عبد العزيز الهدلق
شهد دوري المحترفين هذا الموسم أداءً تحكيمياً متفاوتاً بين الجودة والوسط، والضعف. وكانت المباريات التي أدارها حكام أجانب أكثر جودة وأقل أخطاء تحكيمية، رغم بعض الملاحظات. أما المباريات التي أدارها حكام محليون فكانت بجودة أقل وأخطاء أكثر.
وكان هناك حالتان من حكام محليين دوليين مثيرتان للدهشة والتعجب، ولا يمكن تجاوزهما. وينبغي على لجنة الحكام ودائرة التحكيم التوقف عندهما طويلاً. وهما حالة عدم احتساب الحكم سامي الجريس لضربة الجزاء الواضحة للفتح أمام النصر، والثانية حالة عدم إشهار الحكم ماجد الشمراني البطاقة الحمراء للاعب الأهلي كيسيه أمام الفتح. وتجمع هاتان الحالتان عدة أمور، منها الوضوح التام، فهما ليستا ضمن ما يُسمى الحالات الجدلية، فجميع الخبراء ومحللي التحكيم أكدوا خطأي الحكمين في هاتين الحالتين، ويستطيع حتى المشاهد العادي وليس الخبير المتخصص إعطاء رأي صحيح وسليم فيهما لوضوحهما، الأمر الآخر أن حكام الفيديو المساعدين (الفار) استدعوا الحكمين في الحالتين وتم عرضهما عليهما، وأخذا وقتهما الكافي للمشاهدة، والتأكد منهما. ومع ذلك كلا الحكمين أصرا على التمسك برأييهما الخاطئين!
فلماذا شاهد الجريس والشمراني الحالتين بالإعادة ومن عدة زوايا، وبكل وضوح ورفضا تغيير قراريهما، وأصرا على اتخاذ القرار الخاطئ؟!
بالتأكيد ذلك الإصرار الاجتهادي الجاهل بالقانون وتطبيقه. وليس لوجود لبس وعدم وضوح. ونترك للمسؤولين في اللجنة والدائرة، وحتى اتحاد الكرة برئيسه وأمينه العام، لبحث الأسباب الحقيقية.
فالخطآن التحكيميان المرتكبان كان لهما دور كبير في التأثير على نتيجتي المباراتين، وكذلك مسار المنافسة، ومراكز الفرق خصوصاً بالنسبة لفريق الفتح المتضرر الثابت في الحالتين.
ولا يمكن بأي شكل من الأشكال اعتبار هذين الخطأين ضمن الأخطاء المقبولة، أو الواردة في عالم التحكيم. ففيهما إصرار على اتخاذ القرار الخاطئ!
وإذا تمسكت لجنة الحكام ودائرة التحكيم وكذلك مسؤولو اتحاد الكرة بأن هذين الخطأين هما مما يندرج تحت أخطاء الحكام العادية، فهذا تبرير غير مقبول منهم على أخطاء الحكام وعدم محاسبتهم. وإذا تم استدعاء الحكمين للاستماع لمرئياتهما والتعرّف على أسباب الإصرار على القرار الخاطئ، ولم يستطيعا تقديم التبريرات المقنعة فلا يجب أن يتركا دون محاسبة.
وماجد الشمراني بالذات كانت له أخطاء سابقة بالإصرار على القرار الخاطئ رغم استدعاء (الفار) له في حالة سابقة واضحة وضوح الشمس، (عندما دعس مدافع الشباب على قدم مهاجم الهلال ميشيل داخل منطقة الجزاء) الموسم الماضي، ورفض اتخاذ القرار السليم، وأصر على المضي في القرار الخاطئ، رغم مشاهدته الدعس بكل وضوح. كما له موقف تحكيمي غريب عندما تصادم لاعبين من لاعبي الأهلي في منتصف الملعب فاحتسب خطأ على الهلال، ثم منح فييتو بطاقة صفراء لأنه أقرب لاعب لهما! ولنتصور أن تلكما المباراتين نهائيتان يتحدد على ضوئهما مصير بطولة؟! فماذا سيكون التبرير أمام الرأي العام؟!
