عثمان بن حمد أباالخيل
الإنسان يتأثر بواقعه الذي يعيشه وهو قائم على ما يحيط به من قيم وطبائع، وسلوكيات، وتصرفات، وطباع وقيود اجتماعية. إن الواقع الذي يعيش فيه الإنسان هو الواقع الحقيقي الذي يفرض عليه سلبياته وإيجابياته في تفاصيل حياتنا اليومية. للواقع وجوهٌ كثيرة منها الواقع الثقافي والقانوني والاجتماعي، والرياضي، والتعليمي، والطبي. من الطبيعي أن الإنسان يمكنه تغيير حياته وتحسينها بشكل كبير إذا أراد ذلك ونفض سلبيات ما تعشعش في داخله. الإنسان يستطيع أن يساهم في راحة جسمه وسلامته إذا اتبع نصائح الطبيب وتناول الدواء في وقته واعتنى بصحته النفسية أليس هذا واقعاً يمكن تحقيقه؟، لكن الواقع هناك من يهمله.
الإنسان يستطيع أن يجنب نفسه ويلات تبعيات النواحي القانونية في تعاملاته حين يستشير ولا يندفع وراء إرضاء نفسه في البداية لكيلا يغرق في وحل القانون مع أول عقبة تواجهه، من السهل تغيير هذا الواقع لكن الواقع هناك ضحايا كثر. المشجع الرياضي الذي يؤذي نفسه وصحته دون اكتراث حين ينهزم فريقه أليس هذا واقع البعض من المشجعين؟، يمكنه تغيير الواقع إذا ابتعد عن التعصب. الإنسان يستطيع أن يثقف نفسه ويدخل عالم المثقفين حين يقرأ ويجالس المثقفين ويستمع إلى الحوارات الثقافية، إذا غير واقعه ستتغير ثقافته، المرأة تنفق مئات الريالات على مكياجها ليبقى بضع ساعات لكنها لا تشتري كتاباً بعشرات الريالات لتثقف نفسها أليس هذا واقعاً يمكن تغييره؟. الإنسان الذي لا يستطيع أن يتخطى الخطوط الحمراء لبعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي لا تمس ديننا الإسلامي أليس هو من يؤذي نفسه ويمكنه تغيير واقعه؟. الإنسان الذي يرفض إضافة بنته في شجرة العائلة لن تجد جواباً مقنعاً لكنه سوف يتحجج بأنها عادة اجتماعية وما أكثر العادات الاجتماعية التي لا أساس لها والمؤذية. أليست المرأة نصف المجتمع.
الإنسان يستطيع أن يغير واقعه السلبي إلى واقع اجتماعي إيجابي حين يدرك أنه يعيش في واقع عالم السلبية في حياة جميلة. للأسف هناك يتقوقع على نفسه ويخاف من التغيير ويدور حولها وهو يرى الآخرين يتغيرون. غيّر تفكيرك يتغيّر واقعك، تغيير التفكير ليس بذلك الأمر الصعب لكنه ليس سهلاً أيضاً فتغيّر التفكير يحتاج إلى ثقافة قناعة تغيير التفكير.
البعض يفكر كردة فعل نحن في عصر سريع التغير يجعلنا دائماً في حالة تفكير مستمر ما دام القلب ينبض بالحياة. قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11).
تعلمت وتعلم معي الكثيرون أن التفكير الإيجابي دائماً يغير إلى الأفضل فلا تحرموا أنفسكم من التفكير وتتركوا غيركم يفكر بدلاً منكم فتصبحوا في مكان غير مناسب لأفكاركم حين تفكرون. إذا كنت لا تحب شيئاً ما، فقم بتغييره. إذا لم تتمكن من تغييره، غيّر موقفك». - مايا أنجيلو.
همسة: (لا تسمح للآخرين أن يضعوا بصماتهم على تفكيرك مالم تكن أفكاراً إيجابية بميزان تفكيرك).