عبد العزيز الهدلق
من المهم جداً أن تلتفت الإدارة الهلالية للملاحظات الجماهيرية بعد أن لعب الفريق أول مباراة له في ملعب المملكة أرينا، من الجوانب التنظيمية. فهذا الملعب بإمكانياته العالية وجمالياته العظيمة ينبغي أن تكون الجوانب التنظيمية منسجمة مع قيمته الكبيرة وجماله الأخاذ.
فالملعب في منطقة إستراتيجية مهمة ورائعة جماهيرياً، حيث منطقة البوليفارد، وهي منطقة استقطاب جماهيري كبيرة، كونها منطقة ترفيه وترويح لكل فئات المجتمع وشرائحه، وبالتالي لن تجد إدارة الهلال عناء في التسويق للحضور ودعوة الجماهير. لذلك يجب أن تركز الإدارة على تطوير التنظيم أثناء الدخول للملعب والخروج منه. ففي المباراة الماضية عانت الجماهير من تنظيم الدخول والخروج، والوصول للمقعد. فمن السهل إعطاء أوامر وتعليمات للجماهير بالاتجاه من هنا، والصعود من هناك، في تعليمات ترهق المشجع وتتعبه، وتجعله يصل لمقعده من أصعب الطرق، ثم يخرج ليصل إلى سيارته من أطول وأبعد الطرق. وهذه التنظيمات سهلة جداً، ولكن الصعب والتحدي هو توفير أعلى درجات الراحة والتيسير للجماهير. في الدخول والجلوس ثم الخروج والاتجاه لمواقف السيارات.
لقد امتعضت كثير من الجماهير من تعليمات الخروج من الملعب التي جعلتهم يسلكون طرقاً بعيدة عن مواقف سياراتهم. كما أن تعليمات المنظمين داخل الملعب لا تراعي راحة المشجع بوصوله لمقعده من أقصر وأقرب الطرق.
ففي تقديري أن المشجع الذي يحضر في الملعب هو بالنسبة للنادي عميل، دفع مالاً مقابل الحصول على خدمة الدخول والجلوس براحة والاستمتاع بالمشاهدة. يجب التخلي عن الفكر القديم القائم على أن المشجع مجرد شخص حضر لمشاهدة المباراة وعليه أن يرضخ للتعليمات التي تريح المنظمين دون اعتبار لراحة المشجع ومتعته، أو إن كان هذا التنظيم يرهقه أو يتعبه، أو يؤذيه نفسياً وبدنياً.
فملعب المملكة أرينا تم تشييده ليمنح المشجع أعلى درجات الراحة والمتعة والإبهار، فلماذا ننغص عليه بتعليمات غير مدروسة؟!
ربما المباراة السابقة في الملعب هي التجربة الأولى، وستخضع للتقييم، والتطوير، بلا شك، وتدارك أوجه القصور. وما هذه الملاحظات إلا مساهمة نقدمها للقائمين على التنظيم للوصول لأعلى درجات الدقة في التنظيم. وتلافي السلبيات، وتقديم خدمة عالية للمشجع الذي دفع قيمة مالية عالية أيضاً.
يضاف إلى ذلك ضرورة مراقبة التذاكر المباعة التي تذهب لسماسرة السوق السوداء. ووضع الحلول لمحاصرتها والقضاء عليها. فما شاهدناه في المباراة الماضية أن ثلث مقاعد الملعب فارغة رغم بيع كامل التذاكر!
ولا يمكن القضاء على السوق السوداء للتذاكر إلا بربط الحصول عليها برقم الهوية. وهذا إجراء سهل جداً.
زوايا
** تتحمّل إدارة نادي النصر أي خروج من لاعبي فريقها الكروي عن الأطر السلوكية المعززة لمبادئ الرياضة، وبالذات اللاعبون الأجانب، فعليها مسؤولية تعريفهم بثقافة البلد، وضرورة احترامها. فما يفعله كريستيانو رونالدو أثناء وبعد المباريات لم يعد أمراً مقبولاً أو مبرراً، لإصراره على فعله وتكراره، دون أن يخشى لوم لائم، بل يجد من يبرر أفعاله ويدافع عنها
** ردود الأفعال تجاه تصرفات رونالدو الخارجة عن الأطر القانونية للرياضة تجاوزت كل الحدود المقبولة أو الممكن قبولها، وأصبحت تتناقل عبر القنوات ومنصات التواصل الاجتماعي في كل أنحاء العالم. وأصبح الجميع يعلق عليها في تشويه لمنافساتنا الرياضية.
** المشروع الرياضي الوطني بريء تماماً مما يفعله كريستيانو رونالدو من ممارسات غير مقبولة، ومن يحاول ربط انتقاد رونالدو بتشويه المشروع الرياضي الوطني فهو الذي يشوّه المشروع ويسيء له.
** كل من حاول الدفاع عن حركة كريستيانو رونالدو بعد مباراة الشباب والنصر الأخيرة اعتراه الخجل من عرض مقاطع الفيديو الخاصة بالحالة التي يبررها ويدافع عنها، سواء في برنامجه التلفزيوني، أو منصته الخاصة في التواصل الاجتماعي.
** عدم عرض بعض اللقطات السيئة في المباريات من قبل الناقل الرسمي لا يعني عدم حدوثها، وإذا كانت لوائح الانضباط قد حددت ما يندرج تحت العقوبات مما لا يندرج، فإن البرامج والقنوات التلفزيونية لا يمكن أن تتجاوز تلك اللقطات بحجة أنها لم تعرض عبر الناقل الرسمي. فالتعليق عليها واجب على جميع البرامج لحماية المجتمع والملاعب من تلك المظاهر. وأي مذيع أو برنامج رفض التعليق فهو يختبئ وراء عذر الناقل للهروب من مواجهة الحقيقة.
** الإعلامي الأستاذ وليد الفراج فضلاً عن التزامه بمتطلبات المهنة الإعلامية القائمة على الأمانة والمصداقية، فهو شجاع في مواجهة السلبيات، وحالات الخروج عن أطر التعليمات الرياضية. ففي الوقت الذي يغلب على كثير من البرامج الميول، في طرح بعض القضايا، يبرز وليد الفراج ويطرح القضايا الرياضية بمهنية عالية، ويتناولها بكل حيادية وموضوعية من كل جوانبها رائده في ذلك تحقيق المصلحة العامة.