عبده الأسمري
** ما بين الاستدعاء والاستبعاد يعيش الإنسان في تعايش مع «الذاكرة» من خلال قطبين من «الإجبار» و»الاختيار» في ظروف حياة تتعاقب وسط «العقبات» و»العواقب» وتحت مظلة محطات عمرية وومضات قدرية تتماثل نحو الترغيب والترهيب.
** من أعماق «الاستجواب» إلى آفاق «الجواب» تتجلى موجبات «التفكير» وترتقي عزائم «التدبير» بين مدارك النفس ومسالك الذات مما يجعل السلوك وجهاً لماضٍ يحمل «الرضا» وحاضراً يقاوم «التغير» ومستقبلاً ينتظر «الثبات».
** المحسنون هم «اللامعون» سلوكاً و»المشرقون» مسلكاً القادمون على «أجنحة» العون والحاصلون على «أسبقية» الغوث والمتوجون بأحقية «النبل» والحاصدون لغنيمة «الفضل» والفائزون بمغنم «الدعاء» أمام أفق الحضور وفي ظهر الغيب.
** الحديث وجه مضيء يعكس فصاحة المتحدث وحصافة المتكلم وثقافة الخطيب ولباقة القول وأناقة اللفظ في ظل «سياق» لغوي و»انسياق» لفظي يعكسان فصل الخطاب وأصل الجواب لذا ظلت «الكلمة» عنواناً للفكر و»العبارة» ميداناً للذكر و»الجملة» مضموناً للشكر.
** قيمة الإنسان فيما يبقى من أثر وما يخلف من تأثير في شؤون «المآثر» ومتون «المناقب» ويبقى الناس شهود الله في الأرض والعمل شهادة المخلوق في الدنيا مما يقتضي «إقامة» موازين النفع و»استدامة» مضامين الشفع في أصول الذاكرة وفصول الاستذكار المشفوعة بالمكارم والمدفوعة بالفضائل.
** الصبر مقام ديني وفلاح إنساني وهبة ربانية ينعم بها «السائرون» في دروب «الاحتساب» في الضراء والماكثون في مسارات «الاكتساب» حين البأساء وهو الجسر الموصل ما بين الضرر والجبر والطريق المؤدي إلى ساحات «الفرج» ومساحات «الانفراج».
** الأمانة غاية النبلاء وراية الفضلاء ووسيلة الإخلاص التي تتشكل منها «صروح» الإنتاج تحت مظلة «الصدق» وفي ظلال «النزاهة» وهي المساحة «البيضاء» التي تلفظ كل شوائب الأنانية وترفض جميع رواسب الذاتية وهي الشجرة المثمرة ذات الأصل الثابت الذي تتشكل منه «فروع» النماء والعطاء والسخاء وتنتج منه «ثمار» الوفاء والنقاء والصفاء..
** بين العرفان والنكران «مساحة» من نزعات الإنسان ونزغات الشيطان تتباين وفق فروق البشر الفردية في «معروف مفروض» أو «جحود مرفوض» تتناقله الأنفس المستندة على «أصول» الخير والأخرى الخارجة من «فصول» التقدير.
** ما كان «الغرور» و»التعالي» و»التباهي» سوى «إسقاطات شخصية» و»حيل دفاعية» و»محاولات ذاتية» لسد «فجوة» النقص البشري وردم «هوة» الانتقاص الذاتي لذا فإن المتورطين فيها يعانون من خلل في الشخصية ناتج عن «خبرات» أزلية أو «إحباطات نفسية» ومن ظل داخل أسوارها سيعاني مع الوقت من «انهزام» نفسي واندحار شخصي وسيكون هدفاً إجبارياً لنبذ سلوكه ورفض مسلكه وبغض شخصيته.
** نرى حالات «كثيرة» في حيز «الستر» ظاهرها ساطع بالأمل ومشع باليقين وفي أحوالها الكثير من الآلام المخفية لظروف وعوائق وعراقيل تحت «ستار» الغيب وأخرى في وضع ميسر ومتيسر من الحياة تظهر بتلميع وتطبيل وتأويل مخالفة للوقائع ومتجاوزة للحقائق تحاول اعتلاء أسوار القناعة لرفض حالها ومقارعة الأفضل منها والإصرار على التباهي بسلوكيات لا تتوافق مع إمكانياتها فنراها تجهز الفرضيات والافتراضات والمسرحيات اليومية والمشاهد المصورة من الادعاء والاحتيال لذر «الرماد» في العيون والعيش تحت ظلال «التستر» تحت أقنعة الدجل والباطل والخداع.
** تبدل الأحوال أمر قدري محتوم والأيام تتداول بين البشر لذا فإن الاحتكام والإذعان لموازين النعم والإمعان والاتقان لموجبات الشكر أمران كفيلان لديمومة الخير واستدامة الحال مع أهمية أن يوازن ويقارن ويتمعن الإنسان بمنظار دقيق ما بين حاله وأحوال الغير حتى ينعم بالرضا ويستنعم بالفضل.