م. بدر بن ناصر الحمدان
أيتها «العُزْلَةُ»، أتذكرين كم التقينا..
ثم افترقنا، وتعودين في كل مرّة..
أمَا سئمتِ هذا «النِّزَالِ» الذي بيننا؟
أم هو «العِشْق» الذي لم نُخبر به أحداً..
أتدرين، لطالما تجاهلتكِ، ثم عُدت لأبحث عنكِ..
أنا وأنتِ، مثل إكليل الجبل، لا نعيش إلا في تجاويف دافئة..
لا نظهر إلا في مواسم الحب..
نحن أشبه بتعويذة للعُشَّاقُ..
يقتفون بها الأثر، بحثاً عن عزلتنا..
كم نظرت من شُّرْفَةِ الأيام، أرقبكِ، لأخبركِ، عنيّ بدونك..
وعن ما كنت أَدَّخِرَهُ لكِ، من أعواد ليل، جمعتها في غيابك..
خبأتها، لنوقد نارها معاً، ونقرأ تحت ضوئها أحاديث لم تُرو بعد..
سأقول لهم بأنني لا أحب العُزْلَةَ، حتى لا يكتشف أحد أمرنا..
عند الغروب، هرولي أنتِ الى البُحَيْرة ..
وسَأَلْحقُ بكِ هناك..
لآخذ بِيَدِكَ، ونهرب معاً..
سنُمضي ما تبقى لنا من عُمْر..
في الجانب الآخر من النهر..