عثمان بن حمد أباالخيل
(لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك)، مثل شعبي شائع، ربما هو من أقوال الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. كما هو معروف اللسان عضو مهم في جسم الإنسان لذا يجب الاعتناء به وحفظه، عن طريق معرفة دعاء حفظ اللسان، دعاء حفظ اللسان من اللعن. الإنسان الذي يتحكم في لسانه سوف يعيش في خير ونعمة ويحبه الناس، أما الإنسان الذي لا يستطيع أن يتحكم به فسوف يعرضه لمشاكل كثيرة. من الطبيعي إن سلامة الإنسان في حفظ اللسان، اللسان عضو صغير في جسم الإنسان، إلا أنّ الإنسان السيّئ يستخدمه بطريقة غير صحيحة، ليصبح عضوًا خطيرًا يسبّب كثيرًا من الأضرار للمحيطين ولنفسه. قال لقمان -رحمه الله تعالى - لولده: (يا بنيّ، إذا افتخرَ الناسُ بِحُسْنِ كلامِهم، فافتخرْ أنتَ بِحُسْنِ صَمْتِكَ).
زلة القدم أسلم من زلة اللسان. هذا القول صحيح زلة القدم تعالج أما زلة اللسان فتبقى طول الدهر منسوبة لصاحبها. زلات وهفوات وكلمات جارحة، إنها بمثابة رصاصة تخترق الصدر لتدخل القلب وتدميه وتستقر في العقل لتحفر به ذكريات مؤلمة. الناس من حولك يخطئون بقصد أو غير قصد مع اختلاف تأثيرهما. هل هو من الطبيعي إذا سمع الإنسان كلمة تؤذيه يطأطئ لها لكي تتخطاه ومن يستطيع تحمل ذلك، من الصعب الطأطأة على الإنسان لكنه يستطيع أن يسامح من أفلت لسانه السليط، النفوس الكبيرة الراقية المتميزة تستطيع أن تسامح وتعفو عن الآخرين عن زلاتهم، وهذا لا يعني نسيان الجرح، بل يبقى في الذاكرة، ومن الطبيعي أن تقديم الاعتذار بكل صوره يخفف من نزيف دم القلب. جميل جداً أن نعوّد أنفسنا إن التسامح ليس انكساراً، بل هو زينة الفضائل، وأعقل الناس من يعذر الناس ويتمسك دائماً بالصفح بعيداً عن الحقد، من يظن أن التسامح ضعف فهو مخطئ فهو دليل على سلامة القلب والعقل. قال - تعالى-: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
شخصياً أرى لكي تسامح نحن نحتاج إلى اعتذار الطرف الآخر قبل أن نسامح، نحتاج إلى التواصل والنقاش ومحاولة فهم ما حصل وتبني طريقة حل الخلاف لكيلا تتكرر الزلة. المسامح اختار راحة باله والعيش بسلام وإعادة الابتسامة الصادقة، والسعي لدرجة الإحسان مع الناس فليس الإحسان هو أن تحسن إلى من أحسن إليك فقط، ولكن أن تحسن إلى من أساء إليك وظلمك. قمة التسامح أن يتسامح الإنسان مع نفسه ويتصالح معها، يا للأسف هناك من لا يستطيع أن يسامح نفسه، بل يجلد ذاته بشكل كبير ويدخلها في نفق مظلم مخيف من الحزن والاكتئاب، المؤكد أن التسامح مع الذات ليس بالأمر السهل، وربما يستغرق وقتاً طويلاً إذا كان الماضي محفوراً في الذاكرة.
همسة: أيها الإنسان سامح نفسك وحررها من الأحاسيس السلبية وعش حياتك واعتذر ولا تحمّل نفسك أكثر من طاقتها.