إن ما فعله الجريس ومن بعده الشمراني، وكلاهما لهما أخطاء تحكيمية متكررة توجب على اتحاد الكرة التدخل.
هذه مؤشرات غير جيدة، وعلى اتحاد الكرة ولجنة الحكام ودائرة التحكيم العمل على تطوير التحكيم، وأن يكون لهما كلمة وموقف تجاه ما حدث. فهناك أخطاء يمكن تبريرها، وأخطاء يمكن قبولها على مضض، ولكن هناك أخطاء مردودة على أصحابها وعلى من يبررها ويدافع عنها.
زوايا
* مواجهة جديدة اليوم تجمع العملاقين الهلال والاتحاد في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال آسيا، وغالباً تحسم مباريات الذهاب والإياب من المواجهة الأولى. فمن يستطيع الحسم؟! مباراة الفريقين السابقة في الدوري ستكون مؤثرة بشكل كبير على مباراة الفريقين اليوم. سواء بتكرار النتيجة، أو بحدوث انتفاضة اتحادية قوية كرد فعل على خسارة مباراة الدوري.
* في تقديري أن عدم وصول حضور أي مباراة للهلال على ملعبه «المملكة أرينا» إلى كامل العدد فشل من إدارة الهلال في التسويق والتنظيم.
* من المتوقع عودة بنزيما وميتروفيتش لصفوف مباراة الاتحاد والهلال الليلة بعد غيابها عن المباراة الماضية للفريقين. فماذا سيقدمان، ومن منهما يستطيع ترجيح كفة فريقه؟!
* الفرنسي كانتي والصربي سافيتش كانا نجمي مباراة الهلال والاتحاد الماضية، وستتجه لهما الأنظار الليلة لمراقبة تحركاتهما، ومعرفة أي منهما قادر على قيادة فريقه للانتصار.
* من المتوقع أن يتجه أداء الفريق الاتحادي الليلة نحو التهدئة وعدم مجاراة الهلال في الهجوم واللعب المفتوح لرغبة مدربه في الخروج بالتعادل وجعل الحسم في جدة على ملعب الاتحاد وبين جماهيره الغفيرة.
* الجماهير الرياضية هي جزء مهم من رأس مال نظام الاحتراف، والاستثمار الرياضي، ويجب احترام هذا الجمهور وتقديره، وعدم تبرير حالات الخروج عن النص لبعض اللاعبين غير المنضبطين برمي وزرها على الجمهور والقول بأنه استفزازي، أو ما شابه ذلك من الأقوال التي لا تصدر إلا من متعصبين يبحثون عن تبرير لأخطاء لاعبيهم. الجماهير في الملاعب لها حصانة وحق الاحترام. ولن تنجح مسابقات أو منافسات في ظل الحرب على الجمهور. أما حالات الخروج عن النص من قبل أي مشجع فيجب معاملتها كحالة منفردة ويتخذ بشأنها ما يفرضه النظام من عقوبات.
* سؤال للجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين ونتمنى الإجابة بشفافية، منعاً للشائعات: لماذا تم تغيير مواعيد مباريات القسم الثاني من دوري روشن؟! وتحريك انتظام بعض المباريات وتسلسلها في الجدول؟! بحيث تكون تراتبية مباريات القسم الأول هي نفسها في القسم الثاني ولا يتغير سوى التواريخ فقط.
* المحلِّل والخبير التحكيمي الكابتن سمير عثمان صاحب خبرة وتجربة عريقة في مجال قانون كرة القدم، وآراؤه لها قيمتها في الشارع الرياضي، ولكن يُؤخذ عليه عدم الثبات في الرأي القانوني في الحالات المتشابهة.