سلطان مصلح مسلط الحارثي
بتاريخ 14 ديسمبر لعام 2023، كتبت عبر هذه الزاوية، مقالاً بعنوان (من يحقق الإنجاز ويوقف الهلال)، وقتها لم يخسر الهلال في 25 مباراة، «فاز في 22 مباراة (لم تكن متتالية)، وتعادل في ثلاث مباريات»، وخلال الثلاثة الأشهر الماضية، «منذ كتابة المقال»، كان الجميع ينتظر «توقف» الهلال عن الانتصارات، وجميعنا نرقب، من النادي الذي يستطيع «الانتصار» على الزعيم ويوقفه، ولكن خلال هذه الفترة، زاد توهج الأزرق الكبير، وزاد بريقه ولمعانه، ولم يعد يقتنع إلا بالانتصار، ولم يعد يرضي طموحه وطموح عشاقه إلا «تسجيل الأرقام القياسية»، فاليوم وصل كبير آسيا وسيدها، إلى 26 انتصاراً متوالياً، وهذا رقم أصبح الهلال من خلاله ينافس «الأندية العالمية»، بل إنه بهذا الرقم تجاوز أندية كبيرة على مستوى أوروبا مثل ريال مدريد وبايرن ميونخ.
اليوم، وبعد ما يقارب الثلاثة الأشهر، يبقى السؤال مستمراً، من يحقق الإنجاز ويوقف الهلال؟ الهلال الذي استطاع الانتصار على فريق عريق مثل الاتحاد في مباراتين متتاليتين بـ»خماسية»، ثلاثية في الدوري، وثنائية في دوري الأبطال، ليقطع شوطاً كبيراً من تحقيق الدوري التاسع عشر، ويعلن تأهله لدور الـ4 من دوري الأبطال، وإن كان الهلال في مباراة الأبطال، لم يظهر بالشكل المرضي، حيث كان بإمكانه إعلان تأهله من مباراة الذهاب، ولكن عدم ظهور بعض اللاعبين بمستوياتهم الفنية المعروفة عنهم، أدى لتراجع الهلال، والاكتفاء بهدفين، لينتظر الجميع مباراة الرد، يوم الثلاثاء القادم على إستاد الملك عبدالله بجدة.
أعطوا الهلال الدوري
بنهاية مباراة كلاسيكو الكرة السعودية، التي جمعت الهلال بالاتحاد يوم الجمعة الماضي، على مستوى دوري روشن، وانتصر من خلالها الزعيم العالمي بثلاثية مقابل هدف وحيد، خرجت أصوات جماهيرية في مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بمنح لقب الدوري لفريق الهلال من الآن.. وإن كان توجه تلك الأصوات هو «القدح» في الزعيم، والتشكيك في استحقاقه لأي انتصار، وهذا الأمر ليس بالجديد، فقد «توارثوا» مقولة «أعطوا الهلال الدوري وخلوا البقية تتنافس»، جيلاً بعد جيل، وأصبحت مثل «مخرج الطوارئ»، الذي «ينفذ» من خلاله المتعصبون، لإخلاء مسؤولية فرقهم من أي «إخفاق»، معتقدين أن هذا «التوجه»، سيقلِّل من الهلال، أو يقدح في إنجازاته، ولكنهم يتجاهلون «عمداً أو جهلاً»، أن هذه المقولة، وهذا التشكيك، لم يؤثِّر في زعيم آسيا منذ خمسة عقود، واستمر «بطلاً» لا يقبل إلا بالذهب، حتى وصل اليوم ليصبح في «كفة»، وبقية أنديتنا في «كفة أخرى»، في موسم «استثنائي، أصبح محط أنظار العالم، بوجود لاعبين «عالميين».
الهلال اليوم وصل لمرحلة فنية يصعب على غيره الوصول لها لأسباب عدة، سبق وذكرناها أكثر من مرة، ولكن ماذا نفعل بهذا الهلال الذي في كل أسبوع يتألق، ويبحر بنا في عالم آخر من الإبداع الكروي، ليجبرنا على قول كلمة الحق، لفريق أصبح أعظم إنجاز لمنافسيه «إيقافه» فقط، وعدم تحقيقه لأرقام قياسية، وليس تحقيق البطولات والإنجازات، فيما أصبح «طموح» فرق الوسط والمؤخرة في الدوري هي «تسجيل هدف» في مرماه، وليس الفوز أو حتى التعادل.. فأي عظمة وصل لها هذا الزعيم؟! وإلى أين سيأخذنا؟!
تحت السطر
- جيسوس كان بالنسبة لي أفضل مدرب في آخر عشرين سنة مر على تاريخ كرتنا السعودية، ولكنه بعد هذه المستويات، وهذه النتائج، أجزم أنه دخل الأفضلية على مر تاريخنا الرياضي.
- انتهى الهلال من شوط واحد، فاز فيه بثنائية، وبقي له شوط ثان سيكون يوم الثلاثاء القادم، وعلى الهلاليين أن يكونوا حذرين من «التخدير» الذي قد يصيب لاعبيهم، ولا يصحون إلا على خروجهم من دوري الأبطال.
- الاتحاد سيخسر لاعباً كبيراً بقيمة كانتي بعد أن طُرد في مباراة الذهاب، وهذه الخسارة ضاعفت مآسي الاتحاد، ولكنه في المقابل سيستعيد لاعباً كبيراً في مركز مهم وهو الفرنسي بنزيما، ولربما الاتحاد أحوج لبنزيما أكثر من كانتي.
- النصر خسر بواحد صفر من فريق العين الإماراتي خارج أرضه، وهذه النتيجة غريبة، فالعين لا يمكن مقارنته «فنياً» بفريق النصر، ولذلك أعتقد أن النصر سيعود في مباراة الإياب ويلتهم العين.
- ما فعله الحكم ماجد الشمراني من أخطاء في مباراة الأهلي والفتح هو تكرار لما فعله سامي الجريس، والجريس يكرر أخطاء فيصل البلوي، وهكذا تستمر أخطاء الحكم دون معالجة وحل جذري، ولذلك لن يصلح حال التحكيم طالما يقوده من لا يستحق.