خالد بن حمد المالك
يتحدث القائمون عن مركز القصيم العلمي بوصفه واحداً من المراكز العلمية الأولى في الشرق الأوسط، وعندما يروون قصة مولد هذا المركز العلمي منذ كان فكرة رائدة جاءت بمبادرة وطنية من أهالي محافظة عنيزة بالشراكة مع وزارة التعليم، ودعم سخي من مجموعة الزامل القابضة، والهيئة العامة للأوقاف، وعدد من القطاعات الحكومية والخاصة، فهم بذلك يتحدثون عن ذراعين رئيسيين متمثلين في واحة عبدالله الزامل للعلوم، وأكاديمية محمد الشبيلي العلمية.
* *
لكن القصة لم تنتهِ بعد عند هذا الحد، فهناك رؤية ليكون المركز بمثابة حاضنة علمية رائدة ومُتجددة، تُحفّز على التفكير العلمي والإبداعي في بيئات تَعلُّم جاذبة، لتعزيز الاتجاهات العلمية الناشئة في المجتمع، وهناك رسالة للمركز تقوم على إلهام العقول الشابة، وتعزيز أهمية العلم والمعرفة لديهم لنشر الوعي بالتطور العلمي والتقنية.
* *
وضمن هذا التوجّه هناك قِيَمٌ يحرص المركز عليها، قِيَمٌ تقوم على الإلهام والعطاء والاستدامة والتكامل، وهناك أهداف لبناء نموذج عالمي للتعلّم والمعرفة، باتجاه تنمية التفكير والخيال والإبداع والفضول العلمي لدى الناشئة، مع نشر الثقافة في العلوم والتقنية وتعزيز السياحة العلمية، وإثراء الوعي المجتمعي بالمنجزات الوطنية في مجالات العلوم والمعرفة، والتأكيد على تعزيز الدور التكاملي بين مؤسسات القطاع الخاص والقطاع التعليمي، وانتهاءً بتحفيز الجيل الناشيء نحو تعلّم العلوم والرياضيات والتقنية والهندسة من خلال تطوير أساليب وممارسات التعليم والتعلم بالتطبيقات العملية.
* *
لقد تم تشغيل المركز وانطلاق برامجه المدرسية والتدريبية والعامة في شهر سبتمبر 2021م تحت إشراف جمعية العلوم والتقنية بالقصيم، وسبق ذلك توفير الكوادر البشرية عالية الجودة من المواطنين في المنطقة، كما تم العمل على وضع هيكله التنظيمي والإداري، وتوزيع المهام والأدوار المختلفة بين الإدارات المتخصصة من أجل تكامل وتضافر كافة الجهود بأفضل المخرجات وأجود النتائج، وكان اللافت للنظر بأن العمليات التشغيلية للمركز قد بدأت ببرنامج تدريبي متكامل لموظفي المركز بهدف تعريفهم بفكرة المركز ورؤيته وهيكلته الوظيفية وبرامجه المختلفة، بالإضافة إلى برامج متخصصة لكل إدارة.
* *
وأثناء جولتنا على المركز تحدث القائمون عليه عن عدد من الشراكات التي تم التوقيع معها على عدد من مذكرات التعاون والشراكة مع عدد من الجهات ذات العلاقة، وكان من ضمنها الهيئة العامة للأوقاف (أوقاف) وجامعة القصيم، ومصرف الإنماء، وأرامكو السعودية، وشركة الاتصالات (STC)، ومسك، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، وأسرة السفير محمد الحمد الشبيلي وأسرة الشيخ عبدالله حمد الزامل، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا).
* *
هذه الجهات التي شاركت في قصة نجاح المركز ما كان لها أن تَقدِمَ على ذلك لولا قناعتها وثقتها بأهداف المركز وأهميته العلمية، وأن دعمه ينطلق من تناغمه مع رؤية المملكة 2030 وأن الطالب مع قيام هذا المركز سوف يكون على موعد مع تحسين تجربته في التعليم، والحصول على المزيد من التجارب العلمية والمعرفية في قالب ترفيهي تشويقي يجمع بين المتعة والفائدة، وهو ما لمسناه خلال زيارتنا واطلاعنا على جودة العمل والاتقان والأهداف الطموحة التي هي من اختصاصات المركز.
* *
وضمن نشاطات المركز الكثيرة، هناك الزيارات المدرسية، ومدينة العلوم الممتعة، ومعرض الإنسان والآلة، ومعرض الروبوت والذكاء الاصطناعي، وللمركز مشاركات عالمية ومحلية أبرزها مشاركته في فعاليات الإنجاز التاريخي للمملكة العربية السعودية نحو الفضاء، ومشاركته في ملتقى ومعرض مُبتكر، ومشاركته في الملتقى العلمي الآسيوي، وفي برنامج الإرشاد العلمي بجامعة الأميرة نورة، وضمن برامجه التدريبية نظم نسختين من برنامج صُنّاع المستقبل، وبرنامج اكتشف الفضاء بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء، وللمركز نشاط منبري من خلال الندوات لتعزيز ثقافة البحث العلمي والابتكار بحضور عدد من المهتمين والطلاب والموهوبين، كما أن لرمضان في المركز برامجه المناسبة، حيث البرنامج التدريبي التفاعلي بهدف تحفيز العملية الإثرائية خلال شهر رمضان.
* *
وللطفل حصته أيضاً من اهتمام المركز، فهناك مهرجان (اكتشف شغف طفلك) وهو مهرجان علمي تفاعلي يقام خلال الإجازة الصيفية، مخصص للعائلة والطفل, والهدف منه مساعدة الوالدين في معرفة الميول العلمية لأطفالهما وتنميتها في قالب ترفيهي من خلال برامج وتجارب متنوعة.
* *
الحديث عن مركز القصيم العلمي يطول، ولا يمكن حصر فكرته وأهدافه وما قام به من نشاط في بضع كلمات، ولا في وضع تصوّر لما رأيناه كتابة أو نطقاً بما يغني عن زيارته، فشكراً لمحافظ عنيزة الأستاذ عبدالرحمن السليم الذي شرفني حين دعاني لزيارة المحافظة، ولأخي أحمد الشبل الذي مكّنني من هذه المعلومات عن المركز ليكون هذا المقال الذي حاولت معتمداً عليها في أن أكتب عن شيء مما أثار إعجابي عن هذا الإنجاز المُبهر.