د. محمد بن إبراهيم الملحم
اليوم هو نهاية إجازة ما بين الفصلين الثاني والثالث لطلاب التعليم العام وهي إجازة قصيرة لا تتجاوز أسبوعاً واحداً بيد أن يوم التأسيس الذي سبقها أضاف لها مساحة جعلتنا نشعر بأنها أطول مما اعتدنا عليه في إجازات ما بين الفصلين المختصرة، وهذه الإضافة تجعلك تشعر كيف كان الوضع سيكون لو أن الإجازة كانت أسبوعين كما سبق أن اقترحت أكثر من مرة خاصة في مقالتي هنا والمعنونة «ثلاثة فصول، صح أم خطأ؟» والمنشورة بتاريخ 3-6-2021 وقد أشرت فيه إلى أن الطريقة التي قدم بها نظام الفصول الثلاثة «جلبت نقمة المعلمين عليه بدلاً من ترحيبهم فقد حرمهم من الإجازة الطويلة بين الفصلين والتي كانت أسبوعين فأصبحت أسبوعاً واحداً فقط! فماذا يكفي أسبوع واحد ليسافر متغرب من شمال المملكة إلى جنوبها أو شرقها؟ وماذا يكفي لأسرة كبيرة (وهو حال أغلب الأسر السعودية) لتنتقل بالسيارة في مملكتنا الكبيرة من مكان إلى آخر للنزهة والسياحة؟ ورجوت ألا ينظر بعض المسؤولين المرفهين أن كل الناس مثلهم لا يسافرون إلا بالطائرات!» وقد أشرت إلى أن إجازة أسبوع كامل بمنتصف الفصل الدراسي لها انعكاسات سلبية على جدية الدراسة وأنها لو ضمت إلى إجازة ما بين الفصلين لكان أجدى وأنفع.
وأذكركم اليوم ونحن نستعد لتوديع هذه الإجازة «القصيرة» أن عامنا الدراسي الحالي حظي بأربعة أيام تمثل «إجازة نهاية أسبوع مطولة» وأجزم أن أغلب الطلاب وأهليهم مكثوا في بيوتهم خلالها ولم يستفيدوا منها كثيراً، وفي نفس الوقت فإن تأملنا في الأسبوع الذي وقعت فيه إجازة يوم التأسيس الخميس الفائت كان يمكن أن تكون أيامه الأربعة الأولى (الأحد حتى الأربعاء) بدلاً عن إجازات نهاية الأسبوع المطولة الأربع التي أشرت لها والتي لم تستثمر بشكل فعال لدى كثير من الأسر وربما أغلبها، وبهذا الاعتبار كانت ستكون إجازتنا التي نودعها اليوم مكونة من أسبوعين وليست أسبوعاً واحداً، وبدون شك سيكون لها أثرها الإيجابي الأفضل على الأسر والطلاب بل حتى على السياحة السعودية والتي غالباً ما تزدهر في فصل الشتاء حيث يحب الناس السفر والتنقل براً وهو الأنسب لغالبية السكان حسب إمكاناتهم المالية نظراً لكبر حجم الأسرة السعودية عادة وصعوبة توفير تذاكر طيران لكل الأسرة على أغلب الأسر، ويضاف لذلك أن الفعاليات عادة تكون في أماكن مفتوحة ونظراً لطقس السعودية الحار جداً في الصيف فإن الشتاء يقدم فرصة أفضل لتنفيذ هذه الفعاليات حيث يكون حضورها أكثر يسراً وسهولة وأكثر إقبالاً، ولذلك فإن إتاحة فرصة إجازة لمدة أطول سيكون في صالح السياحة السعودية بدون شك، وأتمنى من الجهات المهتمة أن تدرس ذلك بأبحاث دقيقة ترصد كل هذه المتغيرات وتقيسها لتخلص إلى استنتاجات علمية علها تقنع بعض المسؤولين بالعدول عن رأيهم حول كيفية صياغة إجازاتنا بما يتناسب مع ظروفنا ومعطياتنا المحلية.
**
- مدير عام تعليم سابقاً