د.عبدالعزيز بن سعود العمر
السؤال الذي أطرحه في عنوان هذه المقالة يستحق منا التأمل. وللإجابة عن السؤال هل مهنة التعليم (Teaching Profession) متعبة وشاقة، أقول: إن هناك أكثر من وجهة نظر في هذا الأمر. بحسب وجهة نظري فإن مهنة التعليم شاقة ومضنية لفئة من المعلمين، وهي في نفس الوقت مجزية وممتعة لفئة أخرى من المعلمين. لن تكون مهنة التعليم ممتعة إلا إذا استشعر المعلم الذي يمارسها نبل وسمو هذه المهنة (بل قل الرسالة)، وأعتقد جازماً بأنها تطلق القوى الكامنة بداخل الفرد، وتزوده بالقيم والمهارات والمعرفة والسلوكيات التي تصنع منه إنساناً مبدعاً، ومواطناً منتجاً يسهم في نماء ورفاه وتقدم مجتمعه، تكون مهنة التعليم مجزية إذا أمن المعلم بأن دوره يتمثل في الإسهام في صناعة الإنسان، وأن مردودها النفسي والمعنوي عليه يتجاوز مردودها المادي.
من جهة أخرى تكون مهنة التعليم غير مجزية للمعلم عندما يمارسها بلا قيم عليا، وبصورة ميكانيكية آلية صرفة خلوا من أي روح أو أي تصور للتحديات التربوية.
من جهة أخرى، تكون مهنة التعليم مضنية وشاقة للمعلم عندما يمارسها بلا فلسفة تربوية تحكم سلوكه التدريسي وتوجه أداءه التربوي. إن حال مثل هذا المعلم قد تسوء لتصل إلى مستوى الاحتراق المهني، حينها يشعر المعلم بقلق نفسي وهزال جسدي وبهبوط في أدائه، ويصاب بالضجر من مهنته، وأخيراً يراوده التفكير بترك مهنة التعليم.