أحمد المغلوث
يوم الخميس الماضي كان يوماً مختلفاً. فلقد أشرقت على الوطن شمسٌ جديدة ليست مثل الشموس الأخرى التي اعتاد الوطن عليها وفي كل مناطقه ومحافظاته ومدنه ومراكزه فكان صباح ذاك اليوم نور شمسه غير كانت شمساً جديدة مفعمة بالحرارة فتبسم الوطن كل الوطن وهو يعيش لحظات قدوم يوم «التأسيس» اليوم الذي بات يوماً نفيساً وغالياً على كل من ينتمي لهذه الأرض الطيبة والمباركة بدءاً. بقيادة الوطن. ومروراً بكل المسؤولين والمواطنين والمقيمين جميعهم عاشوا حتى هذا اليوم مشاعر السعادة والفرح بل وصل الحال بالآلاف منهم أن يشاركوا بعضهم بعضاً أفراح الوطن بيومه التاريخي وبالتالي نقلت لنا مختلف وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء. مختلف الفعاليات التي انتشرت في مختلف المناطق والمحافظات والعديد من مدن المملكة ومراكزها وقراها. فعاش الوطن ومواطنوه ساعاتٍ من الفرح والبهجة والتي عبر عنها من خلال الفعاليات التاريخية والتراثية مع عرض مشاهد من الماضي. وأن الفرح لما تشرق شمسه الجديدة مصاحبة مع يوم مختلف تلون هذا الفرح بلونها الخاص المشبع بروح الوحدة الوطنية والانتماء لهذه الأرض الطيبة فبات هذا اليوم محفزاً للجميع قيادة ومواطنين ومقيمين على الاعتزاز والفخر به وهو يجسد في ذات الوقت تاريخ يوم بدينا.
نعم الاحتفاء به احتفاءٌ مستحقٌّ أعاد الجميع لمشاهدة أشياء عاصرها الأجداد والجدات ممن أكرمهم الله بطول العمر فشاهدوا وجه الوطن كيف تغير والوطن مثل الحياة بمافيها يتغير ويواكب العصر وما فيه من خيرات استطاع الوطن أن يحسن توظيفها من أجل وطن شامخ. وشعب وفي فهاهم أبنائه يرفعون آيات الدعاء والولاء وحتى التعبير عن الوفاء والحب حبهم لقيادتهم العظيمة وأرضهم الطيبة التي دفعت بالوطن ليتجدد ويتنامى يوماً بعد يوم ومن هنا علينا جميعاً مواطنين ومقيمين أن نعيش لحظات حياتنا شاكرين وحامدين على ما نحن فيه من خير وأمن واستقرار في ظل قيادة حكيمة. ولاشك أن هذا العصر مدهش وسريع الخطى فهو بالتالي يحفزنا على العمل الجاد بعيداً عن الكسل فالمملكة اليوم وهي تسابق الزمن بإيقاعاته السريعة والتي باتت المشاريع المختلفة فيها تعمل ليل نهار وهذا ما يشاهده الجميع فالعمل في وطن الخير بات غير. عمل دائم تراه في الصحراء أو في أعماق البحر أو في قلب المدن حيث تشاهد فيها المعدات والآليات الحديثة والمتطورة وهي تفتح أبواب المستقبل لوطن يسعى لتحقيق الأفضل لا للجيل الحاضر فحسب وإنما للأجيال القادمة فلا دهشة ولا عجب إن بات لاسم المملكة قيمة رفيعة وسامية مثل قيمة جوازها الأخضر ومازلت أذكر بفخر وقبل سنوات قريبة كنت في أحد المطارات الغربية وخلال تسليمي لجوازي لموظفة الجوازات إذا هي تبتسم مرحبة وهي تغلب صفحاته وسرعان ما ختمته وكان خلفي أحد أبناء إحدى الدول العربية الشقيقة والذي نظرت إليه شزراً وهي تتسلم منه جوازه. وعند صالة تسليم الحقائب جاء الشقيق العربي وهو في حالة مزرية فحال تسليمه جوازه إذا بإدارة الأمن تأخذه إلى مكتب فحص وتفتيش وسط دهشته واستغرابه وهو يردد أنا عربي مثل الأخ الذي ابتسمتم له صاحب الجواز الأخضر، وأضاف وهو يقول تصدق يا أخي ترى هذه الدولة كانت مستعمرة لبلادنا فترة طويلة ومع هذا ما فيها خير. ولم أعقب ولكنه مد يده مودعاً وهو يقول: كم أنتم محظوظون أيها السعوديون.. احمدوا ربكم ليل نهار فشكرته وأنا أسحب حقيبتي من السير المتحرك وأنا أردد الحمد لله إني «سعودي». بل واسمي أحمد لأحمد الله دائماً وأبداً كما يجب..