أحمد المغلوث
جاءت الليالي التي لا تنام فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة وإن كانت المدينتان المقدستان منذ بداية رسالة الإسلام على نبي الله محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم وفرض الصيام والقيام وهاتان المدينتان كانتا أيضاً أيامها وحتى اليوم لا تنام. بل هناك العديد من مدن المملكة خاصة الرئيسة كالرياض وجدة ومدن الشرقية والأحساء بل والعديد من العواصم العربية والإسلامية نظراً لتوقف بعض النشاطات والفعاليات التجارية والخدمية والترفيهية ومع هذا فإن البعض منها باتت تُمارس في ليالي رمضان المباركة تخفيفاً على الصائمين.
وفي السنوات الأخيرة مع انتشار الوسائل الدينية والترفهية المختلفة من خلال العروض الرمضانية المبهرة أكان ذلك من خلال الحلقات الدينية في الجوامع والمساجد وفي مختلف المناطق والمحافظات الأمر الذي ساعد على التحاق العديد ممن يريد الاشتراك في هذه الحلقات التعليمية لحفظ القرآن الكريم الالتحاق فيها وهكذا يعود نشاط مميز لمنوعات مختلفة تنافس الأطباق الرمضانية ورمضان الكريم كعادته يعود إلينا حاملاً لنا الخير والبركة من خلال ما يقدمه لنا من أطباق رمضانية متنوعة تتنافس فيها مختلف البيوت في العالم الإسلامي والعربي إلا أهلنا في غزة الذين يعانون من الحرمان من العديد من مقومات الحياة.
لقد كانت المجتمعات العربية والإسلامية فيما مضى من زمن يحتفلون بشهر رمضان من خلال عاداتهم وتقاليدهم وكما هو معروف ومن ذلك الحرص على التواجد في الجوامع والمساجد للصلاة والاستماع لأحاديث أئمة المساجد والذين كانوا يسعدون بأحاديثهم ومعلوماتهم الدينية التي تهم المصلين والمصليات وبعد صلاة العصر ومن حسن حظي أني نشأت في الصغر على بعد خطوات من مسجد طاهر بحي السياسب الشهير بالمبرز وكان إمامه الشيخ عبد الرحمن المبارك والذي تميز رحمه الله ببساطته وتعمقه في مختلف العلوم الدينية وكانت إجاباته على من يسأله في كل ما هو بحاجة إليه مستفسراً لما تحدث عنه من أمور تتعلق بالصيام أو ما له علاقة بالدين. وعلى بعد خطوات من هذا المسجد كان يقع جامع الإمام فيصل بن تركي وكان يستقطب الآلاف من المصلين الذين يأتون إليه لأداء الصلوات فيه خاصة صلاة «التراويح» جماعات ووحداناً من مختلف أحياء المدينة. السياسب والعيوني والشعبه والعتبان.. ولا ينافسه في عدد المصلين في شهر رمضان إلا جامع «المغلوث» بحزم المبرز. وكان أول جامع بني خارج سور المدينة. وأكاد أشير إلى أن مدينتي المبرز كانت تزدهر في رمضان منافسة بحب لمدينة الهفوف فكلا المدينتين بها سوق قيصرية إلا أن سوق قيصرية المبرز أقل أروقة وحتى مساحة لكنه يقع أمام جامع الإمام فيصل بل يعتبر قلب مركز المدينة التي خرج منها أشهر رجال الاقتصاد في المملكة. وبالمناسبة بدأت أمانة الأحساء في السنوات الأخيرة في توظيف قيصرية الهفوف التاريخية لتكون موقعاً سياحياً ولقد اهتم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال محافظ الأحساء بتفعيل موقع القيصرية وجعل وسط الهفوف التاريخي موقعاً جاذباً ومتميزاً بات يشار له بالبنان هذا ولايمكنني تناسى دور ما يقوم به أمين الأحساء المهندس عصام الملا. لتحقيق كل ما من شأنه أن يساهم في فعاليات ومهرجانات وعروض «سوق القصرية» بعدما بات موقعاً جاذباً لزوار الأحساء من داخل المملكة وخارجها. مهرجان سوق القيصرية بالأحساء شمس رمضانية مشرقة بالخير والعطاء والفعل. وما قدمته الأمانة من جهود تذكر وتشكر وهذا فضل يعترف به ليس أهالي الأحساء فحسب وإنما كل من أتيحت له فرصة زيارة السوق أكان في رمضان أو في الشهور الأخرى ومن أجل هذا واستمرار نجاحه نأمل أن تسعى الأمانة بمعالجة ظاهرة معناة زوار السوق لعدم توفر مواقف لسيارات زواره مع تضاعف أعداد رواد السوق عاماً بعد عام.