سلطان مصلح مسلط الحارثي
لا يكفي أن تكون نجماً خارقاً، لتحتل مكانة كبيرة في قلوب محبي كرة القدم، وترسخ في ذاكرة التاريخ الرياضي، مالم يرافق تلك النجومية «أخلاقٌ» تستطيع من خلالها اختراق قلوب متابعي كرة القدم، والبقاء في عقول الجماهير الرياضية، التي تحب «الفن»، وتكره عديم «الأخلاق».
نقول تلك المقدمة، ونحن نرى ونشاهد التجاوزات الأخلاقية التي يرتكبها «الدون» كريستيانو رونالدو، بحق الجماهير الرياضية الحاضرة في ملاعب كرة القدم السعودية، وبحق كل متابعي كرتنا في أنحاء العالم، تلك التجاوزات التي بدأت في رمضان الماضي، «ليلة السابع والعشرين»، وفعل حركة مشينة لجماهير الهلال، تم التجاوز عنها، ليقوم قبل أيام قليلة، وتحديداً في نهائي بطولة موسم الرياض، بحركة أخرى «غير أخلاقية»، تم التجاوز عنها أيضاً، ويعود في مباراة الشباب والنصر، بحركة ثالثة «غير أخلاقية»، تجاه جماهير نادي الشباب، وأمام «شباب وعوائل»، حضروا للاستمتاع، فوجدوا «قبحاً» لا يمكن تبريره!
رونالدو، بحركاته غير الأخلاقية، أصبح يسيء لنفسه، قبل أن يسيء للرياضة السعودية، وأصبحت حركاته عناوين للصحف العالمية، ومحل نقد المجتمع العالمي، وبسببها «قلت جماهيريته»، إلا أن «أم المصائب» هي محاولة بعض الإعلام الرياضي السعودي الدفاع عن «الدون»، ووضع الملامة على الجماهير الرياضية، وهذا «سقوط» ذريع ومريع، وفشل «مهني»، وإن كنا نستثني الزميل الكبير وليد الفراج، الذي كان صادقاً مع نفسه، ومع المتلقي، وبث الصورة كما هي.
ثلاثية الهلال والاتحاد
في أقل من 12 يوماً، سيلتقي فريق الهلال بشقيقه الاتحاد في ثلاث مناسبات رسمية، وهذه هي المرة الوحيدة التي تجمعهما ثلاث مباريات رسمية متتالية، ولا أعلم هل هذا من سوء حظ الفريقين، أم من حظ أحدهما؟ لكن الأكيد أن الوسط الرياضي السعودي والخليجي والعربي والآسيوي محظوظ بمقابلة هذين الفريقين في عدة مباريات متتالية، والأكيد الآخر، أن الفريقين سيعانيان من الإرهاق، والضغط النفسي والبدني، فمواجهتهما لمرة واحدة ترهقهما، فكيف بثلاثة لقاءات متتالية؟ ولعلنا نتذكر مباراتهما في الدور الأول من الدوري السعودي لهذا الموسم، والتي انتهت بسبعة أهداف «رباعية هلالية وثلاثية اتحادية»، حيث انقسمت المباراة لقسمين، شوط سيطر عليه الاتحاد وسجل فيه ثلاثة أهداف، ليعود الهلال في الشوط الثاني ويسجل رباعية، ومثل هذه المباريات مرهقة ذهنياً وبدنياً للاعبين، وآثارها كبيرة على الفريق الخاسر، فالاتحاد بعد هذه الخسارة تراجع كثيراً، وأصبح أمله في تحقيق الدوري صعباً جداً، وربما يصل حد الاستحالة، ولذلك نعتقد أن تركيزه سيكون منصباً على اللقب الآسيوي، ولكن كيف سيتعامل مع فريق ثقيل مثل الهلال، سيلعب مباراتين من أصل الثلاث على أرضه وبين جماهيره؟!
الحقيقة أن الاتحاد يستطيع الانتصار على الهلال، مثلما يملك الهلال القدرة على تجاوز الاتحاد، وكل من الفريقين يملك أدوات النجاح داخل المستطيل الأخضر، وإن كانت نسبة فوز الهلال أعلى، كون الزعيم لا يعاني من الضغوط، فحظوظه لا زالت قائمة في الدوري وكأس الملك والسوبر السعودي ودوري الأبطال، بينما تقلصت حظوظ الاتحاد، وأصبح طموح أنصاره يرتكز على تجاوز الهلال، وتحقيق اللقب القاري.
غداً، سيبدأ أسبوع الهلال والاتحاد، وبعد 12 يوماً، ستكون نهاية المواجهات بين الفريقين، فمن ياترى سيضحك أخيراً؟ سنترك هذا السؤال، حتى تتضح إجابته، ولكن المؤكد عند أنصار الفريقين، بل وفي القارة الآسيوية، هو أن الهلال والاتحاد كانا وما زالا عنوان كرة القدم السعودية، ووجهها المضيء والمشرق، وتنافسهما القوي والشرس، لا زالت تفاصيله تُحكى حتى الآن، وإن كان العميد تنازل عن منافسته للزعيم، وتراجع كثيراً، حتى ظهر عدة منافسين للهلال، إلا أن هذا التراجع، لم ينسَ الوسط الرياضي، حدة التنافس بين قطبي كرة القدم السعودية، التي يبدو أنها ستعود مجدداً، والبداية من مباراة غدٍ، على مستوى الدوري السعودي، ومن ثم تليها مباراتان على مستوى دوري أبطال آسيا، ستكون يومي 5 و12 مارس.