عبدالملك بن إبراهيم الماجد
شدّني لكتابة هذه المقالة إحدى جلسات المنتدى السعودي للإعلام «الدورة الثالثة» حيث تنوّعت جلساته مابين «إعلام» اقتصادي - وثقافي - ورياضي - وترفيهي»، كان من بينها جلسة بعنوان تطورات الذكاء الاصطناعي في الإعلام وتحدّث فيها خبير ذكاء اصطناعي «خوان بابلو نابولي» عن ضرورة فهم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعامل معها بشكل جيد.
هُنا وقفت كثيرًا أتساءل هل ثورة الذكاء الاصطناعي نقمة أم نعمة؟
الذكاء الاصطناعي، مصطلح يُثير جدلًا واسعًا، فبينما يرى البعض فيه ثورة تقنية تُشكل ملامح المستقبل، يرى آخرون فيه تهديدًا للوجود البشري، فما هو رأيي في هذا الموضوع؟
في البداية، لا شك أن الذكاء الاصطناعي يمتلك إمكانيات هائلة لتغيير حياتنا نحو الأفضل، فهو بإمكانه العمل على تحسين جودة مختلف المجالات، من «الطب» و»التعليم» وصولًا إلى «الصناعة»كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة، وابتكار علاجات جديدة، وتطوير أدوات جراحية متقدمة، كما يمكنه تقديم تجارب تعليمية تفاعلية، وتطوير أنظمة تقييم ذكية.
ولكن لا يمكننا تجاهل المخاطر التي قد يُشكلها الذكاء الاصطناعي على البشرية، فمع ازدياد ذكاء الآلات، قد تصبح قادرة على التفوق على البشر في العديد من المجالات، مما قد يُؤدي إلى فقدان العديد من الأشخاص لوظائفهم، كما قد تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات الشخصية واستخدامها بشكل غير قانوني.
لذلك، أرى أن ثورة الذكاء الاصطناعي تُشبه سيفًا ذا حدين، فمن ناحية، يمكن أن تُقدم فرصًا هائلة لتحسين حياة البشر، ومن ناحية أخرى، قد تُشكل تهديدًا للوجود البشري.
ولكي نستفيد من ثورة الذكاء الاصطناعي دون التعرض لمخاطرها، يجب علينا:
- وضع قوانين أخلاقية تُنظم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- تثقيف المجتمع حول مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي، وهو ما حصل في المنتدى السعودي للإعلام.
- الاستثمار في التعليم والتدريب لضمان قدرة البشر على التكيف مع متطلبات سوق العمل الجديد.
ختامًا، أعتقد أن ثورة الذكاء الاصطناعي تُمثل فرصة تاريخية للبشرية، ولكن يجب بأن نستغلها بالتوظيف الصحيح ونكون حذرين ومسؤولين في استخدام تقنياتها.