامخ لكي ننعم بهذه الوحدة الوطنية والأمن والأمان والاستقرار والذي ما زلنا نتفيأ ظلاله وننعم به اليوم وما تركه لنا من المكتسبات والمقدرات العظيمة التي حققها لمملكته، حيث لا تأتي مناسبة، أو حديث، أو لقاء، أو مجلس إلا ويؤكد ويستحضر -حفظه الله - البدايات الأولى والتضحيات والأسس والركائز التي قامت عليها الدولة السعودية وهو الحاضر بمخزون الذاكرة الحيَّة ذهنيًا لكل هذه الأدوار وهو من قرأ وتصفح التاريخ وأبه وحفظ تفاصيله لذا أراد أن يؤسس لمرحلة جديدة ليبث فيها الوعي المسؤول والحس الوطني لدى أبناء هذه المملكة للاعتزاز بالجذور والافتخار بالتاريخ السعودي. لذا لا بد من أن تتظافر الجهود مشتركة بين المؤسسات الحكومية والأهلية لمواكبة وترجمة تلك المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعًا وأن لا تمر مرورًا عابرًا، بل يتوجب أن تصاحبها الكثير من البرامج والفعاليات والأنشطة التي تلامس فئة الشباب من أبناء المملكة والذين يشكلون في مجموعهم الأكثرية من تركيبة السكان وبنسبة حوالي 75 % ويتأكد ذلك وبصورة ممنهجة كبيرة على وزارة التعليم ومؤسساتها التعليمية على مختلف المراحل الدراسية وكذلك وزارة الثقافة والإعلام ودارة الملك عبدالعزيز وأن تقوم أيضًا المؤسسات الأهلية والبنوك المحلية بدعم أي عمل أو بحوث أو ترجمة دراسات أو طباعة كتب تاريخية وتقديم مسابقات وجوائز قيمة ذات علاقة بالتأسيس وأن تعمل أمانات المناطق والبلديات في مختلف أنحاء المملكة بتسمية الشوارع والميادين العامة برموز وشخصيات الدولة السعودية في مختلف أطوارها ومراحلها والتعريف بهم وأن يخصص منهج دراسي مبسط ليوم التأسيس الأول وتأسيس المملكة العربية السعودية للبنين والبنات وأن تصمم برامج وثائقية تشرف عليها دارة الملك عبدالعزيز لهذا الغرض وأن تقام لوحات جدارية في الواجهات والمداخل والأماكن العامة بالدرعية العاصمة الأولى للدولة السعودية وأن يقام متحف تاريخي يحكي لنا قصة التأسيس الأول ومراحله المتعاقبة كما يتوجب على وزارة الرياضة - وهي المعنية بالشباب- أن تخصص لوحات رقمية صوتية ناطقة في جميع المسابقات والمباريات المحلية طوال مدة الدوريات، وذلك لكي نواكب تلك المناسبة الوطنية طوال العام؛ لأن المستهدف الأول هم فئة الشباب وهي الفئة العمرية التي نحتاجها لتعميق مفاهيم ومضامين يوم التأسيس.
احتفائية التأسيس
في عام (2027م) يكون مضى على تأسيس المملكة العربية السعودية ثلاثة قرون أي 300 عام، وهي المدة التي أمضتها منذ التأسيس 1139هـ (1727م) حتى عام 1448هـ (2027م)، سائلاً الله القدير أن يكون امتدادها إلى قيام الساعة وهي ترفل بلباس القوة والمنعة والتمكين والتحليق والنصر المبين، وأن تنعم أرضها ومقدساتها وأقاليمها بالأمن والرخاء والاستقرار وهي من عز إلى عز، ومن التطور إلى النماء وهي من تمتلك جميع مقومات الدولة المستقلة بأرضها وقرارها ومكوناتها وتفردها المطلق بإرادة نافذة ومؤثرة، وهي المملكة التي لها من الثقل والمكانة العظمى في العالم العربي والإسلامي والدولي ولها الريادة والصدارة في اتخاذ القرار وتأثيره على العالم منذ عهد التأسيس الأول وحتى هذا العهد الزاهر.. لنحقق معاً ثقافة التأسيس، ويكفي إيحاء (العوجا) وهي نخوة الدولة السعودية وهو النداء المحبب الذي يبث الحماس والفخر والاعتزاز وروح الانتماء وثبات المبدأ لاستجلاء مضامين التأسيس لتعرف الأجيال وبشيء من استحضار وجوب الدعاء والشكر لنعم الله على هذه الدولة المباركة، حيث إن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة الأمن تلك النعمة العظيمة التي يفتقدها بعض الدول حولنا ويغفل عن شكرها الكثير من الناس، ونعمة التوحيد وإقامة شعائر الله وإظهارها، ونعمة الوحدة واجتماع الكلمة والتآلف والتراحم والتلاحم في ذلك الانصهار والانسجام العظيم الذي أدهش وأذهل العالم، وكأننا -ولله الحمد والمنة - في هذا الوطن المترامي الأطراف قبيلة واحدة.
وختامًا.. أسأل الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية، وقيادتها، وشعبها وأن يعلي شأنها وأن يزيدها قوةً ورفعةً وسؤدداً وعلوًا وعزةً ونصرًا وثباتاً وهي تنعم وترفل بالأمن والأمان والسكينة والطمأنينة والاستقرار ورغد العيش الكريم.