محمد لويفي الجهني
فعلاً وحقاً وواقعاً هذا ما حدث لجوالي الذي اقتنيته منذ سنوات وكان وقتها أحدث ما نزل في الأسواق لذلك دفعت فيه مبلغاً كبيراً من أجل ذلك حافظت عليه بالحماية والتحديثات المهمة ووثقت فيه وأعطيته كل أسراري الخاصة قبل العامة فهو الصاحب في السفر والحضر وفي كل مكان ووقت وحين فتعودت عليه وهو بذكائه الاصطناعي كذلك يلبي كل طلباتي بمجرد كتابة حرف أو قول كلمة حتى صار وكان بيني وبينه علاقة محبة خاصة, فهو القريب إلى قلبي وعيوني واهتماماتي ففيه الأحباب والأصحاب والمعلومات والقروبات ووسائل الاتصال الحديثة.
وتمر الأيام وأنا محافظ عليه حتى لم تظهر عليه علامات الشيخوخة كصاحبه. ولكن هي تقلبات الدنيا وأحداثها ففي يوم وفجأة توقفت فيه الوسيلة المهمة في وسائل الاتصال ( الواتساب) حاولت أن أجدده وأحدثه وأعمل له إصلاحات ولكن لم أفلح في إعادة الاتصال لها. وفي اليوم التالي ذهبت به لعدد من المهندسين فجميعهم استغربوا من جودة الجوال رغم كبر عمره..
وجميعهم كذلك أجمعوا أن الخلل في الشركة المصنعة التي أوقفت التطبيقات والحل تستبدله بجوال حديث،
عندها تأثرت وقررت أن أستمر معه وأواصل الممانعة ضد الشركة المصنعه لعل وعسى.. وقررت أن أدخل مكتبتي وأقرأ من الكتب القيمة ولكنني لم أستطع مواصلة القراءة فالمرحلة تغيرت وصار تدفق المعلومات والعلم عن طريق الوسائل الحديثة. وكذلك كثير من الأصحاب المحبين اتصلوا عليّ للاطمئنان على صحتي وذلك لغيابي عن المشاركة في القروبات الاجتماعية.
والبعض كذلك أخذ موقفاً مني لأنني لم أتواصل معه أو أرد على مشاركاته.. وكذلك من أجل العمل وما سبق ولمواصلة الوجود الإنساني الاجتماعي قررت أن أحصل وأشتري جوالاً جديداً إرضاءً لنفسي والأصحاب والأحباب، ومن أجل أن أكون فعالاً في المجتمع وأستفيد من تدفق المعلومات والتي فيها الإفادة والفائدة المعلوماتية الحديثة والسريعة، وفي ختام الحكاية من الغلطان الشركة المصنعة أو جوالي. ومن المتضرر أنا أو الواتساب وقروباته.. وهل من حل وهل هذا معقول ومن الصواب أن تفعل وتعمل الشركة المصنعة عمراً افتراضياً لمنتجاتها.. سؤال مازال مطروحاً ولم أجد له إجابة؟