عبده الأسمري
ما بين صلاح «الخير» وفلاح» الموهبة» كتب جملته الاسمية من مبتدأ «الحسنى» وخبر «الإحسان» رافعاً راية «اللغة العربية» ومحققاً غاية «الشخصية الإنسانية».
مضى في دروب «الانفراد» باحثاً في شؤون «النحو» ومحققاً في متون» الصرف» معتمداً على أصول البلاغة ومستنداً على فصول النباغة مولياً قبلة أمنياته شطر «محاسن» الذات وموجهاً بوصلة آماله نحو «مناقب» النفس.
بنى صروح «التأليف» من نصاب «الأمانة» وشكل طموح «التحكيم» من نصيب «المكانة» حيث شارك في قرار «المقررات» وأجاز في معايير «الجوائز» وحكم في احتكام» المناهج» وحقق وسط حقائق «الكتب» وأشرف على مشارف «النقاش».
إنه معالي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أحد أبرز علماء وأساتذة اللغة العربية ورجال العمل الخيري في الوطن والعالم.
بوجه قصيمي تعلوه علامات «الجد» وتكسوه سمات» الود» مع تقاسيم مسكونة بالألفة واللطف والسمت تقتسم من والده طيب المحيا وتتقاسم مع أخواله لين الجانب وعينين تلمعان بنظرات «الرفق» وتسطعان بلمحات «التراحم» وأناقة تعتمر الأزياء الوطنية المتكاملة على حضور أصيل وتواجد مبهج وصوت جهوري خليط بين لهجة نجدية عامة في مجالس الأقارب ولغة ندية خاصة في منصات العمل عبر فصاحة عميقة وحصافة متعمقة تعتمد على «مخزون» لغوي زاخر بواقع التخصص و»مكنون» لفظي فاخر بوقع الاختصاص ومفردات تتمازج ما بين فصل الخطاب وأصل الجواب تنطلق من خزائن «فكرية» وتتجلى في كنوز «مهارية» قوامها «المهارة» ومقامها «الجدارة» قضى الوهيبي من عمره عقوداً وهو يوزع «هبات «التفوق في قاعات الجامعات ومواقع القرار وينشر عبير «الجود» في منصات الخير ومواطن الإحسان أكاديمياً وقيادياً ومؤلفاً ومحسناً وخبيراً بنى هرم السيرة المضيئة بالعلا وأقام بناء المسيرة الساطعة بالمعالي .
في البدائع درة القصيم المكنونة الزاخرة بزف المبدعين إلى أعراس المسؤولية ولد عام 1369 وتفتحت عيناه على أب كريم سخي اليد مهيب التوجيه يعمل في الزراعة وأم من قصر ابن عقيل غرب مدينة الرس وتعتقت أنفاسه طفلاً برياحين «الحصاد» في مزارع والده وتشربت روحه مضامين «السداد» في مجالس أسرته.
ركض طفلاً مع إخوته وأقرانه وتماثلت في ذاكرته حكايات الأولين وتكاملت في طفولته مرويات الطيبين وظل ينصت لصدى الحق في جامع قريته ويبتهج لصدى الفلاح في أسواق بلدته واستمر يراقب «ابتسامات» الرضا في سحن «البسطاء» ويرتقب «ومضات» النبل في وقفات «الفضلاء» فنشأ مخطوفاً إلى مواقف « الفضل» التي اعتمرت وجدانه طفلاً وظل ينسجها في ذاكرته الغضة كوشم انحفر في مضامين «الطفولة» وتحول إلى ضياء في ميادين «البطولة» ملأ سيرته بعطايا الاعتزاز وهدايا الإنجاز.
