عبد الله سليمان الطليان
يتصدر المجلس بالثرثرة حديث يجذب السامع في ذكر السجايا والخصال الرفيعة عن عائلته وقرابته يمر على المواقف التي فيها تأصيل للفخر وتمجيد للذات على نحو يجعل الحديث أحيانا ًسراباً وخيالاً وحكايات من أحلام النوم, وليت الأمر يتوقف عند هذا بل يطلق لنفسه العنان في ذم الخلق السيىء الذي رآه في الواقع وشهده وسمع عنه كيف أنه يتكدر على ذلك الخلق السيىء, يجدف في الحديث أحياناً ببلاغة مصحوبة ببعض الحكم لكي يشد المستمع أكثر, يقع في الكاريزما أحياناً التي تعبر عن ما في داخله من تراكم نفسي حرماني ما زال مترسباً يحاول طمس أثره.
منذ زمن والأخلاق في ديننا راسخة وهي محور الحديث عند العديد من الفلاسفة, لذلك نحن نمقت الخلق السيىء في كافة صوره وأشكاله, ولكن عندما يقع من شنف الآذان بكلامه في كل مجلس والحديث عنه (فيه) يصبح الأمر غاية في الاستهجان, قد نجد تبريراً يمر عبر من وقع فيه سابقاً وكان هو كبش الفداء من أجل الإقناع الذي قد يمر (في مقولة إن الإنسان يقع في الخطأ) وهناك من هو أفضل مني وقع فيه, نعم خلقنا في الحقيقة ونحن لا نبلغ الكمال في درجة الأنبياء, ويزداد الأمر سوءاً وشناعة عندما يكون المتحدث قد وقع في إحدى صور الخلق السيىء عن قصد وتعمد وليس بالخطأ يتحدث فيه بأطناب مسرف بل ويبالغ في تشريح شخصية من وقعه فيه وينعتها بصفات قد تصل إلى حد القبح.
يقول الشاعر :
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ
عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيم