إيمان الدبيّان
ما أن تقف على أرصفة شوارع بعض المدن تنتظر سائقك، أو ترقب مرافقك، أو تنهي أمراً على هاتفك، إلا وتسمع أصواتهم، وتلمح تلويحاتهم، وتشاهد انعكاس تواجدهم، إزعاجاً وصخباً وتجمعاً يثير عجباً، فهل عرفتهم؟
ليست أسراب الحمام على الأرصفة بسبب نثر الحبوب بشكل عشوائي لها، وليست مجموعات المتسوقين الذين لا توجد لهم أماكن لانتظار سياراتهم.
إنهم وبشكل ملحوظ وواقع مؤلم ممنوع، هم بعض أصحاب السيارات الخاصة الذين يتفنون في استقطاب الواقفين إلى سياراتهم لنقلهم إلى وجهاتهم بمبالغ يُتفق عليها بين بعض الواقفين المحتاجين إلى التنقل وبين السائق الذي تسوقه الصدف إليه فقد يكون عربياً أو أعجمياً من بعض أبناء الجاليات في المدينة، وربما سعودياً أو متقمصاً لهيئة المواطن لباساً ولهجة.
هذا المشهد نراه في بعض الأوقات والأماكن في بعض المدن على الرغم من وجود وتوفر مختلف وسائل النقل النظامية والآمنة والمريحة من حافلات وسيارات أجرة عبر الشركات والتطبيقات؛ ولكن غاب الوعي لدى ثلة من المواطنين والمقيمين والزائرين فحضرت هذه المشاهد غير الحضارية وغير النظامية.
هناك أنظمة واضحة تنظم هذه الحالات ويترتب على مخالفتها العقوبات والغرامات، وأتمنى أن تغلظ هذه العقوبات وتوسع فتشمل المنقول ولا تقتصر على الناقل وتدرج ضمن المخالفات في دائرة الكاميرات الموجودة في مختلف الأماكن.
وجود وانتشار هذه الظاهرة في شوارع بعض المدن وفي كثير من صالات المطار تسبب الفوضى والازدحام وتشوه صورة السياحة وتعيق المهام.
إن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على من يقبل التعامل والتنقل بهذا الأسلوب غير النظامي، في حين أن الدولة وفرت وهيأت كل وسائل التنقل المناسبة مادياً وتقنياً مما يحقق أعلى معايير جودة الحياة الراقية فالخلل والسبب في انتشار هذه الظاهرة هو الشخص المتنقل عبر سياراتهم وبواسطتهم، متجاهلاً كل المخاطر الأمنية والآثار السلبية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية، ومفرطاً بالأمانة الوطنية.