د.نايف الحمد
واصل الهلال مسيرته المظفرة وسلسلة انتصاراته المبهرة ووصل للرقم 29 بعد أن تجاوز ضيفه ضمك، وسط هتافات عشاقه في تحفته الجديدة ومعقله (المملكة أرينا) محققًا أرقاماً قياسية ستحتفظ بها سجلات تاريخ كرة القدم العالمية، وستكتب أن نادياً سعودياً عربياً تربع على عرش قائمة أطول سلسلة انتصارات عرفها التاريخ.
الغريب في الأمر أن هذه الانتصارات الهلالية صاحبها (عويل) بصوت عال من أولئك المأزومين نتيجة لتسجيل الهلال للرقم العالمي وعجز الجميع عن وقف المد الأزرق؛ ويبدو أنهم يتألمون من وقع تلك الخسائر أكثر ممن تلقوها؛ وأصبحوا يستميتون للتشويش على مسيرة الهلال رغم قناعتهم التامة أن هذا العملاق يدور في فلك آخر وأنه يفوقهم بمراحل وعلى كافة المستويات.
هؤلاء لم يجدوا سوى حججهم البالية التي بدت للمتابعين بليدة ومكررة كموضوع التحكيم الذي حسم الهلال أمره بطلب حكام أجانب لكل مبارياته في الدوري - كأكثر فريق طلباً لهم - ليرتاح من محاولاتهم المتكررة للضغط على الحكام المحليين للإضرار بالهلال؛ ففهم مسيرو النادي اللعبة ونحّوا الحكام المحليين جانباً، لكن الفاشلين في منافسة الهلال ظلوا يمارسون نفس ممارساتهم القديمة، غير أن الفارق أن الحكام الأجانب لا يسمعون ولا يقرأون لهم.
جماهير الموج الأزرق تواصل الفرح والفخر بفريقها العالمي الذي وصل صيت انتصاراته لعشاق الكرة في العالم أجمع عبر وسائل الإعلام العالمية المختلفة.. هذه الانتصارات التي صنعها بإبداع لاعبيه داخل الميادين الخضراء، وترك للآخرين التغني بانتصارات وهمية لا قيمة لها أو وزن، ويبدو أن هذا هو سبب هذه الحملة المسعورة تجاه هذا البطل نظير ما ناله من مجد لم يخطر لهم حتى في أحلامهم أن يحققوه.. كانوا يعتقدون أن جلب نجم عالمي أو لعب مباراة ودية هنا أو هناك يمكن لها أن تجعلهم ينافسون الهلال، فإذا به يصدمهم بكتابة التاريخ بانتصارات ستبقى عالقة على صدر صفحاته إلى أمدٍ بعيد..
فبالأمس صعد كبير آسيا منصة التتويج العالمية محققاً وصافة العالم؛ واليوم يسجل أطول سلسلة انتصارات في التاريخ على مستوى العالم؛ فيا لها من منجزات عجزوا عن استيعابها.
التفوق والسيادة والمجد لا يمكن أن يصنعها حدث عابر؛ بل هي إرث وتاريخ وانتصارات تسجلها الأندية في ميادين كرة القدم وأرقام تبقى شاهدة على تلك المنجزات، وليست مِنحاً يمكن أن تعطى لمن لا يستحقها.
نقطة آخر السطر
ستتوقف المسابقات لأيام (فيفا) وهي فرصة مناسبة لخروج الهلال من ضغط المباريات التي عانى منها، على أن تكون العودة قوية لإكمال مسيرة الانتصارات في المنعطف الأهم من موسم يأمل فيه عشاق الهلال أن يكون تاريخياً إذا ما واصل الزعيم أداءه البطولي وأنهى موسمه بنفس القوة والإبهار.