انتقل عام 1379هـ مع والديه وأسرته إلى بلدة البدائع العليا حيث أتم دراسته الابتدائية ثم درس المتوسطة في البدائع الوسطى وفي عام 1385 انتقل الوهيبي إلى العاصمة الرياض حيث التحق بمدرسة باليمامة الثانوية ثم التحق بكلية التربية في جامعة الرياض (الملك سعود حالياً) ونال البكالوريوس في اللغة العربية عام 1392 ثم ابتعث للدراسة في أمريكا ونال درجة الماجستير من جامعة إنديانا- بلومنجتن عام 1397 وواصل دراسته وحصل على درجة الدكتوراه من ذات الجامعة عام 1403هـ وعاد للعمل كعضو هيئة تدريس بقسم اللغة العربية واستمر فيها حتى عام 1424هـ حين تفرغ للعمل في الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
سيرة متميزة قضاها الوهيبي ثاوياً في محيط «المعرفة» حيث قدم العديد من البحوث والدراسات المنشورة ومنها» ظاهرة الإلحاق في الصرف العربي» و»أوجه الاختلاف بين القراءات السبع» و»تحقيق مسألتين من مسائل الاسم الموصول» ونقد لتحقيق الجزء الأول من: «شرح كتاب سيبويه» ونقد لتحقيق «كتاب الأصول» لابن السراج، ومخطوطة «إعراب القراءات الشواذ» للعكبري تعريف وتحقيق لسورة الفاتحة منها والمطاوعة: معناها وأوزانها و»الطرائف العربية: دراسة لغوية» و»اختلاف العلماء في الحروف الزائدة في القرآن الكريم و»التفسير في النحو العربي: إطاره النظري وقضاياه» و»مراجعة لتحقيق كتاب: شرح نقائض جرير والفرزدق و»مراجعة لترجمة كتاب «مقاتلون في سبيل الله: «صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد والحملة الصليبية الثالثة» وعدد من أوراق العمل تمثلت في موضوع التحديات والأولويات والمستقبل» و»التنسيق الخيري في منطقة الخليج» و»مسؤولية المنظمات الإسلامية في تحقيق مقاصد التعليم الإسلامي» وموضوع عن «الفَرَاءُ وحَتَى» وورقة عمل عن «العمل الخيري في المملكة العربية السعودية» قدمه إلى رابطة العالم الإسلامي وقد أشرف وناقش الوهيبي العديد من الرسائل العلمية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه بجامعة الملك سعود.
وللوهيبي جهود جبارة ومؤصلة في تأليف وتطوير المناهج حيث شارك في تأليف مقررات اللغة العربية (12 كتاباً) للمرحلة المتوسطة بتكليف من وزارة المعارف وشارك في تأليف لائحة البحوث والنشر للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية وله مشاركة فاعلة في وضع أهداف تدريس مقررات اللغة العربية ومفرداتها» لكل مراحل التعليم العام وساهم في تحكيم عدة جوائز عالمية كجائزة الملك فيصل العالمية وجائزة القدس (لندن). وشارك في الأسرة الوطنية للغة العربية في وزارة التربية والتعليم عدة سنوات والحكم على مقررات الإملاء للمرحة الابتدائية في وزارة التربية والتعليم والحكم على مقرر الإملاء المعد لمعلمات المرحلة الابتدائية برئاسة تعليم البنات (سابقًا) والحكم على بحوث علمية مقدمة إلى دوريات متعددة في داخل المملكة وخارجها.
شارك الوهيبي في عشرات المؤتمرات العلمية والخيرية والدولية في مختلف أنحاء العالم وعدة برامج إذاعية وتلفزيونية محلية وعربية ودولية باللغتين العربية والإنجليزية ومثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي في عدد من الجمعيات والجامعات الإسلامية والعالمية.
رفع الوهيبي «مقومات» العمل الخيري وأرسى «مقامات» الإحسان الخارجي وقام بوضع الخطط وتوظيف الاستراتيجيات وتسخير الإمكانيات وتذليل الصعوبات وإقامة «جسور» من التواصل و»روابط» من الوصال على خارطة الدول وفي بصمات الإغاثة وعلى منصات الإعانة..
يقود الوهيبي الأمين المؤتمن كتائب «الندوة العالمية للشباب الإسلامي» في أحداث الحروب والمجاعات والكوارث لتسجل بطولاتها الإغاثية تحت راية الغوث والعون والدعم موجهة «منهجية» خيرية من وسط العاصمة الرياض إلى كل أصقاع العالم بلغة الدلائل وكفة البراهين..
يتواجد الوهيبي في «مساحة» من الوسطية مرتدياً رداءً فضفاضاً من الوطنية مطرزاً بالانتماء ومعزاًزً بالنماء واضعاً «المسافات» الواجبة و»الاستيفاءات» المستوجبة لصناعة «مستقبل» الأعمال الخيرية من أعماق «اليقين» إلى آفاق «التمكين» منطلقاً من دوافع الإلهام إلى منافع المهام واضعاً في رصيد «الندوة» أرقاماً من المنجزات المرصودة في سجلات العالمية.
صالح الوهيبي.. سفير الخير وخبير اللغة العربية الاسم الساطع في «قوائم» البارزين والوجه اللامع في «مقامات» المؤثرين.