علي الخزيم
- تكثُر بالآونة الأخيرة حالات المُتابعة على تطبيقات التواصل الاجتماعي، ويلمس المتأمل لتلك الحسابات التي تُضِيفه للمتابعة بأنها حسابات تتشابه تقريباً بالمحتوى وأسلوب الطرح وتاريخ فتح الحساب، ما يثير علامات استفهام وتعجُّب كثيرة تحوم حول توقيت تدافع تلك الحسابات لمتابعة الغير؛ وما المبرر؟ لا سيما أنها تدور في أفلاك بعيدة جداً عن مدار صاحب الحساب المُتَابَع، وقد يكون من المناسب هنا إيراد ملاحظات سريعة حول المسألة.
- يُلاحَظ أن أكثر تلك الحسابات مسجلة بأسماء فتيات؛ والصور المُزيَّفة المصاحبة للتعريف تُظهر بعض المحاسن كالوَجْه غير أنه عند البعض يكون خلف الهاتف المحمول كَمَن تكون بوضع التصوير أو التصفّح، والاسم الرقيق قد تم اختياره بعناية تجنباً لتشابه وتطابق حسابات ذاك المُدَّعي، وقد يحمل إشارات للمهارة والتفوق والتخصص بمجال يراد تمريره كالإلكترونيات والتطبيقات واستخداماتها، وهذا غرض أساس للمتابعة ومصيدة للمُتَابَع.
- لو تأملت لوجدت أن أكثر المُتابعين الجدد لك هُم من الصنف المذكور أعلاه؛ بعضهم انضم للتطبيق حديثاً ومع ذلك فعدد متابعيه بالآلاف؛ ما يشير إلى أنه رقم غير حقيقي، كما أن تغريداته بمجملها نصائح وآيات قرآنية وأحاديث شريفة للتدليل على أنه إنسان تقي لا يكذب ومحل للثقة به وبعروضه اللاحقة، وكلها أساليب ابتزاز ومقترحات وعروض هدفها الأساس البحث عن المال بطرق ملتوية.
- يحرص أولئك المُخادِعون ممن يتابعونك حديثاً بأن يُضمّنوا النبذة التعريفية (بايو BIO) ما يُشير إلى أنه مواطن من إحدى المدن السعودية، ولكن ما يتردد ويُقال بأنهم من بلاد أخرى وكثير منهم لديهم أهداف تتعدى تسويق خدمات جلب المُتابِعِين ونحوها، بل إن الكثير منهم يملكون مهارات طائر البوم فإن تمادى معهم مَن يَغلِبه الفضول فسيقودونه للخرائب.
- قد ينخدع أو يندفع أحدٌ ما لمتابعة مثل هذه الحسابات بناءً على الإضافة المُسبقة وقد تأخذه تغريدات ذاك الحساب بطابعها التّديني وما تتضمنه - بشكل مُتعمَّد مدروس - من حكم وأقوال منسوخة من أمهات الكتب والتدوينات المتخصصة لإضفاء المصداقية المُغلَّفة على الحساب لإقناع الآخرين بالمتابعة؛ ومِن ثّمَّ ما سيلحق من عروض وإغراءات ينخدع بها المُتَابِع لهم ليقع بالنهاية في حَبَائلهم وشِراكِهم الكاذبة.
- فمِن عروضهم المخادعة أو المُتلبِّسة بالابتزاز أو لمجرد الكسب المادي من مردود التطبيقات التي يَمنَح بعضها رسوماً وأرباحاً على مثل هذه الخدمات: فحَال متابعة الغير لهم تبدأ محاولات الإقناع بالتفويض للعمل على توثيق الحساب وزيادة أرقام المتابعين، وهي على ما يبدو أسماء وأرقام صورية ربما تُستَخدم بحالات متعددة مكررة مع ضحايا آخرين لهم، كذلك محاولة الإقناع للتوكيل بإعادة تغريدات حساب من يتابعهم وربما أقنعوه بمحتوى أقوى ينشرونه بدلاً عنه وهذه مصيبة فادحة لو وقع الضحية بوَحْل حسابات مُغرضة مشبوهة تتصيد الطيبين والسذج.
- المُقزز بمثل هذه الحالات أن (بعض) تلك الحسابات بعد أن تفشل بإقناعك لتنفيذ الخدمات الإلكترونية آنفة الذِّكر؛ تبدأ مرحلة جديدة من الإزعاج الممقوت بعرض الأجساد والممارسات الشاذة والدعوات للصُّحبة والخروج المشبوه المُغلف بدعوى الصداقة والتعارف، فحَصِّنوا الصغار والشباب من شرورهم.