محمد الخيبري
مع استمرار تنافس الأندية السعودية المحترفة على بطولة دوري «روشن السعودي للمحترفين» بين منافس على الصدارة والهارب من شبح الهبوط والمحافظ على البقاء في المناطق الدافئة.
والجولة الماضية من الدوري والتي سميت «بجولة التأسيس» لتزامنها مع مناسبة «يوم التأسيس» للمملكة العربية السعودية الذي واكبته احتفالات وعطلة صغيرة تخللها خوض منافسات الدوري المحترف.
كانت «جولة التأسيس» ضمن أقوى جولات الدوري حيث واصل المتصدر «الهلال» بتحطيم أرقامه المحلية والأرقام العالمية غير المسبوقة على مستوى الكرة السعودية والخليجة ولن أبالغ إن قلت حتى على مستوى القارة بعد فوزه المثير على فريق الاتفاق على أرضه وبين جماهيره بهدفين نظيفين.
ويأتي الهلال عالمياً كأقوى دفاع بتلقيه لعشرة أهداف فقط وأقوى هجوم بتسجيل لاعبيه لـ 64 هدفاً وبتحقيقه الفوز المطلق بأربع وعشرين مباراة متتالية متخطياً أكبر الأندية العالمية..
والهلال بقيادة مدربه «العجوز» السيد جورجي خيسوس ذي الـ 69 ربيعاً وهو يعد أكبر المدربين بالدوري السعودي «سناً» وأكثرهم نجاعة فنية في الدوري وبقية المسابقات..
وتعد مشاركة قائد الفريق الهلالي الدولي «سلمان الفرج» كأساسي من أبرز أحداث الجولة بعد انقطاع لأسباب فنية وإدارية ويعد الفرج من أكبر اللاعبين المحليين سناً على الرغم من أنه من أبرز لاعبي الفريق الهلالي.
أيضاً لم تخلُ جولة التأسيس من تميز الكبار سناً لأنها احتوت على «ديربي» المنطقة الغربية بين اتحاد جدة والوحدة من مكة المكرمة وهما الفريقان الأكبر في سنوات التواجد في خارطة الأندية السعودية..
وكانت تلك المباراة من أقوى وأمتع مواجهات الدوري السعودي من بدايتها وحتى ثوانيها الأخيرة على الرغم من أنها شهد حالات طرد وإهداراً لركلة جزاء وحالات جدلية إلا أنها كانت مشبعة فنياً..
وقدم كبار الكرة السعودية والمنطقة الغربية الاتحاد والوحدة مباراة كبيرة ذات مستوى فني عالٍ نالت احترام واهتمام الجميع..
«الكبير والكبار.. في جولة التأسيس» ظهر بها كبير بالإنجازات وليس بالعمر كبير بالعقلية الاحترافية وكبير بالطموح.
انفجر خلال هذه الجولة تميزاً وتفوقاً وتهديفاً اللاعب الأفضل بالقارة الآسيوية «سالم الدوسري».
واستمر الفريق الأكبر بالأرقام والبطولات والإنجازات على الرغم من صغر سنه والذي تعادل به سنوات تأسيسه مع عدد بطولاته.
إنه «الهلال» كبير آسيا وزعيمها وسيدها وصاحب الشعبية الجماهيرية الأولى محلياً وقارياً.
وتستمر إثارة «جولة التأسيس مع الكبار ولكن هذه المرة بشكل عكسي مع أكبر جميع لاعبي فرق الدوري سناً وقراً وأغلاهم قيمة سوقية وأعلاهم بالقيمة التعاقدية..
حيث ظهر أسطورة كرة القدم العالمية «كريستيانو رونالدو» 38 عاماً بحركة «لا أخلاقية» جديدة في مباراة فريقه النصر مع نظيره الشباب في ديربي مدينة الرياض..
وعلى الرغم من انتصار النصر إلا أن ردة فعل النجم الأسطوري الكبير لم تكن موفقة وخادشة للذوق العام وكانت حركة «غير لائقة» وموجهة لجماهير الشباب والتي هتفت ضده..
هذه الحركة من النجم «الدون» أمرٌ مريبٌ يحتاج لتبرير منطقي وتفسير واضح وتعامل إداري وانضباطي من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه..
حيث تناول الرأي العام العالمي تلك الحركة منه بشكل تفاعلي نظراً لأهمية هذا النجم والظاهرة الكروية على مستوى العالم قاطبة..
بغض النظر عن حجم عقد كريستيانو رونالدو الضخم وعن الاتجاه الاستثماري للتعاقد معه عبر حوكمة نادي النصر واستخواذ صندوق الاستثمارات العامة عليه إلا أن مافعله «الدون» هو تجاوز على خصوصية العوائل التي حضرت لمشاهدة المباراة بمدرجات الملعب وحتى خلف شاشات النلفزيون وطعن في خاصرة براءة الأطفال.
قشعريرة
تنتظر الهلال ثلاث مواجهات قد تكون الأهم في مسيرته في الدوري وبطولة دوري أبطال آسيا وقد تكون نقطة تحول تاريخية يحقق من خلالها «الزعيم» مكاسب عدة ستؤثر على خارطة كرة القدم بالعالم.
الهلال في مواجة الغريم الشرس الأزلي «الاتحاد» ثلاث مباريات متتالية في بطولتين هي الأهم ويسعى الفريقان بالفوز في هذه المواجهات بأي ثمن.
ويدخل الزعيم الهلال هذه المواجهات المفصلية حاملاً آمال وتطلعات جماهيره وإعلامه ومنسوبيه لكسب نتائج تلك المبارايات وتحطيم الأرقام العالمية وقد يكون الفوز على فريق بحجم الاتحاد وبثلاث مباريات متتالية من أكبر المكاسب للهلال وجماهيره ومثله الاتحاد الذي يحرص على الاستمرار في المنافسة على كأس آسيا، وأخذ مركز أفضل في ترتيبه بسلم دوري روشن..