عبده الأسمري
منذ سنوات والسباق الرمضاني في مسارات «الدراما» و«الحوارات» و«المسابقات» و«المنوعات» في هبوط وانحدار ونزول إلى قعر «الإفلاس» ورغم كل النداءات بالتوقف عن هذا «التشوّه البصري» و«التلوّث المرئي» ووجود فرق «التصدي» من كل الأطراف إلا أن الأمر تحول إلى رفع «التحدي» من قبل القنوات الفضائية «المأجورة» والتي تُدار بعقليات تحارب «الحياء» وتسيء إلى «القيم» وتمارس ممارسة «الشيطنة» في العرض والمحتوى والهدف.
في هذا الشهر تحديداً ظهرت للملأ مسلسلات «ملغومة» في بعض القنوات العربية تحاول «فرض الخيال» و»تمرير الاحتيال» من خلال تبديد هوية المجتمع الخليجي وتركيب «أقنعة» خارجية مستوردة مسيئة للقيم وإسقاطها على «الأسر» من خلال «الإيحاء» تارة و«المجاهرة» تارات أخرى محولة «المرأة» إلى سلعة و«الرجل» إلى مجرم و«الطفل» إلى فاسق مع تمرير «الحرية المفتوحة» على مصراعيها لممارسة «المحرم» وتكريس «الفجر» وتأصيل «المعصية».
ولو تمعنا في النصوص المعروضة لوجدنا أن الهدف في بعضها ينصب على «تفكيك» الروابط الأسرية وتبديد القيم الإسلامية وتدمير الأصول التربوية والسؤال: كيف تم عرض أعمال درامية تجاوزت في «الجرأة» وتمادت في التجرؤ واجتازت الوقوف أمام مقص «الرقابة» والتي حولت «الدراما العربية» لتتجاوز كل سقوف الحرية وتعتلى كل جدران الهوية وكيف تحولت شخصيات العمل إلى «أراجوزات» و»دمى» متحركة في أيادي «سوداء» ملوّثة بسوءات «الثبور».
وعلى صعيد آخر فقد تحول «البودكاست» إلى «منصة» هائمة عائمة تعد «الحوارات» وتستضيف «التافهين» وتمجّد «السفهاء» مع كمية من «الإسفاف القولي» و«السفه اللفظي» وانعدام صريح للتعامل مع «المايك» ولو دققنا في أغلبها وفي سير وأدوات القائمين عليها من معدين ومذيعين وهميين لوجدنا أنها لا تتجاوز «مشاهد تمثيلية» و«مسرحيات هزلية» يتبجح فيها «مشاهير» التفاهة و«أساطير» السفه ولا غرابة أن رأينا فيها تمريراً واضحاً لسوء الأدب وإساءة الحديث.
وفي كل الاتجاهات تدوي على «العلن» أصداء «السذاجة الإعلامية» وتتجلّى في «الجهر» أبعاد «الرعونة الذاتية» فلو شاهدنا بعض الحوارات الفضائية لرأينا العجب وسجلنا الاندهاش من كمية «السطحية» في إدارتها وحجم «الرتابة» في إعدادها والأدهى والأمر أنك قد تهرب من «نماذج» ملأوا وسائل التواصل الاجتماعي بأصواتهم «المزعجة» ومقاطعهم «المؤذية» لتجدهم «ضيوفاً» أمام مذيع ومذيعة قادمين على «أجنحة» المحسوبية، فالبعض قد اعتاد «الصراخ» وآخرون تعودوا على «الغناء» ليكمل الضيف مشهد «الغثاء» بالحديث عن ذاته والتلميع لجنابه في لقطات «ملعوبة» ومشاهد «مكذوبة» وحلقات مسلوبة «العقلانية» ومنهوبة «الموضوعية»!
ولا نذهب بعيداً لنرى حجم «المهاترات» و«الترهات» على طاولات الإعلام الرياضي وكأنهم في سباق لحصاد الغيبة وتوظيف النميمة في «برامج مفلسة» و«ضيوف» متعصبين ولقطات تثير «الريبة».
وحتى تكتمل «دوائر» الإفلاس المكرر وتتكامل مدارات «السقوط» المرير ما عليك إلا متابعة برامج المسابقات والفوازير في بعض القنوات العربية لترى أنك في أمس الحاجة إلى إغلاق كل اتجاهات الفضاء والتواصل الاجتماعي ومحاولة الخروج من هذه «الأزمة الإعلامية» الطاغية والتي تستدعي «الاستنفار» لدراستها ومعرفة أسبابها وتداعياتها، بل ومن الحتمي إصدار قرارات قادمة حتى لا تتكرر مكائد «التمرير» ومصائد «التبرير» فلا عذر يمكن قبوله أمام حجم «التلوّث السائد» لأن الهوية والقيم والأصول والثوابت «خطوط حمراء» تقتضي محاسبة المتجاوزين ومعاقبة المتهاونين.