عثمان أبوبكر مالي
حديث صادم جداً صدر من السيد (جورجوس دونيس) المدير الفني لفريق كرة القدم بنادي الوحدة بمكة المكرمة، بعد مباراة فريقه الدورية في الجولة الحادية والعشرين من دوري روشن للمحترفين، والتي خسرها بنتيجة 1-2 أمام فريق الاتحاد.
جاء الحديث على طريقة (كب العشاء) كما يقول المثل الشعبي، فصدم الكثير من الوحداويين والمتابعين الرياضيين بالأوضاع التي يعيشها (الفرسان) خلال هذه الفترة و(المعاناة) الكبيرة التي ضربت الفريق هذا الموسم، وجعلته متخلفاً عن بقية الفرق القريبة منه والتي في مستواه، وأدخلته في (نفق مظلم) وذلك في النواحي الفنية والإدارية والمعنوية واللوجستية -حسب تعبير المدرب شخصيا.
الفريق فنياً يعاني كثيراً من بداية الموسم، باعتباره (موقوفاً) من التسجيل بقرار من «فيفا»، وبالتالي لم يستطع تحسين وضعه في فترتي التسجيل، خاصة الفترة الشتوية التي ظهر فيها عيوب ومراكز الضعف واحتياجات الدعم والعناصر في مراكزه، والفريق يعاني، بل النادي كله من النواحي المادية، فاللاعبون لم يحصلوا على رواتبهم لوقت طويل، ومنذ بداية الموسم تسلموا راتب شهر واحد فقط في نوفمبر الماضي، ويعاني الفريق أيضاً من الأمور والنواحي اللوجستية وعدم توفر منشأة رياضية (حديثة ومتطورة) خاصة به (لا يوجد لديه ملعب مناسب للتمارين ولا منشأة ولا أدوات لتحسين الفريق) وغالبية لاعبيه يقطعون يومياً المسافة من جدة لمكة من أجل أداء التمارين (حوالي 75 كيلومتراً) لأنهم يسكنون في جدة (وبخاصة اللاعبون الأجانب)، وفي هذا معاناة إضافية لهم، ولا شك في تأثير هذه الأوضاع على أداء اللاعبين ومعنوياتهم ومن ثم نتائج الفريق التي تأتي متذبذبة على طريقة (حبة فوق وحبة تحت).
إن الوحدة هو ناد كبير ولا شك وهو أحد (ثنائي) صناعة التاريخ وانطلاقة الكرة في المملكة مع (العميد) الاتحادي، وهو يستحق الدعم أسوة بالأندية الأخرى التي دعمت، مثل القادسية والعلا والاتفاق والشباب والتعاون وغيرها، بل يفترض أن يكون الدعم لهذا الكيان العريق (أولوية) له قبل كل الأندية المذكورة وغيرها، وإذا لم يكن ذلك في الأسماء والاستقطابات والتعاقد مع اللاعبين الأجانب والمحترفين بسبب قرار الوقف (الدولي) في هذه الفترة، فكان من الضروري دعمه مادياً لتأمين ظروف أدائية أفضل للاعبيه، فلا تتأخر رواتبهم وتؤمّن لهم مكافآت الفوز ومصاريف في المباريات التي يخوضونها، ولتأكيد الدعم أقترح أن تكون رعاية هذا النادي العريق من قبل (الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة) ويصبح النادي الكبير (ملكيته) للهيئة ويعتبر من (مشاريع) الهيئة التي يرعاها ويتولاها صرفاً وإدارةً، وذلك أسوة بما حدث في بعض المناطق، ولتواكب الرياضة في (العاصمة المقدسة) رؤية المملكة 2030 .
كلام مشفر
- أنشئت (الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة) بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - في عام 2018م، ويرأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء مجلس إدارة الهيئة، تأكيداً لواقعها وأهميتها وسعيها من أجل تحقيق (الازدهار والتنمية المستدامة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة) ووضع الخطط وإستراتيجيات الارتقاء بالخدمات التي تقدّم لضيوف بيت الله الحرام والمعتمرين والمواطنين بكافة أنماطهم وتوجهاتهم واحتياجاتهم، ومن بينها الرياضة.
- انتقال ملكية نادي الوحدة إلى (الهيئة الملكية) سيغيّر كلياً من وضعية ومستوى النادي ومجلس إدارته والعمل فيه ومستوى الرياضة في مكة المكرمة على العموم، ويخلص النادي الكبير والعريق من التردي الذي يعيشه منذ سنوات والوضعية التي هو عليها والتي لا تواكب ولا تناسب إطلاقاً (المشروع الرياضي السعودي) القائم حالياً، بأي حال من الأحوال.
- يحتاج ويستحق نادي الوحدة أن يكون له (إستاد رياضي) خاص به في منطقة قريبة، بين مكة المكرمة وجدة (خارج حدود الحرم) من أجل تمارينه ولأداء مبارياته، أسوة بالملاعب التي أنشأت لأندية أخرى مثل الاتفاق والشباب والتعاون وبسعة مدرجات أكبر تليق بمكة المكرمة، ومن شأن مثل هذا الملعب وموقعه أن يعيد ويزيد من شعبية وجماهيرية نادي الوحدة وحضور مبارياته.
- ويمكن الاستفادة من الإستاد خلال السنوات القادمة في الاستحقاقات والبطولات الرياضية التي ستنظمها وتستضيفها المملكة، مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2034م وقبلها بطولة كأس آسيا التي ستقام في المملكة عام 2027م، ويمكن في هذه الحالة إضافة الملعب إلى ملاعب مدينة جدة التي ستخصص لاستضافة مباريات البطولة.