سلطان مصلح مسلط الحارثي
فريق جبار.. عظيم.. عنيد.. لا يُقارن بغيره.. مستواه الفني في كفة.. وبقية منافسيه محلياً وقارياً في كفة أخرى.. يدخل المستطيل الأخضر بهيبته وشموخه وكبريائه.. له هدف محدد.. الفوز ولا غيره.. فيسيطر على الملعب من أقصاه لأقصاه.. ولا يترك مجالاً للمنافس ليتنفس.. يصنع الفرح لجماهيره، كما يصنع أعظم صانع لعب هدفاً جميلاً ينهي به مباراة نهائية.
هذا هو الهلال.. الفريق القوي الذي لا يُقهر.. والذي لم يستطع أي فريق محلي أو آسيوي مجاراته داخل الملعب.. ناهيك عن الفوز عليه.. فمنذ بداية الموسم.. وحتى مباراته الأخيرة مع فريق الرائد.. لم يخسر.. نعم.. لم يخسر أي مباراة رسمية «محلياً وخارجياً».. فقد انتصر في 22 مباراة متتالية، واستمر 30 مباراة متتالية دون خسارة وهو الفريق الثاني في العالم.. الذي لم يخسر حتى الآن.. فكيف وصل زعيم آسيا وسيدها وكبيرها لهذه المرحلة من «الجبروت الفني»؟
الهلال، فريق منذ العهد القديم، وهو ذو هيبة ومكانة عالية.. جعلته يرتقي منصات الذهب بشكل سنوي.. ويحقق من الذهب المحلي والعربي والقاري، مايكفيه ليكون وحيداً في قمة المجد دون منازع.. ولكن هذا الموسم.. الهلال مختلف.. لا لا.. بل الهلال وحيداً في قمة المجد، فقد صنع رئيس نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل، وإدارته وفريقه المحيط به، فريقاً لا يُقهر.. فريقاً جعل أنصاره تتابع مبارياته وهي مطمئنة.. يقول أحد الأصدقاء «يعاني من الضغط وقت مباريات الهلال».. (لقد أصبحت هذا الموسم أتابع الهلال مطمئناً ودون توتر).. فلما سألته عن السبب؟ قال: (الهلال هذا الموسم أشبعني كورة).
ابن نافل وفريق عمله، توفقوا كثيراً في التعاقد مع مجموعة لاعبين أجانب، لا زال لديهم «الشغف»، لتحقيق المزيد من البطولات والإنجازات، وهذا ماميز لاعبي الهلال الأجانب عن بقية لاعبي الفرق، ناهيك عن وجود مدرب عملاق بقيمة البرتغالي العالمي جورجي جيسوس، الذي فرض النظام والانضباط على جميع اللاعبين، ليكون الهلال فعلاً مختلفاً عن البقية، ولن يستطيع أي فريق مجاراته.
نقول هذا الكلام، عشية مباراة إياب دور الـ16 من دوري أبطال آسيا، التي تقام مساء اليوم على ملعب «المملكة أرينا»، بعد أن استطاع الهلال الانتصار بثلاثية في مباراة الذهاب على ملعب ساباهان الإيراني في إيران، بحضور 70 ألف متفرج، ولكن اليوم لن نجزم بنتيجة مباراة الرد، ولا من المتأهل، فكرة القدم لا منطق لها، ولكن مانعتقده، ونثق به، أن الهلال متى كان حاضراً بمستوياته الفنية التي عهدناها عنه، لن يكون ساباهان ولا غير ساباهان في القارة الصفراء نداً له.
ضجيج وصراخ
في الوقت الذي تعج فيه مواقع التواصل الاجتماعي، والبرامج الرياضية، بـ «صرخات» الجماهير النصراوية، ويرتفع فيه «ضجيج» الإعلام المنتمي لنادي النصر، بحثاً عن مايسمونه بـ»العدالة التحكيمية»، «اشتكى» أربعة مدربين من التحكيم، حينما واجهوا فريق النصر خلال هذا الموسم فقط، فهذا جيرارد مدرب فريق الاتفاق، يؤكد بعد مباراة النصر، أن فريقه لم يخسر بسبب قوة المنافس، بل كانت خسارته بسبب قرارات الحكم، وذهب لأبعد من ذلك حينما رمى اتهاماً مباشراً وصريحاً، وقال نصاً «الحكم ذكر لأحد مساعديي الشخصيين، إن طرد لاعب فريق الاتفاق علي هزازي كان رد فعل لمطالبات لاعبي النصر».
بينما قال مدرب فريق ضمك كونترا :»النصر فريق كبير وليس في حاجة إلى أخطاء الحكم».
وثالث المدربين الذين اشتكوا من التحكيم في مباريات النصر، هو مدرب فريق الخليج بيدرو إيمانويل الذي قال «قدمنا مباراة جيدة، وبعض قرارات الحكم نرفزت اللاعبين».
أما رابع المدربين الذين أكدوا استفادة النصر من الحكام في مبارياتهم، فهو مدرب فريق الفتح الكرواتي بيليتش، الذي أشار بعد مباراة فريقه مع النصر يوم السبت الماضي، إلى أن فريقه تضرر من الحكم الذي حرمهم ركلة جزاء «اتفق جميع المحللين على أنها صحيحة».
هذه التصريحات كانت على الجانب «الرسمي»، ومن باب أولى أن يؤخذ بحديث «المدربين» على محمل الجد، خاصة أن هؤلاء المدربين أوروبيون، ولم يعتادوا على «التذمر» من التحكيم، بينما جماهير وإعلام النصر، اعتدنا على «مظلوميتهم» منذ عقود طويلة.
تحت السطر:
- بعد أن فشلت لجنة الحكام التابعة لاتحاد الكرة، فشلاً ذريعاً في إبراز حكام جدد، وراهنت على حكام أثبتوا فشلهم منذ سنوات، من واجب اتحاد الكرة حل هذه اللجنة، وإعادة تشكيلها بما يتناسب مع القفزات التي تعيشها الرياضة السعودية.
- بعض الحكام المحليين، تأتيه الفرصة تلو الفرصة ليثبت نفسه، وأنه جدير بهذا المكان، فيأبى إلا أن يسقط!
- لا يوجد حكم محلي يستحق أن يقود مباراة من مباريات الدوري السعودي باستثناء حكم واحد فقط، وهذا يؤكد فشل لجنة الحكام.
- تكرار بعض أسماء الحكام المحليين في مباريات فريق واحد يثير الزوبعة، ويضع أكثر من علامة استفهام، خاصة إذا كان ذلك الحكم يخطئ لصالح ذلك الفريق فيعاد تكليفه!!