عثمان أبوبكر مالي
عدم رضا كبير لا يزال يعيشه جمهور نادي الاتحاد وحالة من الغضب منذ وقت مبكر منذ بداية الموسم الرياضي، والذي افتتحه في شهر اغسطس الماضي بمشاركته في البطولة العربية التي أقيمت في الطائف، وبدأت حالة عدم الرضا بخسارة الفريق الثقيلة جداً أمام فريق الهلال وبرباعية تاريخية في الدور ربع النهائي في البطولة العربية التي لعبت على كأس الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) وكانت هزيمة قاسية جداً على جماهيره، وذلك لأنها جاءت بعد (الاستقطاب) وبعد دعمه بصفقات لاعبين من الدوري الأوروبي من بينها أسماء كبيرة ولأنها كانت الهزيمة الأولى التي تلقاها الفريق (الجديد) باعتباره حامل لقب (بطل دوري روشن) للموسم الماضي، وجاءت بعد أن تقدم في المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدف، قبل أن ينجح لاعبو الهلال من (العودة القوية) في المباراة بالوصول إلى الفوز برباعية مقابل ثلاثة أهداف، نتيجة أخطاء فنية وقع فيها مدرب الفريق السابق السيد نونو سانتو.
تعتبر تلك المباراة (بداية النكسة) للاعبي الاتحاد ونجومه الذين (اهتزوا) بعدها كثيراً، وانعكست وألقت النتيجة بظلالها على الفريق وبعض لاعبيه، مما خلق أزمة فنية وعناصرية وخلافات ثنائية وجماعية، أدت إلى صدور عدة قرارات مؤثرة جداً وتغييرات كبيرة، في اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، ساهم في زيادتها وسرعتها (ضبابية) العمل الإداري وفشله المتواصل إدارياً في ذلك الوقت.
الهلال رغم أنه كان صاحب (ضربة النكسة) الأولى التي تلقاها الاتحاد، إلا أنه سرعان ما تلقى هو الآخر (ضربة مماثلة) من منافسة الشرس، بعد خسارته في نهائي البطولة العربية وتوج النصر من أمامه بعد الفوز بهدفين مقابل هدف، رغم تقدم الهلال بهدف السبق وطرد لاعب من النصر لكنه توج بطلاً وهو بعشرة لاعبين، غير أن (الزعيم) لم يتأثر من تلك الخسارة، لم ينتكس ولم يتراجع ولم يتزعزع، بل إنه لم يخسر بعدها أي مباراة في كل المسا بقات التي لعبها (كأس الملك والدوري وبطولة الأندية الآسيوية وموسم الرياض) وبلغ عددها أكثر من 30 مباراة، تعادل في ثلاث منها فقط، كان آخرها فوزه الصريح على الاتفاق بهدفين مقابل لا شيء، في المقابل فريق الاتحاد، من بعد (مباراة النكسة) عاش في دوامة ما بين تعثر وتقدم وسقوط وتراجع في 33 مباراة لعبها فاز في 22 منها وخسر في 6 مباريات وتعادل في 5 منها، وكانت خسائره الست أمام فرق منافسة هي (الهلال والأهلي والشباب والقوة الجوية والأهلي المصري والنصر).
منذ العودة من التوقف الطويل وفي ظل مدربه الجديد (غوياردو) والاتحاد لم يخسر في آخر ست مباريات لعبها فاز في خمس منها (أمام الفيصلي والطائي والرياض ونافباخور والوحدة وتعادل في واحدة أمام نافباخور) وذلك ما يعطي الحماس لبعض جماهيره، التي تعترف بأفضلية التفوق والفوارق الفنية بينه وبين منافسه الشرس والقوي، إلا أنها تأمل أن يواصل فريقها تقديم المستوى وأن يحافظ على حضور بعضٍ من روح (العميد) التي قدمها أمام الوحدة فيلعب بأداء ومستوى وقدرة على المقارعة، وأيضاً البحث عن النتيجة والفوز، والفريق بحاجة إلى ذلك في مثل مباراة الجمعة أمام الهلال لتكون (بوابة) العودة للفريق، بعد أن كان السبب وصاحب الضربة الأولى في النكسة التي عاشها في الأشهر الستة الماضية.
كلام مشفر
- على الورق مباراة الكلاسيكو القادمة هي مباراة محسومة لصالح الهلال الأقوى والأفضل والمدعوم، الفريق الذي جهز لكأس العالم 2025م من الآن، لكن كرة القدم، كما أقول من زمان ليست (علم صحيح) وإنما هي حسابات ونظريات وعمل وتكتيك وعناصر وأدوات، يجسد كل ذلك على المستطيل الأخضر ويفرضه الإرادة والجهد والرغبة الذاتية، من يتفوق بذلك من عناصر أي فريق بالإضافة للإمكانيات الكروية حتماً سيكسب.
- نتيجة عادية التي حققها الاتحاد أمام الوحدة، بالفوز بهدفين مقابل هدف، نتيجة (معتادة) في لقاءات الفريقين ومستحقة للعميد، الذي حاصر (وحشر) الفرسان في نصف ملعبهم، وسجل أربعة أهداف ألغي له هدفان وأضاع ركلة جزاء، ولولا رعونة اللاعبين أمام المرمى لكانت النتيجة ثقيلة ..مبروك للنمور.
- أمر محير حالات الإصابات التي تتكرر في لاعبي الاتحاد، منذ انطلاقة الموسم وعيادة النادي تكتظ بالمصابين، والملاحظ تأخر العودة إلى الفريق واستهلاك اللاعبين وقتاً أطول مما يحصل في الأندية الأخرى وفي إصابات مشابهة، مسألة تحتاج إلى اهتمام ومعالجة ومباشرة من الرئيس التنفيذي.